كل طفل يمتلك قدرا عاديا من الذكاء، لديه بالتأكيد مواهب وقدرات كامنة. فليس شرطا أن يتوفر لابني مستوى عال جدا من الذكاء ليكون مبدعا، لكنه يحتاج إلى أم وأب واعيين، يهتمان بأن يكبر لديهما ابن مبدع. تؤكد الدراسات أن 50% من ذكاء الطفل يتشكل في الخمس سنوات الأولى من عمره وأن 80% من ذكائه يكون قد تشكل قبل سن الثامنة! هذا الذكاء والإبداع نستطيع أن نشكله وننميه منذ الأشهر الأولى لطفل وحتى سن ما بعد المدرسة في سلسلة متصلة ومستمرة، لكن اعتمادنا دوما على تحريك الذهن وإيجاد الخيال والدافعية للتعلم والاستكشاف لدى الطفل. أمسك ورقة أو قلما أو علبة عصير فارغة واسأل طفلك عن استخداماتها، دقق معه على اللمسات الفنية والجمالية أثناء مشيكما معا في الشارع، علمه دقة الانتباه والملاحظة عبر سؤاله عن مشاهد معينة أثناء خروجكما ماذا لاحظ فيها، احكي له قصة بدون نهاية واجعله يكمل معك، أو كوّنا معا قصة عبر رواية حدث منك وإكماله هو له ومن ثم تكمل أنت وهكذا.
علمه حل المشكلات بحيث لا تتدخل مباشرة في مشاكله التي تواجهه، سواء أكانت لعبة مرتفعة جدا يريدها دعه يفكر كيف يحضرها، أو مشكلة مع أصدقائه في المدرسة أو موقفا محرجا تريد أن تخرج منه.
+ اسأله أسئلة غريبة: ماذا نفعل لو كان بيتنا فوق السحاب؟ أو لو كان لك جناحين تطير فيهما ؟ أو لو كان صوت الأسد مثل العصفور؟ أو لو صار بيتنا وسط البحر كيف سنتنقل ؟.
+ عزز قدرته على الاستكشاف والسؤال والمعرفة: لماذا اختفى الملح حينما وضعناه على صحن الشوربة ؟ أو لماذا تسقط الكرة على الأرض ولا تطير في السماء؟ أو لماذا تنزل الريشة ببطء وتسقط كرة القدم بسرعة؟ أو لماذا لون جلدك أسمر ولون جلد أختك أبيض؟ لماذا نرى البحر أسود اللون في الليل وأزرقا في الصباح وأحمر عند الغروب ؟.
+ تجنب أسلوب التعليم بالتلقين: أي اجعل دوما أسلوب الاستنباط والربط لديه، حتى في مواد الحفظ ، شجعه على حفظ القران وتتبع معه الأساليب الممتعة بالقصة والتفهيم لآياته حتى لا يحفظ بدون فهم بالمطلق، علمه أن لا يمرر أي شيء إذا لم يستوعبه عقله بل يسأل وشجعه بل كافئه عند الأسئلة المميزة.
+ تواصل مع مدرسته أو روضته مشجعا للنشاطات الفنية والرياضية: نظرا لما لها من تأثير كبير على تنمية إبداع الطفل ،ارسما معا، واجعلا رسومكما قصة أو حكاية فيرسم لوحده أو مع أصدقائه، شجعه ليشارك في نشاطات الصيف وإياك أن تلومه عند خطئه أثناء محاولته للإبداع، بل عالج الأمر بحكمة.
أكَّـدت الدراسات أن أكثر ما يجمع بين آباء الأطفال المبدعين، هو احترامهم وثقتهم في قدرة أبنائهم على أداء عمل مناسب لأعمارهم واتخاذ قراراتهم لأنشطتهم التي يريدونها دون تدخل الكبار في غير الحاجة. إن تربية الطفل المبدع تحتاج منا إلى ابتكار الجديد للتعامل مع أطفالنا وتنمية عقولهم لكنها لا شك عملية ممتعة جدا وتؤتي ثمارا حسنة وواضحة في شخصيتهم ومسارهم الحياتي.
بقلم : علاء الربعي (بتصرف)