عرف معجم علوم التربية جماعة القسم بأنها ً مجموعة من التلاميذ ومدرس تؤطرهم علاقات عمل نظامية أو مؤسسية، وتجمعهم أهداف مشتركة للتعليم والتعلم، وتحدد العلاقات بينهم معايير وأدوار محددة. وهي ذات خصائص مؤسسية وليست اختيارية من حيث معايير اختيار أعضائها (السن، المستوى، المحيط) ومن حيث معايير التعامل (التبعية، الاستقلالية) تحكم سيرورتها نمط من التفاعلات تحددها سلطة هي عادة سلطة المدرس.
يبرز هذا التعريف أهم مبررات تناولنا لمتغيرات البحث (التفاعل ـ التحصيل ـ الاتجاه نحو الدراسة) في ضوء مفهوم القسم كجماعة أبرزها:
* أن المعايير المؤسسية التي تنتظم فيها جماعة القسم تفرض تناولا للعلاقات بين متغيرات الدراسة كما لو كانت علاقات دائرية تتحكم فيها عدة متغيرات أخرى مما يستوجب أخذها بعين الاعتبار ولا يمكن تجاهلها.
* أن الأهداف المشتركة بين أعضائها تؤكد البعد الاجتماعي في الإنسان كأحد أهم جوانب الشخصية وأبرزها على الإطلاق كما تفيد ذلك دراسات دوركايم وجون ديوي وجان بياجيه.
* اتسام جماعة القسم بكل مواصفات المنظمة الاجتماعية واشتراكها في الخصائص التي يحددها ً ماراقان ًكالأهداف والحجم، والارتباط بالمؤسسة الرسمية، والتماسـك، والفعاليـة، والتواصـل ...الخ.
ويحدد"أبو النيل" مجموعة من الأسس والقواعد في دينامية الجماعة المدرسية كالتالي:
* أن التحصيل الدراسي يرتبط بكفاءة ونوع العلاقات بين الأفراد.
* جماعة القسم تحقق وتشبع حاجات التلاميذ.
* تعالج الطريقة الديمقراطية المتبعة في إدارة الصف المدرسي كثيرا من التوتر والقلق والصراع.
* تستفيد جماعة الصف غير المكتظ في العدد أكثر من المكتظ من الجهود المبذولة داخله.
وحصر"أبو النيل" المواقف الدينامية بين أعضاء الجماعة المدرسية في العلاقات التالية:
* العلاقات بين التلاميذ: فلكي يتحقق الوصول إلى إشباع حاجات التلاميذ، وتقبلهم وشعورهم بالانتماء فعلى المدرسة إفساح المجال أمام التلاميذ للمناقشات وإبداء الآراء والإكثار من الأنشطة وتوزيع التلاميذ على أساس التجانس.
* العلاقة بين التلاميذ والمعلم: للوصول إلى علاقات إيجابية يسودها التعاطف والاحترام المتبادل يتوقف ذلك على دور المعلم من حيث هو قائد، فالقيادة التي تعتمد على إعانة التلاميذ للوصول إلى أهدافهم وإشباع رغباتهم وإشراكهم في العمل من أجل ذلك، باستعمال وسائل التعزيز المختلفة. كل ذلك من شأنه أن ينمي علاقات التعاطف والاحترام المتبادل. أما خصائص الجماعة المدرسية فيحددها في الشعور المشترك بالانتماء، والقيم والميول والاهتمامات، والأهداف المشتركة.
أما وظيفة جماعة القسم فيحددها في تنمية مهارة التعاون في حل المشكلات، تحقيق ذاتية التلميذ، إكساب التلاميذ مفاهيم الحياة الاجتماعية، تدريب التلميذ على احترام المعاير الاجتماعية.
انطلاقا من هذه الاعتبارات أدرجنا القسم الدراسي كجماعة بحيث يمكننا ذلك من إدراك أدق للعلاقات البيروقراطية والأساليب الحوارية والسلطوية والديمقراطية في تفسير جماعة القسم، والأدوار الوظيفية لكل من المدرس والتلاميذ، ومدى التعاون والتنافر بين الأفراد. وتبرز هنا حاجة دراسة القسم في مستواه الاجتماعي والوجداني إلى أدوات علم النفس الاجتماعي ،كالقياس السوسيومتري، وأدوات قياس فعل التواصل اللفظي وغيره كشبكات ملاحظة التواصل اللفظي وغير اللفظي. وكذا أدوات قياس التحصيل بنوعيه الوجداني"كمقاييس الاتجاهات" أو المعرفي"كالاختبارات التحصيل والذكاء".
إعداد: العربي فرحاتي (بتصرف)