يعتبر الخوف من التحدّث أمام الجمهور والذي يتحوّل في بعض الأحيان إلى فوبيا تعرف باسم "جلوسوفوبيا" أحد أكثر المخاوف شيوعًا في العالم. ففي الوقت الذي قد تشعر فيه ببعض التوتّر قبل التحدّث أمام عدد كبير من الجمهور، يسيطر الرعب على الأشخاص المصابين بالجلوسوفوبيا. ومجرّد التفكير في التحدّث أمام جمهور قد يجعلهم يرتجفون، وترتفع نبضات قلبهم وتنقطع أنفاسهم ويرتجف صوتهم! ويعود ذلك إلى اندفاع هرمون الأدرينالين في الجسم ممّا يهيّأه لمواجهة الخطر. في هذه الحالة قد يحتاج مثل هؤلاء الأشخاص إلى علاج نفسي للتغلب على مخاوفهم من التحدّث أمام الجمهور، ولكن في حالات التوتر الطبيعية، والتي يعاني منها الكثيرون، هناك العديد من الحلول والحيل البسيطة التي تسهم في تخفيف التوتّر والتغلّب على الخوف الذي يصاحب التحدّث أمام حشد كبير من الناس. ولكم 10 نصائح مهمّة لتطوير مهاراتك في التحدّث أمام الناس والتغلّب على التوتر المصاحب لهذا الأمر.

1- التوتر أمر طبيعي: تدرّب وجهّز نفسك يشعر الجميع بردود فعل فيزيولوجية كتزايد نبضات القلب وارتجاف اليدين. وهو أمر طبيعي فلا تربطه بفكرة أنّك ستقدّم أداءً سيّئًا. الأدرينالين الذي يدفعك للتعرق والشعور بالتوتر هو أيضًا سبب لجعلك أكثر انتباهًا واستعدادًا لتقديم أفضل ما عندك. أفضل طريقة للتغلّب على القلق هي التحضير والتحضير ثمّ التحضير . خذ وقتك للاطّلاع على خطابك عدّة مرّات، وبمجرّد أن تألفه، تدرّب على إلقائه جيّدًا، يمكنك أن تصوّر فيديو لنفسك، أو أن تتدرّب أمام المرآة. كما يمكنك أن تلقي خطابك أمام أحد أصدقائه وتطلب منه أن يقيّم أداءك.

2- اعرف جمهورك: فخطابك موجّه إليك وليس لهم! قبل أن تبدأ بكتابة خطابك، اعرف أوّلاً لمن هو موجّه، حاول أن تعرف ما أمكنك عن مستمعيك، فهذا سيساعدك على انتقاء الكلمات المناسبة، ومستوى المعلومات التي ستطرحها بل وحتى العبارات التحفيزية التي قد تستخدمها.

3- رتب المعلومات بطريقة فعّالة: لتحقّق الهدف من الخطاب حيث يتعين عليك وضع خطّة لسير خطابك أمام الجمهور. ابدأ بكتابة الموضوع، الهدف العام منه، الأهداف المحدّدة، الفكرة الرئيسية والنقاط الأساسية فيه. واحرص على جذب انتباه الجمهور خلال الـ 30 ثانية الأولى من الحديث.

4 - ابحث عن التغذية الراجعة: وتكيّف معها ابقِ تركيزك على الجمهور، وحلّل ردود أفعالهم وبناءً على ذلك عدّل رسالتك. لابدّ من أن تكون مرنًا في خطابك فالخطابات الجامدة قد تفقد الجمهور اهتمامهم وتربكهم.

5 - دع شخصيّتك تظهر على الملأ: كن على طبيعتك، فبحسب العديد من الدراسات، تستطيع تحقيق مزيد من المصداقية إذا سمحت لشخصيّتك الحقيقية بأن تظهر أمام جمهورك، الذين سيثقون أكثر بما تقوله في حال رأوك تتصرّف على طبيعتك بعيدًا عن التصنّع.

6 - امتلك روح الدعابة: واستخدم القصص واللغة الفعّالة لا ضير على الإطلاق من إدخال عنصر الفكاهة إلى خطابك فمن خلاله ستحصل على اهتمام الجمهور. في غالب الأحيان يفضّل الجمهور رؤية لمسة شخصية في الخطاب، ويمكن أن تعطي قصّة قصيرة هذا المفعول.

7- لا تقرأ خطابك: إلاّ إذا كت مضطّرًا فالقراءة من نصّ ورقي أو من شاشة العرض سيقطع الاتصال مع الآخرين، في حين أنّ الحفاظ على التواصل البصري مع الجمهور يضمن بقاء التركيز عليك وعلى رسالتك. ولا ضير من الاستعانة بملاحظات مختصرة لتذكّرك بالنقاط الأساسية لخطابك.

8 - اجعل جسدك يتحدّث: لا تنسَ أبدًا أنّ مهارات التواصل غير اللفظية توصل ما يزيد عن 75% من الرسالة.  لذا احرص على استخدام الجسد بطريقة فعّالة وتخلّص من الإيماءات المتوتّرة. لغة الجسد الصحيحة لا تجذب الانتباه إلى الحركات نفسها وإنّما تساهم في إيصال أفكار المتحدّث بوضوح ودون أن تشتّت الجمهور.

9 - اجذب انتباه الجمهور في البداية: واحرص على تقديم خاتمة مميّزة هل تستمتع بخطاب يبدأ بجملة: "اليوم سأحدّثكم عن هذا أو ذاك؟" على الأرجح ستجيب بالنفي. إذن بدلاً من الجمل المملّة، يمكنك أن تستفتح خطابك بإحصائية مدهشة، أو قصة ممتعة أو بسؤال مثير للاهتمام. واحرص أيضًا على إنهاء الخطاب بعبارة قويّة ومميّزة لتعلق في ذهن الجمهور لأطول فترة ممكنة.

10 - استخدم الوسائل المرئية بحكمة: فالكثير منها قد يكسر حلقة التواصل المباشر مع الجمهور، لذا استخدم الوسائل المرئية كالصور والفيديو أو عروض الـ "Power Point" باعتدال حتى تعزّز خطابك وتوضّحه. وتكون سببًا لشدّ انتباه جمهورك. أخيرًا تذكّر دائمًا أنّ الحديث مع الجمهور لا يمكن أن يكون مثاليًا ولن تكون أبدًا مستعدًّا مئة بالمئة، ولا أحد يتوقّع منك أن تكون كذلك، لكن تخصيص الوقت الكافي لمراجعة خطابك واتبّاع النصائح السابقة سيقلّل بلا شك من توتّرك ويسهم في جعلك تقدّم خطابًا سلسًا أمام الجمهور! تابع المعلومات التالية التي ستساعدك ليكون أداؤك أفضل عند التحدث أمام عدد من الناس: ما هي النصائح التي تتبعونها قبل التحدّث أمام الجمهور؟ شاركونا بآرائكم في صندوق التعليقات في الأسفل.

المصدر: موقع فرصة (بتصرّف)