فيما يلي نلخصّ لكم نظريات التعلم مع وضع مثال لكل منها ليسهل فهمها، أتمنى اأن ينال هذا العمل رضاكم وإعجابكم.

1 - النظرية الجشطلتية:
تنطلق من مبدأ الكل إلى الجزء، وبطريقة إجرائية يمكنك فهمها من خلال المثال التالي:
لتدريس الحروف مثلا لتلاميذ ننطلق من نص بسيط وهذا هو الكل، ثم يتم استخراج الجملة القرائية التي تحتوي على الحرف موضوع الدرس ثم الكلمة ثم يتم التعرف على الحرف في آخر المطاف، فنكون قد وصلنا للجزء.

2 - النظرية البنائية:
كما لو أنها الصورة العكسية للنظرية الجشطلتية فيتم من خلالها الانطلاق من الجزء إلى الكل في بناء المفاهيم، هذه النظرية نراها طاغية على مواد العلوم مثلا كالرياضيات حيث يتم البدء بالمفهوم البسيط ويتم تطوير هذا الأخير للوصول للمفهوم الجديد، وإذا أردنا البقاء في اللغة العربية نبدأ بتدريس الحروف ثم الكلمة ثم الجملة فالنص مثلا.

3 - النظرية السلوكية:
من وهي تعتمد على مبدأ المثير والإستجابة، حيث بدأت من خلال تطبيقها على الحيوانات، فعند إعطاء الكلب مثلا طعاما ونرفقه بصوت جرس في كل مرة، فبعد مدة إذا اطلقنا صوت الجرس دون طعام يفرز الكلب اللعاب كاستجابة أو رد فعل (مبدأ المنعكس الشرطي).
وفي حقل التربية يمكن الإستفادة من هذه التجربة من خلال مبدأ التعزيز مثلا: فإذا أجاب التلميذ بإجابة صحيحة نثني عليه أو نعطي له هدية وإذا وقع العكس اعتمدنا مبدأ الحرمان.
وقد نعتمدها كذلك من خلالل طريقة الدال والمدلول في التدريس كالصورة والكلمة (يستطيع التلميذ أن يقرأ الكلمة اعتمادا على الصورة فتكون هي المثير وقراءة الكلمة هي الإستجابة).

4 - النظرية المعرفية:
وهي تركز على الجانب المعرفي في تلقي التعلمات وطريقة تعامل الشخص في تلقي المعلومات واستيعابها فظهر لذلك صنافات كصنافة بلوم التي تضع تدرجا لطريقة تعامل الذات مع المعلومة.
من مبادئها أيضا أن الانسان يتلاءم مع محيطه وأنّ المحيط لا يشكل شخصيته (الطفل مثلا بقوته يتلاءم مع محيطه من خلال بذل مجهود لفهمه).
أمّا من الناحية الإجرائية فالتعلم في هذه النظرية له ثلاث مراحل: توازن، لاتوازن، توازن الجديد (يعني بذلك تكون معرفة مسبقة عند الشخص فيكون في حالة توازن فتأتي معرفة جديدة تحدث عنده اللاتوازن لكن بعد استيعابها وحدوث المواءمة نصل للتوازن الجديد). فعندما كنا صغارا لما نسأل عن لون ماء البحر نقول أزرق- هذا هو التوازن الأول- لكنّنا عندما نصل لسن معين، تصلنا معرفة أنّ الماء لا لون له - هذا هو اللاتوازن - لكن عندما نعلم أنّ ماء يغير لونه نتيجة الإنعكاس تحصل معرفة جديدة وبالتالي التوازن الجديد.
5 - النظرية السوسيوبنائية:
من العبارات المركبة من لفظتين السوسيو تعني المجتمع ثم البنائية يقصد بها النظرية البنائية و السوسيوبنائية أي مقاربة هذه النظرية من خلال تأثير المجتمع فيها.
أتمنى أن أكون قد أصبت وقد حاولت التبسيط؛ وإلا فهذه النظريات كل واحدة منها بحر لوحده. والتعريفات أحيانا، قد تبدوا مختلفة من باحث لآخر، حسب المدرسة التي ينتمي إليها كلّ منهم.

 المصدر: www.lsmba.com

أضف تعليق


كود امني
تحديث