فوجدت "الأسد والجرو"، "الهروب من دب راقص"، "موت طائر شجرة كرز"، "الملك والقميص"، "الحور القديم"، "الطائر الصغير"، وكلها بلا استثناء تنتهي نهاية تعيسة مؤلمة؛ فقصة "الطائر الصغير" على سبيل المثال تحكي قصة صبي يمسك طائرا في قفص، تقول له والدته إنه لا ينبغي له أن يفعل ذلك، فيترك باب القفص مفتوحا، ومن ثم يطير الطائر إلى نافذة زجاجية، فيصطدم بها. يعاني لبضعة أيام، ومن ثم يموت. وقس هذه النهاية على بقية قصص تولستوي.
في هذا السياق استدعيت ما كنت قد ناقشته في كتابي حول قصص الأطفال التقليدية، ومنها الحكايات الشعبية التي جمعها الأخوان جريم. وكنت قد قلت بأنهما اقتطعا بعض ما ورد في النسخة الأصلية، بل وعدلا بعضا منه بسبب مشاهد العنف المخيفة التي وردت فيها. لا أعرف إن كان بإمكاننا فعل الشيء نفسه في قصص تولستوي الموجهة للأطفال التي تحمل كثيرا من الغضب على العالم.
ولعل فيما قالته كاتبة أدب الأطفال البلغارية آنا ماجدو ما يفيد في هذا الشأن، فهي تزعم أنها لم تكن تكتب وبذهنها فئة عمرية معينة، ولكنها اكتشفت أن الأطفال عندما يقرؤون كتبها، فإنهم يضحكون ويفرحون، وأنها تكتب دائما بروح إيجابية متفائلة، مما يجعل الأطفال يقبلون على كتبها. طبعا لا أذكر هذا من باب التقليل من تولستوي. فمن يجرؤ... !؟.
ولكن حين تجلس مع طفلك وتقص عليه حكاية ما قبل النوم، فلا أظنك ستكون موفقا إن اخترت واحدة من قصص تولستوي التي ستقلق نومه، وتحرمه حقه في أن ينام آمنا مطمئنا هانئا يحلم بغد أجمل.
يقلم: رزان إبراهيم