ربما يبدو الحدث متواضعًا مقارنة بهذا العنوان الضخم، حين تقوم مدينة قليلة السكان بالاحتفال بالعلم لمدة يومين، لكن آلية الاحتفال وسلوك الجهات المشاركة فيه يعطيان درسًا جيدًا في كيفية صناعة علماء المستقبل دون حاجة إلى ميزانية بالمليارات، بل بقناعات راسخة لدى القائمين على هذا الاحتفال بأن الأمر ليس أقل من مستقبل أمة، وأن الخيار يتراوح بين شباب يكون عالة على بلاده وشباب يرفع من شأنها بين الأمم.
المناسبـة:
بون، وهي العاصمة الألمانية السابقة، والتي عادت إلى سابق عهدها مدينة صغيرة لا تظهر على الخريطة، تحتفل كل عامين بمناسبة يطلق عليها أهلها اسم (ليلة العلوم)، والحقيقة أن هذه (الليلة) تمتد يومين، تقام فيها خيمة في وسط المدينة تستقبل الجمهور في اليوم الأول من الساعة التاسعة صباحًا حتى الثامنة مساء، وفي اليوم الثاني من التاسعة صباحًا حتى منتصف الليل، علاوة على ذلك تفتح الجامعة أبوابها وقاعاتها ومتاحفها وأرشيفها من السادسة من مساء اليوم الثاني إلى منتصف الليل، بحيث لا تتعطل الدراسة فيها.
تتولى المدينة تمويل هذه المناسبة، فتدعو الجامعة وجميع المراكز البحثية والهيئات العلمية والمتاحف بالمنطقة للمشاركة فيها، وتوفر لهم في الخيمة أجنحة تتسع لاستقبال الزوار وللتعريف بما تقوم به هذه الجهات من أبحاث وأنشطة علمية، وما تقدمه في قاعات متاحفها، وكل الخدمات التي توفرها للجمهور المتشوق للمعرفة، والجمهور الذي لم يهتم بذلك من قبل.
قبل الحديث عن سر نجاح هذه المناسبة في اجتذاب جمهور يتراوح عدده بين 15000 إلى 18000 زائر، خلال هذه الساعات القليلة في مدينة عدد سكانها قليل، وليست مقصدًا للسياح القادمين من كل مكان، والسبب في النتائج الباهرة لهذا العمل المتواضع مقارنة بالمعارض الضخمة التي يصل عدد زوارها إلى مئات الآلاف، تجدر الإشارة إلى أن أهم الجهات المشاركة هي: وزارة التعليم والبحث العلمي الاتحادية، جامعة بون، جامعة كوبلنز التطبيقية، مؤسسة هيلمهولتس البحثية العملاقة، مؤسسة فرانهوفر البحثية، مركز أبحاث الفضاء، متحف الحيوان والحشرات، متحف الرياضيات، متحف المصريات، الهيئة الألمانية للتبادل العلمي، مركز الرياضيات، مركز الأخلاقيات في الطب، وكان الاحتفال هذا العام تحت شعار (المجتمع الرقمي)، أي تأثير الثورة الرقمية على حياتنا اليومية.
في الخيـمة:
منذ اللحظة الأولى لفتح الخيمة أبوابها، كان كل شيء جاهزًا لاستقبال الزوار، وجدت صفا دراسيًا من المرحلة الابتدائية ينتظر في الخارج، قبل أن يدخل بنظام مع معلمتهم إلى الخيمة، كان في استقبالهم طلاب جامعة بون، ليرافقوهم إلى الجناح الذي يرغبون في زيارته، فاعتقدت أن الاهتمام سيكون منصبًا على الأطفال، ولن أجد من يتحدث معي، لكن الوضع غير ذلك تماما.
وجدت في أول جناح زرته جهازًا فيه صورة سمكة وبعض الإضاءة، ثم جاء شخص مهذب قدم لي نفسه، وبدأ يشرح لي أن الله حبا السمكة في جانبيها بجهاز استشعار أو مجسات (Sensors)، تتمكن من خلاله من التعرف على أي تغييرات في حركة الماء، الذي تسبح فيه، وذكر أن مراكز الأبحاث تحاول أن تتعلم من خلق الله، وتسعى لصنع مجسات مشابهة.
سألته عن أهم استخدامات هذه التقنية في الحياة اليومية، فقال إن توصيلات المياه العملاقة، توضع فيها هذه المجسات، لقياس أي تغير في حركة المياه، الأمر الذي يكشف عن وجود أي ثغرات في التوصيلات، ومكان هذه الثغرات، وبالتالي لا يحتاج العاملون إلى الكشف على مئات الكيلو مترات من المواسير، بل يصلون إلى المكان مباشرة، مما يحول دون إهدار المياه، التي ستقوم الحروب عليها في المستقبل.
ثم أشار إلى أن هناك استخدامات أخرى لهذه المجسات في مختلف مجالات الحياة، ومنها الطب، فعند توصيل أنابيب التنفس الصناعي لشخص فاقد الوعي، لابد من الحضور طوال الوقت بجواره، للاطمئنان على تنفسه بصورة طبيعية، وعدم تعرضه لأزمات قد تتسبب في وفاته، لكن بفضل هذه التقنية، يمكن اكتشاف أي تغيير في موجات الهواء المتصل بين الأجهزة الطبية، وبين الجهاز التنفسي للمريض دون الحاجة لبقاء الممرضة بجانبه طوال اليوم، لأن هذه المجسات تصدر صوت إنذار، فتأتي الممرضة أو الطبيب فور حدوث أي اضطراب في التنفس.
في حواري معه تبين أنه رئيس قسم العلاقات العامة في واحدة من أكبر مراكز الأبحاث في ألمانيا، فسألته عن كيفية استعداده للمشاركة في هذه الأنشطة، فأوضح أنه يطلع على كل الأبحاث التي في المركز، وأنه حصل على دورات تربوية،عن كيفية تبسيط المعلومات لغير المتخصصين من الأطفال والكبار، وأشار إلى الألعاب التي صممها مركز الأبحاث، ليقيس الأطفال التغير في حركة المياه، والأفلام العلمية للشباب، علاوة على وجود ملف صحفي للإعلاميين، أي أن كل شخص يجد ما يناسبه، وهذا فعلاً شيء جيد.
* أبحاث الفضاء والطب:
في منتصف الخيمة يوجد جناح مميز مكتوب عليه بخط ضخم «مركز أبحاث الفضاء، وصورة سيدة تقيس الضغط، وبجانبها هاتف جوال، وجدت رجلًا وقورًا كبيرًا في السن يهش لاستقبالي، سألته عن وظيفته لأجري معه حوارًا، فقال إنه رئيس قسم الأبحاث الطبية في مركز أبحاث الفضاء، فطرحت كلماته الكثير من علامات الاستفهام، أولاً ما علاقة الطب بأبحاث الفضاء؟ وثانيًا لماذا يقف عالم كبير في مكانته في هذا المكان المتواضع؟
طرحت عليه السؤالين كما خطرا على بالي دون تجميل أو تنميق، فأشار إلى أن هناك الكثير مما يمكن الاستفادة به من أبحاث الفضاء في مجال الطب، لأن رواد الفضاء يحتاجون أيضًا إلى الرعاية الطبية، لكن من المستحيل إرسال فريق طبي معهم، لذلك يتم الاستعانة بتقنيات حديثة تقوم بالتشخيص، وترسل التقارير للأطباء على الأرض، ليتابعوا الحالة الصحية عن بعد، ولذلك فقد أفلح فريقه في ابتكار تقنيات، تتيح لكبار السن غير القادرين على الحركة، أن يستخدموا جهاز الضغط أو غيره من الأجهزة، فتنتقل المعلومات عن طريق البلوتوز بالجوال أو اللابتوب إلى الطبيب، الذين يقرر ما ينبغي القيام به، من توجه سيارة إسعاف، أو إذا ما كان الأمر لا يتطلب ذلك.
وقال إن هذه التقنية تستخدم بنجاح في القوات المسلحة وحرس الحدود بصورة خاصة الذين يبتعدون عن أماكن وجود المستشفيات، أو في أستراليا التي تبتعد شواطئها عن أقرب مستشفى بمئات أو آلاف الكيلومترات، لأن مساحتها شاسعة، أما الاستخدام الجديد، والذي سيدخل حيز التطبيق من العام القادم في عدة شركات طيران ألمانية، فهو عبارة عن قرص بحجم قطعة النقود المعدنية، مطلوب من قبطان الطائرة أن يضع إصبعه فوقه، على فترات منتظمة، ومن خلال تحليل البيانات التي تصل إلى القسم الطبي في الأرض، تصل للقبطان إشارة إذا كان مرهقًا، لتأمره بضرورة النوم، والاستيقاظ قبل موعد الهبوط بنصف ساعة، ليكون تركيزه عاليًا وقتها.
وردًا على السؤال الآخر عن سبب مشاركته بنفسه، قال إن الراتب الذي يحصل عليه، وكل ميزانية مركز الأبحاث، تأتي من أموال دافعي الضرائب، ولذلك فواجب عليه أن يطلعهم على المجالات التي يجري فيها إنفاق أموالهم، ومن البديهي أن يفعل ذلك بنفسه، لأنه مدين لهذه الجماهير بالامتنان على سخائهم معه ومع بقية زملائه، والنقطة التي لا تقل أهمية، هو أنه لو لم يفلح هو وزملاؤه المشاركون في بقية الأجنحة في جذب اهتمام الأطفال والشباب للعلوم المختلفة، فمن يخلفه في وظيفته، ومن يقوم بهذه الأبحاث في المستقبل؟
الحقيقة أن كلامه بدا منطقيًا جدًا، ولكن لماذا لا نفكر بهذه الطريقة؟ لماذا لا نجد علماءنا إلا في المؤتمرات والندوات، ومع علية القوم وكبار المسؤولين، ربما يتغير موقفهم، إذا فكروا في أهمية دورهم في جذب الأطفال والشباب للبحث العلمي.
* طلاب موهوبون ناضجون:
في جناح مركز الرياضيات بجامعة بون، وجدت طالبتين في العقد الثاني من عمرهما، تتحدثان بثقة كبيرة في النفس عن أهمية الرياضيات في حياتنا، فالنشرة الجوية وتوقعات الطقس عبارة عن مئات العمليات الرياضية، وكل ما نفعله في الكمبيوتر حصيلة معادلات لا حصر لها، ودفع المستحقات بطريقة آلية كذلك، وغيرها كثير.
كانت الفتاتان تتحدثان بشعف وحب كبيرين عن هذه المادة، سألتهما عن الرأي المنتشر بأن الرياضيات من الفروع التي يتفوق فيها الطلاب، على عكس اللغات التي هي مجال تفوق الطالبات، فأجابتا بأن ذلك للأسف صحيح، وأن المركز الذي تعملان فيه بصورة تطوعية يضم غالبية من الطلاب.
سألتهما عما قصدتا بكلمة (تطوعية)، فقالتا إنهما حصلتا على منحة دراسية من الدولة، وتريدان أن تردا الجميل، لذلك فإنهما التحقتا بهذا المركز، والذي يهدف في المقام الأول لاجتذاب الطلاب والطالبات بصورة خاصة لمادة الرياضيات، لذلك يزورون المدارس، ويقدمون ألعابًا شيقة، وبعد أن ينتهي اللعب، يوضحون للطلاب أن كل ما قاموا به كان رياضيات، وعرضوا نماذج لهذه الألعاب، تجسد الحقائق الرياضية بصورة مرئية.
هذا الجيل الجديد عنده نوع من التحمل، تجعله قادرًا على التعامل مع كل المواقف الصعبة ببساطة شديدة، لا يتعلم إلا ما يحب، ومستعد للتضحية بالكثير من وقته في عمل تطوعي، لإيمانه بجدوى ذلك للجماعة، وإتقانه للتقنيات يجعل إيقاع الحياة سريعًا للغاية، حيث ما كدت أغادر الجناح، حتى وجدت رسالة في بريدي الإلكتروني منهما، مرفق بها صور للتدريبات المدرسية على الرياضيات.
* أطفال في معامل البحث:
في جناح مؤسسة أبحاث فراونهوفر تعرفت على الدكتور أنطون شوللر، وهو نائب رئيس قسم هندسة المحاكاة، والذي شرح لي ابتكار العاملين في المؤسسة لبرامج كمبيوتر، قادرة على تحديد أفضل وضع لترتيب معدات مختلفة الأشكال في حيز معين، بحيث تتسع لأكبر كمية ممكنة، الأمر الذي يوفر مبالغ هائلة، لذلك فإن شركات صناعة السيارات مثل بي إم دبليو وأودي ودايملر وميني، كلها تستخدم هذه البرامج.
في داخل الجناح نماذج من هذه القطع، وصندوق لوضعها، ليلمس الأطفال فائدة هذه البرامج، لكن الأهم أن المؤسسة توفر دورات تدريبية لطلاب المدارس تستمر الدورة لمدة أسبوعين، وأنها تكون أثناء العطلة الصيفية أو في شهر يناير، ولا تشترط أن يكون المتقدم متفوقًا في الرياضيات، بل يكفي أن يمتلك الحماس والرغبة في العمل البحثي، وأضاف قائلاً إنه كثيرًا ما يحدث أن يخرج هؤلاء الطلاب بأفكار مبتكرة يستفيد منها العلماء.
نفس الحديث عن التدريب الطلابي سمعته في مركز أبحاث الفضاء، ومؤسسة هيلمهولتس البحثية العملاقة، وهو أمر غريب أن نتصور طلاب مدارس في معامل بملايين اليوروات، وحولهم علماء يتمتعون بسمعة عالمية، كلهم يجدون الوقت لتدريب هؤلاء الطلاب والطالبات، حتى إذا غادروا هذا المكان، بقيت لديهم الرغبة في العودة إلى البحث العلمي، ليدرسوا الكيمياء والفيزياء والأحياء والرياضيات.
* في الجامعـة:
في اليوم الثاني كان الجمهور على موعد مع أنشطة من نوع مختلف، أساتذة الجامعة المتخصصون في الطب، يقدمون محاضرات بأسلوب مبسط للجمهور العادي، سواء كانوا أطفالاً أو كبارًا، وكان الموضوع الرئيس عن أمراض الشيخوخة، التي تفشت بسبب ارتفاع متوسط طول الأعمار، فمثلاً مرض (الخرف)، أي اضطراب القدرات الإدراكية، يصيب واحدًا في المائة من الأشخاص الذين يبلغون الستين، و10 في المائة من الأشخاص في الثمانين من عمرهم، و30 في المائة من الأشخاص الذين بلغوا التسعين أو أكثر من العمر، علمًا أن 300 ألف شخص يصابون سنويًا بهذا المرض في ألمانيا.
فجأة يصبح الطب أمرًا مفهومًا ملموسًا، يهم كل إنسان، وتأتي صور وأفلام توضح العلاقة بين خلايا المخ، وما يحدث لها عند الإصابة بهذا المرض، وآخر ما وصلت إليه الأبحاث في هذا المجال. طوال الوقت ساد الهدوء القاعة، ولم يغادر أحد المكان، رغم أن المحاضرة استمرت 45 دقيقة.
في المتحف المصري التابع لقسم تاريخ الشرق الأدنى والأوسط، توجد تماثيل فرعونية، والكثير من المقتنيات الأصلية، التي حصلت عليها بعثات التنقيب عن الآثار، باعتبارها مكافأة على الاكتشاف. في هذا المكان ألقى أستاذ التاريخ محاضرة عن الموميات، كان إلقاؤه بديعًا، والكل مشدود لما يقوله، والصور التوثيقية نشرت الخوف في أوصال الحاضرين، لكنه خوف محبب للنفوس، خوف بنكهة المغامرة.
فريق ثالث اتجه إلى متحف الرياضيات، حيث شاهدوا واحدًا من أوائل أجهزة الكمبيوتر من الستينيات، كان صوت التشغيل عاليًا، مما اضطر الأستاذ الجامعي لأن يرفع صوته إلى ما يشبه الصراخ، حتى يسمعه الآخرون، أوضح أنه لم تكن هناك أقراص مدمجة ولا (فلاش) لتخزين المعلومات، بل كان هناك شريط مثقوب مثل شريط التلفاكس قديما، وكانت المعلومات مسجلة عليه.
في صحن الجامعة كانت هناك طاولات، ومسرح ليعرض عليه طلاب مدارس ثانوية أنشطتهم، وبذلك تزول الرهبة من الجامعة، وتصبح العلاقة بين المدرسة والجامعة علاقة تعاون في أنشطة مشتركة، بين طرفين يتمتعان بالندية، ويجعل انتقال الطلاب بعد ذلك من التعليم الثانوي إلى التعليم الجامعي أمرًا طبيعيًا.
وقبل منتصف الليل رافق طلاب الجامعة الزوار في مجموعات، لا تزيد الواحدة عن 15 شخصًا، للتجول في أرشيف الجامعة، في جو من المغامرة والفضول، وكأنهم سيكتشفون عالمًا من الماضي، فيه مراجع وآثار وتراث أساتذة من القرنين الماضيين.
* النزول من البروج العاجية:
ربما يرى البعض أن هذه الأنشطة يهيمن عليها طابع الطرافة، ولا علاقة لها بالعلم الحقيقي، الذي اعتدنا أن نسمع عنه، العلم الذي نجده في المكتبات، التي تعلو كتبها الأتربة، والمعامل التي لا يدخلها إلا الخبراء، والمؤتمرات العلمية التي لا يشارك فيها إلا الصفوة، العلم في مخيلتنا مكانه برج عاجي بعيد عن عالمنا، هذا العالم الذي تنتشر فيه الأسواق، ويلعب فيه الأطفال في الحدائق والشوارع.
لكن من يدقق النظر يجد أن العلم في هذا الاحتفال ينزل من برجه العاجي، ليكون بين الناس، وبخاصة بين الأطفال والشباب، لتعريفهم بأهمية العلوم المختلفة في حياتهم، ومساعدة أهلهم على اكتشاف ميول أطفالهم ومواهبهم العلمية.
حضر في هـذا العام 15000 شخص، وكان العدد في قبل عاميــن 18000 شخص، والسبب في هذا التراجع، ليس النفـور من العلم، أو لشعور بالفتور مما تقدمه الجهات المشاركة، بل لأن الطقـــس كان ممطرًا بشدة، ولذلك فإن الكثير من الأنشطة الموجودة في أماكن مفتوحة، لم تصمد طويلاً أمام أبواب السماء المفتوحة على مصراعيها.
النجاح الـــذي تحقـــق في ذين اليومين يعــود إلى إيمان جميع المشاركين بأن ما يقـــومون به هـو لعب أهم من الجد، وأنهم يزرعون نبتـــة في صدور الأطفـال والشباب، تأتي ثمارها بعــد عقــود، لكنها تأتي لا محالة، والدليل على ذلك أن ألمانيا التي لا تملك أي ثروات طبيعية تقريبًا في باطن الأرض، تمتلك اقتصادًا يقوم على المعرفة، وشبابًا ليسوا أفضل من أي شباب في بلادنا، لكنهم في ألمانيـا يجدون من يفتح عيونهم على الكنز المدفون في داخلهم، وهو حب العلم والمعرفة، فهل تصلح تجربة
مدينة بون للتطبيق في أي من مدننا وبلادنا؟
المصدر: عن المعـرفـة / خــاص (بتصرف)