1 - المقدمة:

يوصف العصر الحالي بكونه عصرا للمعرفة وعصرا للعلم وللتكنولوجيا؛ ويتميز بالتغير السريع، لذلك فأن من الأهمية بمكان أن يكون الفرد مبدعا وخلاقا في عالم اليوم. مما يعني التفكير بطرق جديدة ورؤية العالم بطريقة مختلفة، وهذا ينطبق على المؤسسات التربوية أيضا.

فلكي تستطيع المؤسسة مواكبة التغيرات والتطورات التي تحدث في البيئة الخارجية وتضمن بقاءها ونموها في مجال عملها عليها أن تكون مبدعة. فالإبداع يُعد من الأنشطة الأساسية والمهمة للتعليم.

2 - ما هوالابداع إذن ؟

الإبداع كفاءة وطاقة واستعداد يكسبه الإنسان من خلال تركيز منظم لقدراته العقلية وأرادته وتجاربه ومعلوماته. وهو بهذا يُعد سرا من أسرار التفوق في ميادين الحياة، الأمر الذي يمكن صاحبه من كشف سُبل جديدة في تغير العالم الذي يحيط به والخلاص من الملل والتكرار.

لقد أصبح الإبداع المادة الأساسية في عمليات التغير والتطوير، وقد تغلب على المعرفة والأساليب لأن كليهما أصبح ممكنا. ومن أجل التمكن من استخدام الإبداع في المجال التعليمي يجب التخلص من الغموض الذي يكتفيه واعتباره طريقة لاستخدام العقل ومعالجة المعلومات.
يهدف التفكير الإبداعي إلى تجاوز أي افتراض معين، لأن الغرض من التفكير الإبداعي في حقيقته هو إعادة تشكيل أي نمط من أنماط الحياة. لقد أصبح الإبداع المادة الأساسية في عمليات التغير والتطوير، وقد تغلب على المعرفة والأساليب لأن كليهما أصبح ممكنا، كما أن التفكير الإبداعي يعالج المعلومات بطريقة مختلفة تماما عن طريقة التفكير المنطقي، فالحاجة ملحة لأن تكون خطوات الحل صحيحة في نمط التفكير التقليدي، ولذلك تتطلب عملية الإبداع إحساسا بالجمال ورنينا عاطفيا، وموهبة في القدرة على التغير.

وإذا أردنا تحقيق مثل هذه الكفاءة في حياتنا وخصوصا لدى أطفالنا في المئسسات التربوية، فلا بد أن نضع عدة لافتات أمامنا، تنبع معها طريق الإبداع والابتكار، وهذه اللافتات هي كالتالي:

- تقوية الخيال والإحساس.
- توجيه المشاعر نحو الأهداف الجملية.
- تنمية الفكر و الثقافة و المعلومات.
- تبسيط الحياة وعدم الانشغال كثيرا بهمومها.
- اكتشاف النظام في الأشياء التي لا نجد فيها نظاما في النظرة الأولى.
- أن نقدم الجديد بعد الجديد، وأن نفعل ذلك كل يوم.
- أن نحب أنفسنا والآخرين وأن يكون حبنا الأقوى للخالق المبدع.
- أن نصاحب أصدقاء مبدعين.
- أن نطالع كتبا أو قصصا أو أشعارا تدعونا إلى التفكير والإبداع لا إلى التقليد.

كل هذه الأمور المذكورة هي عبارة عن لافتات من أجل الحصول على الإبداع ويجب علينا أن نركز عليهما في جامعاتنا وكلياتنا ومدارسنا، وان نجعلها كأساس نخطو عليه من أجل قطف ثمرة الإبداع المطلوب.

+ تعريف الإبداع :

بدأ الاهتمام بمفهوم الإبداع وما يتعلق به في نهاية الثلاثينات، وأول المساهمين في هذا المجال العالم الأمريكي سكمبتر Schumpeter الذي أصدر كتابه عام 1939 حيث عرف الإبداع بأنه: "تحويل بواسطة القفز من القديم إلى الجديد. فيُمحي القديم ويوضع محله واحدا آخر جديدا".
وورد في المورد تعبير بدع الشيء يبدعه بمعنى أنشأه وبدأه، وأبدع الشيء بمعنى اخترعه على غير مثال (البعلبكي،1993). وفي قاموس ويبستر Websters وردت كلمة الإبداع بمعنى القدرة على الخلق أو الإيجاد. (Websters Dictionry,1995) .

أما الإبداع بالمفهوم التربوي فقد عرفه تورنس Torrance كما يلي: "التعليم الإبداعي عملية تساعد المتعلم على أن يصبح أكثر حساسية للمشكلات وجوانب النقص والتغيرات أوالمعلومات واختلاف الانسجام، وتحديد مواطن الصعوبة وما شابه ذلك، والبحث عن حلول، والتنبؤ، وصياغة فرضيات واختيارها وإعادة صياغتها أو تعديلها من أجل التوصل إلى نتائج جديدة ينقلها المتعلم للآخرين".

فقد عرف كل من كونتس ووهرتش (Koonts & Weihrich) الإبداع بأنه: "استخدام الأفكار في المؤسسة وهذا يعني مخرجات جديدة أو طريقة جديدة بعمل الأشياء على اعتبار أن المؤسسات لا تولد الأفكار الجديدة فقط و إنما تحولها إلى تطبيقات عملية في أغلب الأحيان، أما مصطلح الخلق Creation فقد أشارا إلى أنه: " القدرة والقوة لتطوير أفكار جديدة".

يستنتج من مما سبق أن الابتكار يتعلق بتوليد الأفكار وإيجاد شيء جديد قد يكون جديدا بالنسبة للمؤسسة، إلا أنه لا يعرف مدى نجاحه العلمي.

أما الإبداع فهو العملية التي من خلالها يكون هذا الشيء الذي تم التوصل إليه عمليا، أي انه يتضمن الدورة بدءا بتوليد الأفكار وانتهاءا بتطبيق الفكرة ونجاحها.

كذلك فإن ستونر (Stoner) وزملاءه وضعوا حدودا فاصلة بين "الإبداع" و"الخلق" بطريقة متشابهة لما أشير إليه سابقا، موضحين بأن الإبداع هو:" ترجمة الأفكار الجديدة بمؤسسة جديدة، مخرجات جديدة، عملية جديدة أو طريقة جديدة للتعليم".في حين أن الخلق ما هو إلا "توليد لأفكار جديدة".

3 -  أهمية الإبداع Innovation Importance:

تتفق الدراسات في مجال الإبداع على أهميته للمؤسسات التربوية لما يحققه من مزايا عدة. فأفضل المؤسسات هي التي تمتلك القدرة على الإبداع وفقا للأسس السائدة في البيئة التي تعمل فيها، كما أن إبداعية المؤسسة أصبحت اليوم واحدة من المعايير المعتمدة التي تعتمد القياس وتقييم أداء المؤسسات التربوية وعلى سبيل المثال فأن حالات الإبداع التعليمي بأنواعه الأربعة: مخرجات جديدة، تحسين التعليم، طريقة جديدة، تحسين طريقة أصبحت ضمن فقرات المقاييس المختلفة التي تستخدم لتقييم الأداء، ولو حاولنا أن نجمل أهمية الإبداع في نقاط محددة، فأنه سيحقق على الأقل بعضا من الفوائد الآتية:

 . تحسين نوعية التعليم، ذلك من خلال المرونة والتكيف لحاجات الطفل .
 . تحسين المخرجات ، وذلك بتحقيق الكفاءة والفاعلية في الأداء وإنجاز الأهداف واستخدام الموارد والطاقة بشكل تربوي.
 . زيادة قدرة المؤسسات التربوية على المنافسة وذلك من خلال:
     - تقديم الجديد بالمعرفة.
     - تقليل الهدر من خلال الإبداع في العملية التربوية.
 . تحسين صورة المؤسسة ومكانتها التربوية.
 . نجاح المؤسسة بشكل كبير ويمكن أن تكون رائدة في الإبداع.
 . تنشيط وتعزيز أداء المؤسسة بشكل عام.

 4 - تصنيف الإبداع Innovation Classification:

يتبين من خلال استعراض الأدبيات والتعريفات المتقدمة أن تصنيفات الإبداع عديدة، وذلك نتيجة لاختلاف وجهات نظر الباحثين واختصاصاتهم والمجالات التي تناولوها في دراستهم للإبداع وطبيعة البيئات والمؤسسات، ومن التصنيفات التي اعتُمدت للإبداع نذكر ما يلي:

 . تصنيف الإبداع على وفق معيار المخرجات أو النتائج.
 . تصنيف الإبداع على وفق معيار الاستمرارية.
 . تصنيف الإبداع على وفق مجاله.
 . تصنيف الإبداع على وفق درجة عدم التأكد والمخاطرة.
 . تصنيف الإبداع على وفق معيار التخصص.
 . تصنيف الإبداع على وفق حجم التغير.
 . تصنيف الإبداع على وفق المصدر.
 . تصنيف الإبداع على وفق الأهداف. 

                                                             بقلم : أبو عزيز