1 - بيداغوجيا الدعم:
ونظرا لما أصبح يكتسبه الدعم من أهمية في مسار التلميذ التعليمي- التعلمي، ظهرت بيداغوجيا الدعم كاستراتيجية لها أسسها ومقوماتها. ويقصد بها جملة من الأساليب والإجراءات البيداغوجية التي يعتمدها المدرس داخل الفصل لتلافي ما يعتري تلاميذه من صعوبات، وهي تقتعد أهم النتائج التي توصلت إليها علوم التربية في مجال تحسين مردودية التعليم. وقد تقترب هذه البيداغوجيا من أنشطة أخرى تشاطرها مجالاتها التربوية، كما أنها قد تبتعد كثيرا أو قليلا عن أنشطة يبدو وكأنها قريبة منها.
وهكذا، نجد بيداغوجيا الدعم لصيقة بهذه المجالات:
2 - البيداغوجيا التصحيحية:
من أهدافها تقليص الفوارق بين الأهداف حال تخطيطها (أي النوايا البيداغوجية) والنتائج التي تم تحقيقها فعليا.
3 - بيداغوجيا التحكم:
وهي التي تنطلق من أن جميع التلاميذ مهيؤون أصلا للوصول إلى نفس النتائج، وأن كلا منهم بإمكانه أن يحقق نجاحا في تعليمهن وهذا هو الأصل، أما الكسل والتعثر الدراسي فأمر استثنائي وحالة طارئة. أو كما يقول جورج موكو:"الكسل الحقيقي نادر. وهو ليس في الغالب إلا عرضا يعبر عن توعك لدى الطفل وهذا التوعك قد ينجم عن صحة جسدية أو عقلية سيئة، أو عن عدم أمن وجداني (عاطفي) يحسه الطفل في علاقاته العائلية أو المدرسية. وقد ينجم أيضا عن أخطاء تربوية وعن عدم تلاؤم المناهج والطرائق مع إنمكانيات الطفل النفسية – الفزيولوجية".
والكسل شبيه بنقص في الشهية، أي أنه يخرج في الغالب عن إرادة الشخص والمربين، وهذا يعني أيضا أنه قد ينجم عن فقد الشخص لشهيته، كما قد ينجم عن طبيعة الأغذية التي تعرض عليه.
فعلى المربين إذن أن يبحثوا دوما عن السبب الذي من أجله يتخلى الطفل عن الفعالية، التي هي في الوضع السوي دليل حيويته، ويرفضها."، وعلى هذا المبدأ الذي تثيره بيداغوجيا التحكم، لن يكون هناك مجال لتصنيف التلاميذ أو إقصاء البعض منهم تحت طائلة عدم أهليتهم للاستمرار في التعلم؛ ذلك، لأن هذا المنطق لن يصمد طويلا أمام اقتراح بدائل بيداغوجيا، تثير التلميذ الخامل وتحرك المتعلم الساكن غن أساس هذه البيداغوجيا يكمن في إقرارها أن اي تلميذ عادي بإمكانه أن يحقق ارتقاء في سيره الدراسي غذا ما توفرت له شروط تعليمية ملائمة: تتناسب مع قدراته وكفاءاته. كما أنها تلح من جانب آخر على التتبع والتصحيح المستمرين للتعلم، وبذلك يضعف الفارق بين الاهداف كنوايا والاهداف كحقائق مترجمة واقعيا.
4 - البيداغوجيا التعويضية:
وهي بيداغوجيا دعم في أبسط صورها؛ قد تقترب في مفهومها من الدروس المعتادة التي تسمى: دروس التقوية، دروس المراجعة...وهي في غالب الأمر حصص تعويضية تخصص لضعاف التلاميذ ارتقاء بهم إلى مستوى زملائهم. أما البيداغوجيات التي قد توازي بيداغوجيا الدعم دون أن تتقاطع معها، فمنها:
5 - البيداغوجيا العلاجية:
وهي البيداغوجيا التي تتم في مؤسسات خاصة بالمعاقين وذوي العاهات والمتخلفين عقليا، ولذلك يكون أساس هذه البيداغوجيا طبي بالدرجة الأولى، ويوكل التدريس إلى مختصين؛ وهذا لن يكون بإمكان عموم المدرسين إجراء هذه البيداغوجيا.
6 - البيداغوجيا الخاصة:
وهي بيداغوجيا دعم أيضا إلا أنها لا تدخل في عموم أصناف التعثر التي تعترض السير الدراسي للمتعلمين؛ فهي بيداغوجيا تتطلب فتح أقسام خاصة وتوظيف أدوات تعليمية خاصة وإسناد التدريس غلى مربين مختصين، ذلك لأن الأمر يتعلق بتلاميذ شاذين.
إعداد : خالد المير و إدريس القاسمي (بتصرف)