عقدت إحدى كبرى الشركات يوماً دراسياً، واستدعوا أحد الدكاترة القدماء من المتقاعدين ليشرف على حصة دراسية ولم يعطوه أكثر من ساعة زمنية في البرنامج. فكّر هذا الدكتور تفكيراً عميقاً... ماذا يمكنني إفادتهم به في ظرف ساعة زمنية...؟!
ولمّا حان الوقت، استخرج إناء مليئاً بالأخحار الكبيرة، وسأل الحاضرين، هل يمكن أن أضيف إليه شيئا...؟
فقالوا: الإناء مملوء..!؛
فاستخرج إناء فيه الحصى واستفرغه في الإناء الأول، وسأل ثانية: هل امتلأ الإناء...؟
فقال بعضهم: ربما لا؛
فقال : طيب، نحن في الطريق الصحيح؛ ثم استخرج إناء به رمل فاستفرغ منه في الإناء الأول، وما لبث أن سأل ثالثة: هل امتلأ الإناء...؟
فتحفظوا في الإجابة عن السّؤال؛ 

فقال: طيب، ثمّ استخرج إناء فيه ماء، فسكبه في الإناء الأول وسأل مرّة رابعة: هل امتلأ الإناء حقّا...؟

فقيل نعم.
فقال: هل فقهتم ما أريد تبليغه لكم...؟
فقالوا : لا طبعاً؛
فقال: " إن حياة المرء كالإناء فليملأها بالأهداف الكبرى، ثمّ لا بأس إن أضاف إلى ذلك متطلبات أخر ؛كالحصى بالنسبة للإناء، أو متطلبات فرعية كالرمل في مثالنا السابق، أو كالماء مثلاً.

فقال لهم: فكّروا فيما ينفعكم أكثر، وفي المهام العظام، ثم التي تليها ثم التي تليها وهكذا بالتسلسل والتدرّح.

هذا مثال يدل دلالة صائبة على عناية بفقه الأولويات، فلا نتعرض للتحسينات قبل الحاجيات ولا الحاجيات قبل الضروريات. وكثيراً ما تعترض المرء أسئلة عن هذه المفارقات، فمن لم يدرك فقه الأولويات ربما أفسد أكثر مما يصلح، وأضاع الوقت في تفاهات الأمور، على حساب المهام الأرفع والأنبل.

مصدر غير معروف