يعانــي الكثيـر من الأطفال من حالة الخجل. والتي تسهم في إبعادهم عن المشاركات الاجتماعية. ويمكن أن تؤثر على تحصيلهم الدراسي. وهنا لا أخوض في أسباب هذه الظاهرة النفسيـة. بقدر ما أضع بين أيدي المربين وأولياء الأمور عـددا من الأفكار التربوية؛ من أجل معالجة الظاهرة وإعادة ثقـــة الأطفال بأنفسهم وتصحيح فكرتهم عــن ذواتهم، وتنمية المهارات الاجتماعية الايجابيـة لديهم وهــي:  khajal

* توفير مناخ عائلي للطفل يسوده الشعور بالأمن والثقة والمحبة والوفاق الأسري.
* إشعاره بالتّقبل والحب والتقدير والصداقة والإنصات له ليفصح عما في نفسه من مشاعر غضب وقلق ومخاوف وهواجس ومحاولة إيجاد الحل لها. 
* الإصغاء إلى أفكار الطفل ومشاعره وأرائه ومتطلباته وقصصه ومحاولة فهمها لدى التعبير عنها ومناقشته بابتسام ولطف.

* البعد عن استخدام الأساليب السلطوية وعبارات الغضب والتأنيب والتهديد والمهانة من مثل (إياك أن تحدث أباك عن...)، أو (لا أريد سماع صوتك)، (أنت مزعج ، متعب، بليد...) وغيرها من كلمات قد تثير القلق وتزيد من خجله.
* عدم مقارنته بأخوة أو أصدقاء أفضل منه من حيث القدرات والاستعدادات.
* تشجيع حب الاستقلالية والاعتماد على النفس بشكل تدريجي عند الطفل الخجول والتقليل من حمايته الزائدة أو الاستمرار في تدليله وذلك لكي يستعيد ثقته بنفسه.
* تعليمه التصرف بالطريقة المناسبة لعمره.
* إتاحة الفرصة للطفل ليقول لا في المواقف التي يستطيع الاختيار فيها.
* تعليمه التعامل والتكيف مع مزاح الآخرين وإغاظتهم بدرجة بعيدة عن الحساسية المفرطة.
* تشجيعه على زيارة ومشاركة أصدقائه في النزهات و الرحلات واللعب معهم وعلى تطوير مهاراته من خلال إتاحة الفرصة له للانتساب إلى إحدى النوادي لتنمية هواياته ومواهبه في (الرسم و الموسيقى و...) وذلك بهدف التقرب والاختلاط وتدعيم تفاعله مع الآخرين أثناء قيامهم بنشاطات متنوعة...
* تدعيم خطواته و تشجيع مبادراته و مكافأته على أعمال أو مهمات تحداها وأنجزها بمفرده أو على قيامه بسلوكيات اجتماعية حسنة.
* محاولة إفهام الطفل (مفهوم العلاقات الاجتماعية) إن أمكن، كيف يفكر ويشعر ويسلك الآخرون وكيف أن الصديق الجديد قد لا يتقبله الناس ببساطة وأنه من الطبيعي عدم التوافق مع كل الأشخاص.
* المساواة بين الأطفال الذكور والإناث في المعاملة وتشجيع (البنات) على أخذ المبادرة وإبداء الرأي. 
* استخدام أساليب العقاب الموجهة والبعيدة عن الضرب بقصد تعقيل سلوك معين عند الطفل أو تصويبه.
* التعاون مع الأخصائي النفسي أو المرشد المدرسي في التعرف على حاجات الطفل ودوافعه ومصادر خجله و دراسة حالته و ظروفه من جميع النواحي الصحية و الاجتماعية و مساعدته على مواجهة أسباب الخجل مواجهة واقعية. 
* التعاون مع معلم الطفل ومرشده النفسي أيضاً على تنمية نواحي الضعف وتعزيز الجوانب القوية والمميزة عنده بدلاً من انتقاد نقاط ضعفه و إبرازها وخاصة أمام الآخرين. 
* تشجيع الطفل الخجول على الاندماج في العلاقات الاجتماعية رغم توقعات الأهل المنخفضة عنه بهذا الشأن وتشجيعه على التعبير عن خيبته أو فشله في بعض المواقف كي لا تتراكم المشاعر المحبطة في داخله وتسبب له مزيداً من القلق.
* توفير الظروف الملائمة للتلاقي مع أصدقائه، وتدريبه من خلال اللعب و قراءة القصص على تنمية مهارات اجتماعية إيجابية تساعده على بناء علاقات خارج إطار أسرته. 
* عدم تكليف الطفل بأعباء تفوق قدراته العقلية و اللفظية و الجسمية بل يجب تكليفه بالأعمال التي يشعر بأنه قادر على القيام بها و تشجيعه عليها ليكسبه شعوراً بالأهمية و التقدير. 
* تدريب الطفل على التفكير الإيجابي وتعديل معتقداته حول أن يكون كاملاً وجعله يتحدث عن نفسه بطريقة إيجابية... مثل أنا جريء، أنا اجتماعي...
* التعاطف مع الصعوبات التي يواجهها ومساعدته بتقـديم الاقتــــراحات البديلة له في كيفية التعامل مع المواقف الصعبة بالنسبة له .
* تكييف توقعات الوالدين لدى ملاحظتهم سلوك طفلهم الاجتماعي الخجول في مناسبات معينة وذلك حسب إمكانياته وقدراته الاستيعابية و السلوكية وشخصيته ويفضل التريث وعدم توجيه النقد له ومضايقته.
* تنبيه الطفل إلى أخطائه على انفراد دون تعريضه لمواقف الخجل أمام أخوته وأصدقائه وعدم إبداء الحساسية الزائدة لتعليقـــات الآخرين عليه. 
* تعليمه الفــرق بين الحياء والخجل الشــديد وعدم التحــدث عن سلوك الخجل الزائد على أنه سلوك محبـب ومهذب.
* التعاون مع المرشد المدرسي أو الأخصائي النفسي على إعطاء صورة للطفل الخجول عن كيفية تصرفاته وأدائه الاجتماعي والطريقة التي يجب أن يتعامل فيها مع الآخرين مما يساعده على معرفة مستوى مهاراته الاجتماعية و تشجيعه على تطويرها بطرق مختلــفة. 
* مساعدة الطفل بالتعاون مع المختص على الاسترخاء للعمل على خفض الحساسية التدريجي من الاستجابات للمثيرات المسببة للقلـق.
* هذا ويمكن للأهل استخدام ألعاب من مثل الورق والرسومات ولعبة الشطرنج فهي مثيرة ومشجعة للطفل في التعبير عن نفسه و تطوير مهارات الاتصال لديه. أو اللعب بالتمثيل مع طفلهم الخجول أدواراً ليجرب بشكل مباشر طرق جديدة للتفاعل مع من حوله (كأن نجعل الطفل الخجول يمثل الدور الأكثر شعبية ويقوم بدور المضيف، والأم أو الأب مثلاً بدور الضيف الصامت ويطلب منه استقبالهم و التحدث معهم بهوايات أو أشياء يحبها وتثير اهتمامه) وبذلك يجرب بعض السلوكيات والمهارات الاجتماعية، ويمكن إعطاءه بعض الاقتراحات المشجعة على تطوير مهاراتــه.
  
وانطلاقاً من هذا لا يفوتنا القول، بأن الدور الذي يقوم به الوالدان على جانب كبير من الأهمية في تنمية شخصية الأبناء و حمايتهم أو معالجتهم من الخجل. لكن، يتوقف نجاح هذا الدور على مدى التوافق بين الأم والأب حول أسلوب واحد للتربية في البيت. فالتوجيه السليم والثقافة المتّزنة لدى الوالدين تتيح الفرصة للطفل ليعبر عن قلقه ومخاوفه وإحباطاته، في جو عائلي دافئ مليء بالمحبة. وبالتالي تشجّعه على إقامة علاقات طيبة وطبيعية مع الآخــرين والتّحدث معهم وطلب الجواب منهم ومداعبتـهم والتسامح معهـم.

بقلم: سوسن شاكر مجيد

أضف تعليق


كود امني
تحديث