إنّ الحديث عن أشكال الطرق بأسلوب واسع ودقيق، من الأمور التي لا يتسع لها مجال هذه الدراسة التي تتوخى تحديد أهم معالم طرق وأساليب واستراتيجيات تكوين الكفايات عند المتعلمين، على اعتبار أنها تكون في واقع الأمر حوامل ضرورية لذلك. إضافة إلى هذا، فغن موضوع أشكال الطرائق، قد عرف بدوره تعددا وتنوعا جعلاه إلى حد ما شبيه برقعة فسيفسائية، حيث نجد من الطرق التعليمية التي تنسب في تسميتها غلى ألقاب واضعيها، ومنها ما يشتق لقبه من التيار أو التوجه التربوي المتبني، ومنها ما يأخذ تسميته من المنهج المتبع، ومنها ما يجمع بين عنصرين أو بين العناصر الثلاثة السابقة الذكر.
ولعلّ من باب التمثيل لا التفصيل، نسوق فيما يلي، نماذج من الطرق، مقدمة بشكل يأخد بعين الاعتبار عامل اعتماد المتعلم على نفسه من خلال تبني مبدأ التعلم الذاتي، وعامل التعليم والاكتساب والتسيير، من خلال التعليم الذي يتأسس على مركزية الغير في عملية التدريس والتوجيه.
- نماذج من الطرق التعليمية الاكتسابية :ويقصد بها أساسا الطرائق التعليمية التي تيسر للمتعلم عملية اكتساب الكفايات والمهارات المنشودة؛ ولقد بينت نتائج العديد من التجارب، ان هذا الصنف من الطرائق تكون جدواها وفعاليتها التعليمية أقل بكثير من فائدة وجدوى الطرق التي يتم فيها الاعتماد على النفس. ونشير فيما يلي لبعض الطرائق الإكتسابية.
1 - طريقة ألان :
وتستند إلى مبادئ التربية عند ألان، التي ترى بأن غايات التربية هي نقل الطفل من حالة طبيعية أولى إلى حالة العقل والكمال، وذلك عن طريق تشرب القيم الثقافية المنقولة غبر الإرث الثقافي للجميع. وتقوم على انتقاء نماذج من الثقافة التي تستند إلى غايات التربية واعتمادها دمج الطفل في هذه الثقافة وتمثله للنموذج الإنساني السائد مع محاكاته لتصرفات المدرس باعتباره قدوة يجب أن تحتذى.
2 - طريقة هاربارت :
وهي طريقة للتدريس اقترحها هاربرت، انطلاقا من مبادئ سيكو تربوية، وهي تتألف من أربع خطوات أساسية هي:
• الوضوح؛
• الربط؛
• النظام؛
• الطريقة؛
بقلم : عبد الكريم غريب (بتصرف)