إن الحديث عن التقييم، هو حديث يصب في صلب موضوع الجودة؛ ذلك أن عملية التقييم، تسعى في جوهرها إلى البحث عن درجة الاتقان والجودة التي تمكن المتعلم من إنجازها على أرض الواقع؛ وبالتالي فالتقييم كعملية ضبط توفر مؤشرات موضوعية واضحة حول درجات الاتقان لمستوى الانجازات التي تمكن المتعلم من تحقيقها خلال مقطع من مقاطع التعليم والتكوين.

وإذا كان التقييم يتأسس على وظيفة الدمج بين عمليتي القياس وإضفاء القيمة، فإن مسألة التوليف بين هاتين العمليتين، تسعى في غرضها إلى التعرف على درجة الاتقان ومستوى الجودة الذي تمثله تلك الدرجة بين مختلف إنجازات المتعلمين.

ولذلك، فإن اعتماد مقاربة الجودة في التعليم والتكوين، تعد من الأمور التي تتطلب استدلالا يرتكز في مرجعيته على الفرد المعني بعملية التقييم ومكونات الكفاية المراد اكتسابها أو تكوينها لديه، مع اعتبار مختلف الشروط أو العوامل المرتبطة بهاذين العاملين الرئيسيين. 

كل هذا يجعل عملية التقييم تتموضع ضمن إطار كبير من النسبية، خاصة وانها تتأسس على معايير تتسم بالخصوصية التي يشكلها موضوع التقييم، وهو ما شكل زخما كبيرا من أساليب وأشكال القياس والتقييم، على اعتبار أن وسيلة أو أداة التقييم، تصاغ وفق الموضوع الذي يشكل وضعية فريدة في خصوصيته كعنصر من عناصر بنية أو نسق التعليم والتكوين المشكل بغرض كفاية او مجموعة من الكفايات التي ينشدها ذلك النسق التربوي التكويني. ذلك أن الكفاية المنشودة، والتي تمثل في غايتها مستوى معين من الجودة، فهي تفرض أساليب وأدوات ملائمة لتقييمها؛ وهي أساليب ينبغي أن تكون منسجمة مع نسق الاستراتيجية المبنية أو المصاغة من أجل تكوين أو بناء الكفاية المنشودة.

كل هذا أيضا، يجعل مسألة بناء أو صياغة أدوات وأساليب القياس وإضفاء القيمة/ التقييم، تتنوع بتنوع الوضعيات والخصوصيات المرتبطة بعملية التقييم، كما هو الأمر بالنسبة لتقييم الكفايات المنتمية للمجالات التالية:

1 - تقييم المكتسبات؛
2 - تقييم المعارف؛
3 - تقييم الانتاجات المتفردة؛
4 - تقييم المهارات المهنية؛
5 - تقييم المشاريع الفردية أو الجماعية أو المؤسسية؛
6 - تقييم الانتاجات الفنية؛
7 - تقييم المهارات الحسحركية؛
8 - تقييم وضعيات التكوين الذاتي أو التكوين المستمر؛
9 - تقييم العلاقات الاجتماعية؛
10 - تقييم العلاقات الجماعية؛
11 - تقييم العلاقات البينذاتية؛
12 - تقييم التصورات؛
13 - تقييم المواقف؛
14 - تقييم المواقف؛
15 - تقييم العمليات الذهنية.

من خلال هذه المجالات، التي تشكل أرضية شاسعة للكفايات، والتي يمكن أن تمثل مواضيع للتقييم؛ قد يتبين بشكل واضح أن مسألة التقييم وإن كانت ترتبط بشكل تدمج فيه عمليتي القياس وإضفاء القيمة؛ فإنها قد تختلف باختلاف الموضوع المراد تقييمه، وكذلك باختلاف الفترة والظروف التي سوف تنجز فيها عملية التقييم.

بقلم : عبد الكريم غريب (بتصرف)

أضف تعليق


كود امني
تحديث