في هذا المقال، سأطرح فكرة تبدو لي، لها أهميتها وقيمتها الآنية. الأمر يتعلق بامتلاك  المتعلم للغة. لن أتحدث هنا عن السياقات التي نعرفها جميعًا والمتعلقة باللغة العربية  والأمازيغية وبقية اللغات الأجنبية. طبعًا يعد الوضع اللغوي، ليس في تعليمنا المغربي فقط، بل في كل الدول التي عرفت الاستعمار وتركته، من اعقد الأوضاع  اللغوية والتربوية  والبيداغوجية والديداكتيكية  والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والرمزية، الخ، بل هو وضع/خطاب، قابل للتفكيك وفق مقاربات عديدة، وهذا ليس غرضنا من هذه المقالات التي انشرها تباعًا لفائدة الطلبة المقبلين على اجتياز مباراة مهنة التدريس لمساعدتهم على تموقع تربوي اولي في الميدان الذي سيلجونه لاحقًا ان شاء الله .
 الغرض، إذن، من هذا المقال، نلخصه في السؤال التالي: لماذا لا يتحكم العديد من المتعلمين في اللغة التي يتعلمونها، ولا يستطيعون الكتابة والتحدث  بها بشكل سليم وسهل ؟. لماذا، وبعد قضاء العديد من السنوات، وربما حتى بعد تخرجه الجامعي، لا يستطيع هذا المتعلم، وفي المجمل، أن يكتب تقرير اجتماع أو يرتجل خطبة أو يشارك في ندوة أو يلقي محاضرة أو عرضا دون ورقة أو يجتاز مباراة، موظفا اللغة العربية، كمثال، بشكل سلس أو أي لغة أخرى طلبت منه؟.  يقضي المتعلم العديد من سنوات التعليم الأولي والابتدائي والثانوي بنوعيه، إلخ، ولا يستطيع، أن طلب منهم في الشارع التحدث لإذاعة أو لتلفزيون، أن يرتجل، وفي عين المكان المطلوب منه وبلغة عربية سليمة مثلا؟.
  من الصعب اليوم على العديد من المتعلمين، التحدث بهذه اللغة أو بغيرها، بشكل جذاب وسلس. صعوبات عديدة تواجه المتعلم ليس فقط في بلدنا بل في معظم البلدان العربية التي تعرف تحديات حقيقية تتعلق بتدريس اللغات ولغات التدريس !.
  امتلاك اللغة والتحكم فيها (كتابيًا وشفهيًا)، كفاية ينبغي أن تتحقق قبل مغادرة المتعلم  لمستوى من المستويات الدراسية التي يمر منها، وبشكل جزئي مساهم لاحقًا في تراكم نافع!. ما جدوى تعلمي وفي الأخير لا أستطيع أن أبدع وأكتب وأتحدث باللغة العربية وبشكل طبيعي دون عيّ أو خوف، الخ؟. لا أدري هل الرقم الذي قرأته في مكان ما، والقائل بأن من أصل أربعة متعلمين، ثلاثة لا يمتلكون أي لغة، صحيح أم خطأ؟.     في جميع الحالات الكل يقر بهذه الحقيقة اللغوية المتعلقة بعدم قدرة المتعلم الكتابة والتحدث الشفهي السلس والسليم، مستعملًا لغة عربية أو أجنبية  وفي سياقات ووضعيات مختلفة. تذوق الكتابة باللغة العربية، كمثال، والتحدث الشفهي بها بطريقة سلسلة، شرطان لابد من ترسيخهما في مسيرة المتعلم !. إن لم يتحقق هذان الشرطان، فأعتقد أنّ غاية من غايات التعلم لم تحقق. تحفيز المتعلم المبكر على التحدث الشفهي والكتابي.
 *مدخل أول: حقيقي لتحقيق هذه الغاية. توظيف الصورة بكل أنواعها في بناء التعلمات.
 *مدخل ثانلتحقيق هذه الغاية. توظيف المسرح وغيره من الفنون كوسائل ديداكتيكية.
 *مدخل ثالث: تغميس المتعلم في اللغة وتحفيزه على الكتابة والتحدث بها  وهو في القسم والمدرسة وخارجهما.
 *مدخل رابع: إعادة النظر في تدريس مكون اللغة بشكل معزول عن بقية الموارد الأخرى.
 *مدخل خامس: تنظيم مسابقات حرة في الكتابة والخطابة.
 *مدخل سادس: ربط التعلم بالإبداع:
 *مدخل سابع: طرح السؤال التالي والدائم، لماذا التعلم وكيف؟.
 *مدخل ثامن: دعوة الكتاب والمبدعين والفنانين.
 *مدخل تاسع: التفكير في كيفية تحويل الهاتف المحمول وغيره من هذه التكنولوجيات المتدفقة، كوسيلة تعليمية تعلمية لتحقيق ما نحن بصدده.
 *مدخل عاشر: إلى غير ذلك من المداخل / الحلول، الواجب البحث عنها لتطوير قدرات المتعلم اللغوية والتي سيحتاجها طيلة حياته الخاصة والعامة.
بقلم: الحبيب ناصري (بتصرف)

أضف تعليق


كود امني
تحديث