وفقا للعديد من المتخصصين، التعلم المبكر له تأثير إيجابي على النتائج التعليمية مستقبلاً. ما هو البرنامج الذي يجب إتباعه وكم من الوقت؟ لنطلع على بعض التجارب.
1 - جنوب أفريقيا، التعلم من خلال اللعب:
في جنوب أفريقيا، العديد من الأطفال يفتقدون إلى الغذاء واللباس ناهيك عن التعلمِ المبكر، بيد أن شيئاً بسيطاً كلعبة مثلاً قد تؤد دوراً حيويا في تنمية الطفل. في إحدى دور الحضانة في ديربان، يقدمون لهم الطعام، بيد أن نقصَ الأموال لا يمكَنهم من القيام بنشاطات قبل مجيء أولياء أمورهم فصطحابهم إلى المنزل. هذا النوع من رياض الأطفال ،ينتشر في الأحياء الفقيرة. إنه الخيار الوحيد لبعض أولياء الأمور الذين يعملون. العديد من الدراسات أظهرت أن عدم دخول الأطفال إلى دور الحضانة يؤخر تطوير مهاراتهم المعرفية، الأمر الذي يؤديَ إلى صعوبة التعلم من بعد. وفقا للبروفيسور" إيان غوربشلي" الرئيس التنفيذي للمنظمة غير الحكومية "طفل غير محدود" سوء النتائج المدرسية للأطفال هو بسبب غياب التعلم المبكر، على سبيل المثال، من خلال الألعاب التعليمية. هذه المنظمة لها برنامج إجتماعي الهدف منه توزيع الألعاب التعليمية لدور الحضانة في ديربان. الجميع بامكانهم أن يتبرعوا بالوقت والموهبة أو المال المخصص للألعاب. و فقا للمنظمة، التأثير على الطفل يظهر في المرحلة الابتدائية. في البرنامج، تم تسجيل 370 دار حضانة، لحوالي 32 ألف طفل. المنظمة تعمل لإستيعاب اكثرَ من مليون طفل بحلول عام 2020.
2 - الولايات المتحدة، وزن ونوعية الكلمات:
التحدث مع أطفاكم، ومشاركتهم اللعب والنشاطات المختلفة يحدث فرقا كبيرا عند الدخول الى المدرسة. في الولايات المتحدة، إحدى الطبيبات إعتمدت مشروع "ثلاثون مليون كلمة". إنها الدكتورة "دانا سوسكيند"، المتخصصة في زراعة سَماعة في أُذن الأطفال. لاحظت أن نتائج تحسن حاسة السمع ليست متساوية بين الأطفال بالنسبة لسرعة الإدراك اللغوي. الأمر الذي أدى الى إعتماد مبادرة" ثلاثون مليون كلمة" التي تهدف إلى تحفيز أولياء الأمور على التحدث مع أطفالهم. انها تعمل على دراسة مدى تحدث الآباء مع أطفالهم. بعض الدراسات أثبتت أن في سن الرابعة، الطفل الفقير يسمع ثلاثين مليون كلمة أقل من الأطفال من أسر غنية. البرنامج يعتمد أيضا على القيام بزيارات منزلية لشرح كيفية تطوير القدرة على الكلام بين للأطفال الصغار. أشرطة الفيديو تظهر للآباء كيف يمكن أن يتحدثوا مع أطفالهم من خلال ما يحدث. هناك طريقة أخرى هي التسجيل الرقمي، فمن خلال أداة رقمية توضع في ملابس الطفل يتم تسجيل ساعة من الحديث بين الوالدين والطفل للحصول على فكرة عن كمية ونوعية المفردات المستخدمة. ثلاثون مليون كلمة للصغار تجربة الهدف منها الإنطلاقة المبكرة لحياة أفضل.
3 - تايلاند، تعلم بلا حدود:
في احدى المدرارس في بانكوك، أطفال في السادسة من العمر يبدأون صباحهم بجمع ثمار الفطر. إنه مشروع قامت به أحدى معلماتهم في العام الماضي لإطلاع أولياء الأمور وأطفالهم على تقنيات جديدة للحياة اليومية. إدخال التقنيات الجديدة في الحياة اليومية هو هدف هذا البرنامج. الخطوة الأولى هي أن يساعد أولياء الأمور الأطفال على البحث في الإنترنيت. الخطوة الثانية هي أن يرسم الأطفال على الإنترنيت ما تعلموه. من بعد، الأطفال يسجلون شريط فيديو للتحدث عن ما قاموا به عبر مواقع التواصل الإجتماعي. الجميع لاحظ الفرق الكبير. في العام الماضي، هذا المشروع حاز على جائزة في تايلاند للإبتكار في التعليم. هذه المبادرة بدأت تطبق في مناطق عدة. لربما سترى النور أيضاً في دول أخرى.
المصدر : اليورونيــوز (بتصرف)