عنوان الكتاب: بيداغوجيا الكفايات من التنظير إلى الممارسة
تأليف: خديجة البوعزاوي
جاء في التقديم الذي صدرت به المؤلفة كتابها" ومهما يكن من أمر، فإن النهوض بقطاع التعليم، عبر تفعيل الآليات والتوصيات الإصلاحية، يتطلب تجسير علاقة فعلية بين كل مكونات المنظومة التعليمية التربوية، واشتغال كل فاعل تربوي من داخل موقعه ومسؤوليته. ولتحصيل مكتسبات الإصلاح وفق مقاربة تشاركية، يتطلب الأمر إشراك كل الفاعلين الأساسيين داخل المنظومة في التدبير الفعال للشأن التربوي بالمؤسسة، والحرص على انخراط الجميع في الإصلاح بالتزام غير مشروط وحس وطني، وبث روح التجديد والابتكار على كل المستويات، ثم أخيرا ربط المسؤولية بالمحاسبة.
في ضوء ما سبق تتأسس مقاربتنا لموضوع "بيداغوجيا الكفايات: مرجعياتها النظرية وإكراهات تفعيلها "، والذي نسعى من ورائها إلى رصد تداعيات واشتراطات الانتقال من بيداغوجيا التدريس بالأهداف إلى بيداغوجيا التدريس بالكفايات، مع ما يقتضيه ذلك من فرش كرونولوجي يعنى بتبيان المسببات التي أملت هذا الاختيار، وكذا الصعوبات التي يطرحها، إن على المدرس أو المتعلم على حد سواء، في أفق أجرأة اختيار الكفاية بالشكل المطلوب.
بناء عليه، جاءت بنية هذا الكتاب موزعة إلى أربعة فصول، خصصنا أولها، ويحمل عنوان "عن المقاربة بالأهداف السلوكية" للحديث عن هذه المقاربة، مع حصر الانتقادات التي وجهت لها، وإثبات مدى حدودها وفعاليتها. وتَرصَّد الفصل الثاني المعنون ب "نحو المقاربة بالكفايات"، سياق التحول البيداغوجي من المقاربة بالأهداف إلى المقاربة بالكفايات على اعتبار أن هذا التحول لم يكن انصرافا بنيويا يواكب تحديث مختلف قطاعات المجتمع، بقدر ما كان اختيارا قطاعيا أملته ضرورة حتمية فرضتها عجلة التطورات العالمية وتطلعات مجتمع المعرفة من حولنا. أما الفصل الثالث، وعنوانه "المقاربة بالكفايات: أي مرجعية نظرية؟" فيروم البحث في الخلفيات النظرية والمرجعيات البيداغوجية التي اغتنت منها هذه المقاربة، وكيف أسهمت نظريات التعلم في صياغة وتشكيل مفهوم الكفاية وآليات اشتغاله. في حين أن حاولنا في الفصل الرابع والأخير، "الكفاية: بين التنظير والممارسة"، البحث في أسباب عدم انخراط نسبة كبيرة من الفاعلين التربويين في هذا الخيار البيداغوجي الجديد/القديم. كما توقفنا عند أزمة الكتاب المدرسي، والانتقال من تقويم المعارف إلى تقويم الكفايات، مع استعراضنا لبعض إكراهات تفعيل وأجرأة التدريس بالكفايات داخل المدرسة المغربية. آملين أن يكون هذا الإسهام التربوي، نافذة صغيرة نفتحها أمام المشتغلين في حقل التربية والتعليم في بلادنا، لمساءلة واقعنا التعليمي في ضوء اعتماد بيداغوجيا المقاربة بالكفايات.