طفلي يصرخ فجأة بدون سبب وصراخه يكون عاليًا، وحنجرته قوية قادرة على إيصالي إلى أبعد حدود الاستفزاز وإثارة أعصابي... كانت هذه شكاوي أغلب صديقاتي في اجتماعنا الصباحي حول القهوة، وهو الوقت الوحيد الذي نجده لأنفسنا خلال اليوم كلّه. هذا جعلني أشعر بالراحة نوعًا ما، فابني أنا ليس الوحيد الذي يصرخ ويصرخ بدون أي سبب.
فتّشنا عن أسباب الصراخ المفاجئ، وبعد التفكير ومشاركة الأفكار بيننا كانت الأسباب أشياء لم تخطر ببالنا أنها يمكن أن تكون السبب في صراخ مستمر للطفل. كان من أبرزها التعب أو الألم أو المرض أو الجوع أو الملل أو الازدحام وغالبًا الشعور بالحرّ أو البرد. اتفقنا على التالي للسيطرة على صراخهم وأودّ مشاركتكم بها:
* إظهار الهدوء والتبات:
وبذلك سيتبنى طفلك نبرة صوتك التي ستتحوّل إلى مهدئ، وربما تدفعه إلى التوقف عن الصراخ، حيث يشعر بأن نبرة صوتك هادئة ولا يستطيع سماعك عندها سيلجأ إلى التوقف التدريجي عن الصراخ ليتمكّن من سماعك وتستطيعين أنتِ سماعه كذلك، وبالتالي محاولة إيجاد سبب صراخه ومساعدته في تجاوز مرحلة الصراخ.
* إظهار تفهّم واحترام مشاعر الطفل:
لأن الطفل الغاضب لا يستطيع أن يتفهّم أسبابك المنطقية وتحذيراتك له، ولا يكون قادر على التجاوب مع محاولاتك لإيقافه حتى يتأكّد بأنك تحترمين مشاعره وتتفهمينها.
* استخدام أسلوب جذّاب في الحديث إليهم:
وهذا كان من أنجح الطرق بعد تجربتها، وذلك عن طريق تكرار ما نطلبه منهم بأكثر من طريقة حتى يصل الطفل إلى مرحلة فيها عليه أن يتوقّف قليلاً عن الصراخ ويستمع لما تقولينه، مثلاً: تريد هذا القلم؟ لماذا هذا القلم بالذات؟ هل أحببت لونه؟ لماذا فقط هذا القلم؟ عندها سيشعر الطفل بالحاجة إلى التوقّف قليلاً للتفكير في إجابة، وعندها يتوقّف عن الصراخ.
* علّمي طفلك التعبير عن مشاعره:
لما لذلك من أهمية كبيرة في استخدام أسلوب التعبير بدلاً من الصراخ. حتى لو لم يكن قادر على استخدام كلمات، ساعديه في اختيار كلمات حتى يتعلّم منك التعبير عن مشاعره واستبدال الصراخ بالكلمات.
* شتّتي انتباهه عن الصراخ:
مثلاً عندما يبدأ بالصراخ، حاولي لفت انتباهه إلى شيء بارز أمامه مثل مبنى أو لون إشارة ضوئية أو لعبة حوله، لأنه عندما يلتفت لها سيجد نفسه تلقائيًا قد توقف عن الصراخ.
وفي النهاية حاولي أن تشغلي طفلك بأنشطة كثيرة متنوّعة لتقلّلي من لجوئه إلى الصراخ والبكاء، لأن الأسلوب الذي يصلح اليوم ويخفف من صراخه قد لا ينفع في حال أخرى لذلك عليك أن تكوني حذره في استخدام أسلوب التهدئة. ولا داعي للقلق عزيزتي الأم، لأن والدتك استطاعت أن تتجاوز كل ذلك معك وأنتِ طفلة، والآن جاء دورك لتمارسيها مع طفلك.
بقلم: رولا. ن (بتصرف)