ما مدى تأثير المشاحنات بين الأبوين على صحة الطفل النفسية؟
من الطبيعي أن يتجادل الآباء والأمهات، لكن الطريقة التي تؤثر بها هذه الاختلافات على الأطفال تختلف اختلافا كبيراً. ما يحدث في المنزل يؤثر بالفعل على الصحة العقلية والتنمية طويلة الأجل للأطفال كذلك على نجاحهم الأكاديمي والعلاقات المستقبلية.
يمكن للرضع والأطفال والمراهقين إظهار علامات تعطل نمو الدماغ، واضطرابات النوم، والقلق، والاكتئاب، واضطراب السلوك وغيرها من المشاكل الخطيرة نتيجة للعيش في صراع مزمن بين الوالدين.
* الشجار حول الأطفال:
من الطبيعي تماماً للآباء والأمهات أن يتجادلوا أو يختلفوا مع بعضهم البعض، لكن عندما ينخرط الآباء في صراعات مع بعضهم البعض بشكل متكرر و مكثف ولا يحتمل ،يتأثر أداء الأطفال، لاسيما إن كان الشجار يتعلق بالطفل نفسه مما يؤدي لأثار نفسية منها :
• يلقي الطفل بالمسؤولية على نفسه في الشجار؛
• اضطراب بالنوم؛
• تعطّل نمو الدماغ في وقت مبكر للرضع والقلق ومشاكل السلوك لأطفال المدارس الابتدائية؛
• الاكتئاب والمشاكل الأكاديمية وغيرها من القضايا الخطيرة، مثل إيذاء النفس،عند الأطفال الأكبر سناً والمراهقين.
لا تنتهي المشاكل هنا حيث لا يقتصر الأمر على الأطفال المتأثرين في حياتهم الخاصة، ولكن الأبحاث تظهر أن العلاقات السيئة يمكن أن تنتقل من جيل إلى جيل.
إنها دورة يجب كسرها إذا أردنا حياة إيجابية وسعيدة لجيل اليوم من الأطفال، والجيل القادم من الآباء والعائلات.
* ما رد فعل الأطفال على الصراعات؟
• قد يشعرون بالقلق أيضا حول إمكانية سوء علاقتهم مع والديهم نتيجة لذلك.
• تشير الأبحاث إلى أن الأولاد والبنات قد يستجيبون بشكل مختلف، فتتعرض الفتيات لخطر أكبر للمشاكل العاطفية، ويواجه الأولاد خطرا في المشكلات السلوكية.
• عندما يكون للأطفال علاقات داعمة معا لأقارب والأشقاء وغيرهم من البالغين (مثل المدرسين) والأصدقاء، فإن هذه الأمور مهمة لنمو الأطفال على المدى الطويل.ويخفف من الضرر الناجم عن الخلافات.
* نصائح لأولياء الأمور:
• من الطبيعي أن تشعروا كأهل بالقلق حيال التأثير الذي قد تحدثه حججكم على أطفالكم، ولكن من الطبيعي أن تختلفوا في بعض الأحيان،وفي الواقع يستجيب الأطفال بشكل جيد عندما يشرح الآباء أسباب الخلاف- بطريقة مناسبة - .
• تمكنكم من حل المشاكل بنجاح،يمكن للأطفال من تعلم دروس إيجابية مهمة يمكن أن تساعدهم في التنقل بين عواطفهم وعلاقاتهم خارج دائرة الأسرة.
• اعملوا على فهم كيف تؤثر علاقاتكم على أطفالكم وكيف السبيل لإنشاء أطفال أصحاء اليوم قادرون على بناء أسر سليمة في المستقبل.
بقلم: رؤى مسعود جوني