بمناسبة افتتاح المركز الخاص بالأطفال المعاقين ذهنيا          

تغمرنا مشاعر الفرحة والاعتزاز ونحن نقرأ خبر افتتاح مركز خاص بالأطفال المعاقين ذهنيا بالعرائش. فلا يسعنا إلا أن نبارك هذا الصرح التربوي لساكنة هذه المدينة المجاهدة.فهو مشروع حقيقي مادام الإنسان هو جوهر انشغالاته. ويعتبر بحق وسام تقدير لكل من ساهم في بنائه وتشييده في صمت تام فاق في نُبله ورفِعته ذلك الصخب والبهرجة التي صاحبت افتتاح سوق تجاري بالمدينة هذه الأيام. وبهذه المناسبة الغالية.يحق للجميع أن يفخر ويعتز بهذه المؤسسة. كما نتوجه بالشكر والامتنان لهؤلاء ونقول لهم:

  • ·السيد مدير المؤسسة: نتباهى بك وأنت المسؤول الأول عن هذا المركز الحافل بالجهد والمعاناة والمكابدة. ونؤكد لك بأن رسالتك راقية.ودورك ليس كباقي الأدوار والأعمال الأخرى، بل هو رسالة تربوية إنسانية سامية. تهدف إلى إعلاء راية الرعاية الإنسانية النبيلة. ولا داعي للتذكير هنا بأن خدمة الصالح العام من هذا الجانب والطفل المعاق ذهنيا تعد مهمة بالغة الصعوبة.
  • ·السيدات المدرسات والسادة المدرسين: سواء منهم من يعمل بهذه المؤسسة أو بمؤسسات عمومية أخرى يتواجد بها أطفال معاقين ذهنيا. فمؤسساتنا التربوية لازالت تدمج بين الأطفال العاديين مع المتخلفين والمعاقين وتسند مهام تعليمهم وتربيتهم لهؤلاء دون تكوين خاص. مما يجعلهم يكابدون في صمت مع هذه الفئة الاجتماعية.إيمانا منهم بنبل رسالتهم واقتناعا منهم بمقولة:"إن التعليم ليس استعدادا للحياة بل هو الحياة ذاتها".
  • ·السيدات الأمهات والسادة الآباء: الذين وجدوا أنفسهم في وضع صعب يفرض عليها البحث عن خدمات لطفلهم المعاق، إذ تتفاقم أعباؤهم وانشغالاتهم.وتكثر معاناتهم، والأم بشكل خاص.إذ تحت وطأة هذه الضغوط و الإكراهات تزداد هذه الأم المجاهدة كآبة وحزنا وألما نفسيا يعصر قلبها.
  • ·السيدات المحسنات والسادة المحسنين: الذين تجلت فيهم الإنسانية الكاملة، من خلالحب الإنسان لأخيه الإنسان باعتباره مثيلا له في الحقوق، ونظيرا له في استحقاق السعادة. بأن الإحسان إلى المبتلى، والمسارعة إلى نفع المحتاج لمن أعظم أبواب الخير.
  • ·كل مسؤولة أو مسؤول: العجز والإعاقة ليس في أبنائنا، وإنما في المجتمع الذي لا يستطيع توفير متطلباتهم ومتطلبات غيرهم. لذا، نأمل من هؤلاء أن يفكروا في سياسة شاملة تعمل على رعاية هذه الفئة، ضمن مدارس دمج عامة توفر مختلف أنواع التعليم والتربية والرعاية والتنشئة، التي تتلاءم مع كل القدرات المتباينة والاحتياجات الخاصة لأي طفل مهما كان وضعه. كل هذا داخل نظام تربوي عام وشامل يلبي احتياجات جميع أبناء الوطن. فالمعاق قد يعمل ويتقن ويبدع في الكثير من المجالات إن توفرت له الظروف المناسبة والمستلزمات الأساسية. والمعطل طاقة مجتمعية مجمدة قسريا. قادر أيضا، بعد تكوين متخصص في الدعم النفسي والاجتماعي و...، على العطاء ضمن هذا النظام التربوي العام والشامل. فلا المناظرات الطويلة حول التشغيل توفر شغلا ولا الوعود الحالمة تحُل مشكلا. بل نحتاج للكثير من الصدق في النية والعزيمة والعمل. فمزيدا من الجهد الهادف، لأن المسؤولية مشتركة وعلى كل الأطراف أن تقوم بدورها كاملا. وكما قيل: فالتربية السليمة للأفراد والجماعات قادرة على أن تمنحنا أمنا واستقرارا أفضل من جيش منظم.

         لكم منا مشاعر التقدير والاحترام.مع متمنياتنا للجميع بالتوفيق والنجاح.

                                       محمد سعيد أولاد الصغـير