إن العناية بأدب الأطفال وقصصهم وثقافتهم يعد مؤشراً لتقدم الأمم ورقيها وعاملاً جوهرياً في بناء مستقبلها، والأطفال يحنون إليها ويستمتعون بها، ويجذبهم ما فيها من أفكار وأخيلة وحوادث، فإذا ما أضيف إلى هذا كله سرد جميل وحوار ممتع كانت القصة قطعة من الفن الرفيع المحبب للأطفال، والقصة فوق ذلك تستثير اهتمامات الأطفال، فعن طريقها يعرف الطفل الخير والشر فينجذب إلى الخير وينأى عن الشر.
وأثر القصة الإيجابي أو السلبي يحدد بمدى جودتها أو رداءتها، ومقاييس الجودة والرداءة هي قبل كل شيء مقاييس فنية، فالقصة المفيدة للطفل هي القصة الجميلة التي تتحقق فيها مقومات الفن القصصي المناسب لأذهان الصغار وأذواقهم.
وقد قام المختصون بأدب الأطفال بتحديد مجموعة من المعايير التي يجب مراعاتها عند اختيار القصص المقدمة لدى طفل الروضة وتم تقسيم هذه المعايير من حيث الشكل، والمضمون فأما من حيث:
1 - من حيث الشكل يجب مراعاة التالية:
- أن يكون غلاف القصة سميكاً وملوناً بألوان زاهية تجذب اهتمام وانتباه الطفل.
- أن يكون نوع الورق جيداً وسميكاً، بحيث يتحمل كثره استخدام الأطفال للقصة.
- أن تكون حروف الطباعة ذات حجم كبير.
- أن تشتمل القصة على صور ورسوم للحيوانات والطيور والأطفال، ونماذج من البيئة التي يعيشها الطفل.
- أن يكون عنوان القصة مناسباً لإدراك الطفل وموجزاً ومثيراً لانتباهه.
- قد تكون القصة على شكل حيوان أو طائر أو لعبة من اللعب التى يميل إليها الأطفال.
2 - من حيث المضمون يجب مراعاة ما يلي:
- أن تكون متسلسلة الحوادث، متماسكة الأجزاء مشتملة على كل عناصر القصة.
- أن تكون سهلة الأسلوب واضحة المعنى، وتحقق المتعة واللذة منها.
- أن تكون ذات تأثير جمالي على أحاسيس الأطفال ومدركاتهم حتى ينشئوا على حب الجمال وتذوقه.
- أن يشكل الموضوع والصور والرسوم وحدة متكاملة داخل القصة، أما الكلمات فتكون قليلة.
- أن تكون الصور والرسوم كبيرة، لأنه من الصعب على الطفل في هذه المرحلة أن يركز بصره لفترة طويلة على التفاصيل الدقيقة للصور.
- أن تكون القصة قصيرة، بحيث لا يمل الطفل الاستماع إليها حتى النهاية.
- أن تتضمن القصة موقفاً تشد انتباها الطفل.
- يجب ألا تتضمن القصة المواقف المزعجة والمخيفة والمثيرة للانفعالات الحادة كالتعذيب المؤلم، لأن مثل هذه المواقف تؤثر في تكوين الطفل العقلي والوجداني تأثيراً سيئاً، لذا يجب اختيار القصص التي تتميز بانفعالات المرح والحب والعطف والابتهاج.
- أن تكون القصة مناسبة للطفل، ويتم تحديد هذه المناسبة تبعاً لخصائص المرحلة العمرية ، ومدى نمو قدرات الطفل العقلية فيها، حتى يتمكن من إدراك مضمون الخطاب الثقافي المحملة به القصة.
وهكذا يمكن للقصة أن تحقق الهدف منها والمتمثل في مساعدة الطفل من خلال المعارف والخبرات التي تقدمها على أن يسيطر على عالمه الداخلي.
إعداد: انشراح المشرفي (بتصرف)