أخي الحبيب، تعلم من المطر كيف تغسل همومك وأحزانك، وكيف تجدد حياتك كما تغسل قطرات المطر أوراق الشجر لتعيد لها الحياه.
وتعلم من الضباب أنّ الإنسان قد يمرّ بلحظات عصيبه ومصائب وأزمات، لكن لابد أن يأتي الفرج من الله، ويعود كلّ شي كما كان.
وتعلم من الرّياح أن تسير بعكس التيّار إذا أردت تحد نفسك والصّعاب، فهناك أمور تتطلب منك بعض التحديات.
وتعلم من السحاب أن تنقل كل ماهو جميل، ابتعد عن الكذب والنميمه واغتياب الناس من وراء ظهورهم، فالسّحاب لايحمل إلا قطرات المطر فالتكن مثله.
ياصديقي تعلم من القمـر بأنّ كلّ شي له جانب مضي وجانب معتم، جانب إيجابي وجانب سلبي. فانظر دائماً إلى الجانب المضيء وقوّم تلك السلبيات حتّى تكون إنسانا إيجابيا ومتفائلا.
وتعلم من الشمس أنّ هناك من يضيء دروبنا، وتجده دائماً إلى جانبك يتعب ويشقى من أجل راحتك، وهناك من يفديك بحياته لأجل سلامتك، حتى لو كان لايمت إليك بأيّة صله. فالشمس تحترق بداخلها ألف مرّه لكي تبث إلينا ضيئاها.
وتعلم من الأنهار الصّفاء والنّقاء والعذوبه، وأنّ الإنسان المثالي يكون نقيّا من الدّاخل كنقاوة الأنهار، لايعرف حقدا ولا حسدا. إنسان مسالم شفّاف واضح. فلماذا لاتكون مثله؟
ياصديقي، تعلّم من البراكين أنّ هناك من يمسك غضبه لأيام أو لسنين، لكن بلحظه سيفجر كل مافيه. فعليك أن تنفّس عن نفسك، وتخرج كلّ ماتحسّ به قبل أن تصل لهذه اللحظه. فلصّبر حدود.
وتعلم من الرّمال أن هناك أمورا لاتستطيع أن تمسك بزمامها، فتطير من بين يديك كما تذهب الرمال مع أدراج الرّياح.
ياصديقي، تعلّم من البحار أن تكتم أسرار النّاس مهما كان ومهما حصل. فإن كنت إنسانا أميناً، سيلجأ إليك الكثير للبوح بأحزانهم، كما يلجئون للبحر لرمي همومهم.
وتعلم من الثّلوج أن تكون كبياض الثّلج لايحمل قلبك غير الحب والعطف والرحمه. لا تسئ الظن بالاخرين ولا تحكم عليهم من مظهرهم. فاذا لم تعاشرهم فانت تجهلهم.
وتعلم من الجبال الراسية الشموخ والثبات أمام مهبّ المصاعب والأحزان. وأن لا تنحني لأحد غير خالقك، لتعلم أنّ لكلّ أزمه مخرج، ولكلّ همّ ربٌّ يفرّجه.
إعداد: القاصي زيد أحمد الحجي (بتصرّف)