حذرت الخبيرة الألمانية يوهانا زاتلر الآباء من إجبار طفلهم الأعسر على استعمال يده اليُمنى؛ حيث يؤثر ذلك بالسلب على مخ الطفل ومهاراته الذهنية، مؤكدة على ذلك بقولها :"أثبتت الأبحاث العلمية في مجال الأعصاب أن الطفل الأعسر الذي يتم تدريبه لاستعمال يده اليمنى لن يتحوّل إلى شخص أيمن عادي مطلقاً".
وبدلا من ذلك، أوصت زاتلر، مدير الجمعية الألمانية لتقديم الاستشارات والمعلومات للعُسر بمدينة ميونيخ، الآباء بتوفير أغراض الحياة اليومية المناسبة لحالته وتدريبه على الوضعية السليمة عند استعمال يده اليسرى بشكل مبكر قدر الإمكان.
وأوضحت الخبيرة الألمانية أنه عند الكتابة مثلاً يضطر الطفل الأعسر إلى ثني يده، كي يتسنى له رؤية ما يقوم بكتابته وكي لا تتداخل الكتابة مع بعضها البعض، الأمر الذي قد يتسبب في إصابته بنوبات شد تصل إلى منطقة الكتف لديه وربما يحدث التواء في محور الجسم. وأكدت زاتلر على صعوبة تصحيح وضعية اليد الملتوية التي تتخذ شكل الخطاف عند الكتابة لدى المراهقين والبالغين.
وشددت الخبيرة الألمانية على ضرورة تدريب الطفل الأعسر على وضعية اليد السليمة أثناء الكتابة قبل الالتحاق بالمدرسة من الأساس، لافتةً بقولها :"للأسف لا يقوم معظم الأطفال بذلك، إلا أن هذه التدريبات هي الوسيلة الوحيدة لتجنب ثني اليد عند الكتابة".
ولهذا الغرض أوصت زاتلر باستعمال لوح الكتابة المخصص للطفل الأعسر؛ حيث يُسهم هذا اللوح في ضمان أن تظل الورقة في وضعية مائلة؛ ومن ثمّ لن تغطي يد الطفل ما يقوم بكتابته وبالتالي لن يضطر إلى ثني يده.
أما عن كراسات التدريب على الكتابة، فأوصت الخبيرة الألمانية بضرورة أن تقع أمثلة الأحرف، التي يُفترض أن يقوم الطفل بتدوينها، على الناحية اليُمنى من الكراس، بينما تأتي المساحة الفارغة المخصصة للكتابة على الناحية اليُسرى، مؤكدةً أن استخدام الطفل الأعسر لنوعيات خاصة من المقصات والمبراة وأقلام الحبر يتمتع بأهمية كبيرة أيضاً في دعم التطور الحركي الطبيعي ليده.
وأردفت زاتلر أن نفس الأمر يسري على الأدوات المنزلية كقشارة البطاطس أو فتاحة العلب المعدنية، مؤكدةً أنه ينبغي على الآباء الانتباه جيداً عند شراء الألعاب لطفلهم إلى أن يقع ذراع اللعبة في المنطقة العليا أو السُفلى منها بدلاً من أن يكون على جانبها الأيمن.
المصدر : JBC news (بتصرف)