د. أحمد علي الحاج محمد
عدد الصفحات: 392
سنة الطبع: 2011
نبـذة:
يركز هذا الكتاب على الناتج النهائي الذي وجدت من أجله المؤسسات التعليمية وهو التربية وليس التعليم؛ لأن التعليم وسيلة لحدوث التربية. وعندما يتناول هذا الكتاب التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات التعليمية، إنما يتناول الشكل الظاهري للتعليم الذي تقوم به ليس كناتج نهائي بحد ذاته، وإنما باعتباره (أي التعليم) وسيلة لحصول التربية. بمعنى إذا استخدمت المؤسسات التعليمية التخطيط الاستراتيجي لتوفير بيئة تعليمية تعلمية صحيحة وثرية؛ فقد وفرت مقومات وشروط حصول التربية بنوعية متميزة؛ حتى يستطيع كل متعلم أن ينمو ويتغير وفقاً لاستعداداته وقدراته الخاصة به، وما يُريد أن يكون؛ لذلك لا يوجد انفصال بين عنوان الكتاب ومضمونه؛ لأن التربية هي الغاية النهائية من التخطيط التربوي الاستراتيجي للمؤسسات التعليمية.
وثمة ملحوظة يجب التنويه إليها حول طبيعة المعالجة التي نحاها هذا الكتاب وهي طالما أن هذا الكتاب يركز على التخطيط التربوي الاستراتيجي في المؤسسات التعليمية، وهذه المؤسسات تضم مدارس ومعاهد وكليات وجامعات، وبالتالي فهي تختلف فيما بينها من حيث طبيعة تخصصاتها، ونوعية أدائها لمهامها، ومن حيث أحجامها، وتوزعها على مناطق جغرافية وبيئات مختلفة؛ فقد اقتضت طبيعة المعالجة الكلية هذه التغاضي عن سرد تفاصيل من هنا أو هناك، وعدم التطرق إلى جزئيات خاصة بمجموعة من هذه المؤسسة التعليمية أو تلك، وأحياناً ما ضاقت زوايا التحليل والتفسير، والنقد والتقويم لبعض النواحي ذات الصفة الخاصة لبعض المؤسسات التعليمية؛ وذلك بسبب الحفاظ على المنحى العام الذي أتخذه أو أتبعه هذا الكتاب، بجعل التخطيط الاستراتيجي نهجاً وأسلوباً للمؤسسات التعليمية في اليمن أولاً، وفي البلاد العربية ثانياً، وما استلزمه الجانب التطبيقي للتخطيط الاستراتيجي من ضرب أمثلة ميدانية من المؤسسات التعليمية.
إن هذا الكتاب أعطى وزناً أكبر للجوانب التطبيقية العملية، بتركيزه على النواح الإجرائية التنفيذية، سواء في تناول الأساليب المستقبلية اللازمة للتخطيط الاستراتيجي، أو في تناول مراحل الخطة الاستراتيجية المقترحة؛ حتى تكون هذه الجوانب العملية عوناً على تيسير أو تسهيل استخدام التخطيط الاستراتيجي، وخاصة أن الكثير من قيادات المؤسسات التعليمية تنقصهم المعرفة العملية، وأن تكون تلك التطبيقات دليلاً تسترشد به المؤسسات التعليمية من مدارس ومعاهد وجامعات تتوق إلى استخدام التخطيط الاستراتيجي، اعتقاداً من الباحث أن المؤسسات التعليمية في اليمن، والكثير من البلاد العربية في أمس الحاجة إلى النواحي التطبيقية للتخطيط التربوي الاستراتيجي أكثر من حاجتها للنواحي النظرية؛ كي تتشجع قيادات المؤسسات التعليمية على تطبيق التخطيط الاستراتيجي في مؤسساتهم.
و ينقسم مضمون هذا الكتاب إلى ثلاثة أجزاء رئيسة، في ستة فصول، تناول الجزء الأول التخطيط الاستراتيجي كنهج وأسلوب للإدارة الحديثة، حيث تناول الفصل الأول بالعرض والتحليل للتفكير الاستراتجي نهج وأسلوب الإدارة الحديثة، وعلاقته بالتخطيط الاستراتيجي، بينما عرض الفصل الثاني أهمية التخطيط التربوي وأهدافه، ومقوماته ومداخله، ومدى حاجة المؤسسات التعليمية له. وتناول الجزء الثاني مواضيع تجمع بين الفكر والتطبيق، حيث تناول الفصل الثالث الأساليب المستقبلية اللازمة للتخطيط الاستراتيجي، سواء الأساليب الإحصائية، أو النماذج الرياضية اللازمة للتخطيط التربوي، ومن بينها أبرز أساليب الإدارة الحديثة، مع ملاحظة ميل العرض أكثر نحو الجوانب التطبيقية، بما يجعلها أكثر فائدة لمن يطبقها، بينما تناول الفصل الرابع المواصفات والشروط اللازم توافرها في عمليات بناء الخطة الاستراتيجية في المؤسسات التعليمية. ومع أن الصفة العامة لهذا الفصل نظرية، غير أنه تم عرضه بطريقة توجه الممارسات التطبيقية للتخطي؛ حتى يفيد منها واضعو الخطط الاستراتيجية في المؤسسات التعليمية. أما الجزء الثالث فيطغى عليه ـ أو يكاد ـ الجانب التطبيقي الإجرائي، حيث تناول الفصل الخامس مراحل وخطوات بناء خطة استراتيجية، مع ما استلزمه ذلك من تقديم أمثلة ميدانية حية تسترشد بها المؤسسات التعليمية في بناء خططها الاستراتيجية، في حين تناول الفصل السادس والأخير معوقات التخطيط التربوي الاستراتيجي الموضوعية منها والذاتية، سواء التي ترجع إلى التخطيط الاستراتيجي ذاته، أو التي تعزى إلى الظروف المحيطة بوضع الخطة الاستراتيجية، ومن يتولى مسؤوليتها ومن ينفذها، كما تناول هذا الفصل أهم الضمانات اللازم توافرها لنجاح الخطة الاستراتيجية ابتداءً وانتهاءً.