إن أهم ما يميز تعليم المفاهيم العلمية هو تواجد نسق تعليمي يتيح للطفل فرصة الاستطلاع والاستفسار والمشاهدة لجميع المعلومات والخصائص العلمية من جهة، وفرصة تكوين المفهوم واستخدامه في مواقف مختلفة متباينة مما يمكنه من اختبار المفهوم وإجراء التعديلات المناسبة عليه من جهة أخرى.
أن يكون الطفل في موقف المكتشف لا موقف المتلقي المتمثل إذ يجابه الطفل بموقف يتحدى تفكيره ويولد عنده استثارة ذهنية وعليه أن يستخدم مهارات التفكير العلمي من ملاحظة وتصنيف بيانات وتجريب بحسب ما يتطلبه الموقف وذلك لأجل جمع المعلومات المناسبة.
تعتبر التجربة من أفضل طرق الاستقصاء حيث يستطيع الطفل وبتوجيه من المعلمة أن يبلور وأن يكون الفروض وان يقترح زان ينفذ الطرق والحلول المناسبة لفحص الفرض دون إن يعرف إن هذا الفرض بالمعنى الدقيق فعلى الأكثر أننا نخمن.
إن تعلم المفاهيم العلمية بالطريقة الاستكشافية يجعل المعرفة التي يحصل عليها الأطفال تدوم لفترة أطول فعندما يواجه الطفل بموقف يتحدى تفكيره ونسعى إلى أن يستخدم مهارات الاستقصاء العلمي من ملاحظة وتصنيف وتجربة وأن يعيد تنظيم ما لديه من معرفة تنظيما يمكنه من اكتشاف المفهوم إو التعميم المناسب فإن ذلك يزيد من دافعية الطفل للتعلم، ويعزز المفاهيم التي سبق له نعلمها.
يمكن مساعدة الأطفال في اكتساب المعلومات والمهارات والطرق والاتجاهات العلمية بأساليب عدة منها:
1 - مساعدة الأطفال على أن تكون لهم خبرة مباشرة بالمواد والحيوانات والنباتات مع جعلهم يشاهدون كيف تعمل المواد وكيف تتفاعل مع ظروف أو مواقف معينة.
2 - إعطاء الأطفال خبرات متكررة بمبدأ معين فقد يلاحظون علاقات سببية حيث يحدث شيء ما لأن شيئا آخر حدث قبله، شيء منهما يعتبر نتيجة للآخر.
3 - يمكن للأطفال أن يتعلموا إمكان التنبؤ بالأحداث أو النتائج هذا ويمكن أن يكون اتجاها بحثيا لدى الأطفال والاقتداء بالمثل الصالح ييسر تكوين هذا الاتجاه.
4 - البيئة الخارجية تهيئ مجالات كثيرة للاكتشاف فأوراق الأشجار يتغير لونها وتموت وتتساقط على الأرض.
5 - يوفر الجو فرصا عديدة للنقاش مثلا الأمطار تسقط من السحب، كما أن البيئة الداخلية للروضة فيها مجالات كثيرة للاكتشاف.
ويجب استخدام مثيرات تتميز ببعض الصفات والمتغيرات ويمكن أن يكون المثير كما يلي:
- حدثا يثير حب الاستطلاع أو مشاهدة تتحدى تفكير الطفل.
- فجوة في البيانات تتجلى في عدم القدرة على تقديم تفسيرات مناسبة لها بحسب الخبرات التي يملكها الطفل.
- مشاهدة أو ملاحظة عابرة أو حدثا يمكن تقديمه عن طريق تجربة أو موقف
- يجب أن تتميز المثيرات التي تقدم لتنمية المفاهيم العلمية لأطفال ما قبل المدرسة بالخصائص التالية:
1 - البعد عن النماذج المعتمة: إن العناصر المضيئة تلفت انتباه الأطفال وتشدهم إلى الأداء والتعامل معها ودرجة الإضاءة تؤثر على عين الطفل.
2 - البعد عن الألوان المشتقة او الداكنة
3 - البعد عن النماذج الساكنة فالنماذج المتحركة أو شبة متحركة تجذب الأطفال للتعامل معها أكثر من النماذج الساكنة.
4 - شكل النموذج: يميل الأطفال إلى النماذج ذات الأشكال المختلفة.
5 - حجم المثيرات: من المفيد كلما أمكن أن تكون أحجام النماذج في متناول يد الطفل وسيطرة الأيدي عليها.
6 - قرب المثيرات مكانيا ووجدانيا أن القرب المكاني للمثير يسهل على الطفل التعامل معها كما أن قربها المكاني والوجداني يزيد من جوانب التعلم المصاحبة.
7 - درجة تعقيد المثيرات: زيادة تعقيد المثيرات (كثرة الأجزاء المكونة للمثير وتنوعه) تزيد ميل الأطفال غالبا إلى فحصه أكثر أو الرغبة في فكه أو فكه فعلا لمعرفة الأجزاء.
8 - درجة جدة المثيرات: يثار شغف الأطفال ليس مع المثيرات الجديدة تماما بل مع الجديدة نسبيا وينخفض شغفهم بالمثيرات المألوفة أو المعروفة لهم تماما بل غالبا تثير لديهم لا مبالاة وميل وعدم الانتباه.
9 - طريقة تنظيم النماذج: إن تنظيم المثيرات أمام الطفل يساعد على تنفيذ المطلوب بسهولة وتحفز على تصنيفها وتعود النظام وإعادتها إلى أماكنها الصحيحة بعد التعامل معها.
المعايير التي يجب مراعاتها عند تنمية المفاهيم العلمية:
1- الأهداف:
يجب أن يكون الهدف واضح محدد شامل حتى يمهد الى اختيار الخبرات المتكاملة الشاملة التي تؤدي إلى النمو الشامل للطفل من جميع الجوانب العقلية المعرفية والحركية والانفعالية مع الاختيار الصحيح للنشاط التعليمي المناسب و أيضاً للتقويم السليم.
2- طبيعة العلم:
تؤكد طبيعة العلم أن العلم مادة وطريقة ولابد من أن نستخدم أساسيات المعرفة في اختيار المعلومات الرئيسية التي يدرسها الأطفال والتي تتفق مع ميولهم واهتماماتهم والتي تفيد في فهم الظواهر المحيطة بهم واتباع طرق التدريس التي تتيح للأطفال فرص اكتساب طرق التفكير وأساليب البحث العلمي التي يستخدمها العلماء مما يساعد في تعلم العلم كمادة وطريقة.
3- طبيعة الطفل:
يجب أن يوضع في الاعتبار طبيعة الطفل نفسه من حيث قدراته وميوله واهتماماته وحب استطلاعه والإجابة عن أسئلته.
4- طبيعة البيئة المحلية والمجتمع:
يجب أن يوضع في الاعتبار البيئة التي يعيش فيها الطفل.
5- طبيعة المحتوى:
يجب ان ترتبط الخبرات العلمية مع الخبرات الأخرى المقدمة للطفل في الروضة على سبيل المثال ربط المفاهيم العلمية مع المفاهيم الرياضية.
6- تنظيم المادة العلمية:
بحيث تكون الخبرة متكاملة ومراعاة حسن التخطيط للخبرة العلمية. دور المعلمة في إعداد الأنشطة والتجارب العملية لتنمية المفاهيم العلمية:
1 - إدراك العلاقات الموجودة بين مجموعة من الحقائق
2 - توفير المواد والأدوات اللازمة لتشجيع الأطفال واستثارة الدافعية لديهم للتعلم.
3 - إتاحة الفرصة للأطفال لكي يتعاملوا مع هذه المواد والأدوات والأشياء مباشرة باستخدام أسلوب الملاحظة.
4 - مراعاة المشاركة الايجابية في الموقف التعليمي.
5 - توضيح المعنى بأكثر من طريقة وذلك من خلال أمثلة أو رموز أو تلميحات لتسهيل عملية التعلم.
6 - تأكيد المعلومات السابقة لدى الطفل والمرتبطة بالموضوع الذي يدرسه.
7 - توفير كافة الوسائل التعليمية التي تساعد الأطفال على اكتساب المفاهيم ونموها.
8 - توفير العديد من الأنشطة والأساليب المتنوعة مثل الملاحظة والتجريب والاكتشاف والزيارات والخبرات التربوية.
9 - استخدام خبرات بديلة وذلك من خلال الأفلام التعليمية التوضيحية والنماذج والصور وغيرها.
10- استخدام كل من طريقتي تعليم المفاهيم مثل الاستقراء والاستنباط.
11- مساعدة الطفل على تنمية إمكاناته الفطرية (آليات يدوية - بصرية - إدراكية) حتى مستويات أدائه من جهة ويتكيف لاستخدام الأدوات في بيئته من جهة لأخرى.
12- مساعدة الطفل على اكتساب مهارات تتعلق بالمفاهيم المتنوعة واستنباط قواعد عامة وتعميمات ترسي قواعد تعلمه وتكوينه للمفاهيم في المرحلة التالية من التعليم.
المصدر: منتدى فلسطين (بتصرف)