ﻫﻲ ﻧﺰﻋﺎﺕ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺍﺩ ﻭﺃﺷﻴﺎﺀ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺤﺒﺒّﺔ ﻭﻣﺮﻏﻮﺑﺔ. ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﻤّﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﺑﺼﺪﺩﻩ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺪﻯ ﻣﻴﻮﻝ ﺃﺑﻨﺎﺀﻧﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺗﺨﺮﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ، ﻭﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﻫﻞ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺍﺩ ﺩﺭﺍﺳﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ؟ ﻭﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻣﻴﻮﻝ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﻭﻓﻖ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺗﻬﻢ ﻣﻨﺬ ﺳﻦ ﻣﺒﻜﺮﺓ ﺳﻮﺍﺀً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ؟ ﻭﻣﺎ ﺩﻭﺭ ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻄﻼﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻴﻮﻝ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺳﻨﺎ ؟. ﻭﻣﺎ ﺩﻋﺎﻧﺎ ﻟﻄﺮﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﻠﻤﺴﻪ ﻟﺪﻯ ﺃﺑﻨﺎﺀﻧﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﺤﺎﻭﺭ ﻣﻌﻬﻢ ﺣﻮﻝ ﺃﻣﻨﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺗﺴﺄﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﺨﺮﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻚ ؟ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً ؟ ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﺳﺘّﺘﺠﻪ ﺑﻌﺪ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﺩﺭﺍﺳﺘﻚ ؟ ﻭﺗﻔﺎﺟﺄ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺷﻴﺌﺎً ﻭﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻝ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﻌﻨﻲ ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻭ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﻌﺪ ﺗﺨﺮﺟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ، ﻭﺃﻣﺎ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﻻ ﺗﺠﺪ ﻟﺪﻳﻪ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺷﺎﻓﻴﺔ ﻓﻴﻨﺘﺎﺑﻚ ﺷﻌﻮﺭ ﺃﻥ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻳﻜﺘﻨﻔﻪ ﺿﺒﺎﺑﻴﺔ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﺨﺒﺮﻙ ﺃﻥ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﻳﻘﺮِّﺭﻩ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺤﺼﻴﻠﻪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ؛ ﻓﺎﻟﻄﺎﻟﺐ ﻟﻢ ﻳﺤﺪِّﺩ ﺑﻌﺪ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ ﺳﻮﺍﺀً ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﺳﻢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺪﺩ ﻫﺪﻓﺎً ﻳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻼﻣﺢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﺘﺮﻭﻛﺔ ﻟﻐﻮﺍﺋﻞ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻓﻬﻮ ﻛﻔﻴﻞ ﺑﻬﺎ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻫﻮ ﺿﺤﻴﺔ ﻭﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻀﻴﺎﻉ ﻭﺇﻻ ﺃﻳﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺗﻪ ﻟﺘﻬﻴﺌﺘﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻗﺪ ﻳﻐﻴﺐ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻟﻌﺪﺓ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻣﻨﻬﺎ :
ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺗﻮﻋﻴﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﺑﺘﻔﻀﻴﻼﺗﻬﻢ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﻐﺮ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ، ﻭﻏﺎﻟﺒﺎً ﻧﺠﺪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻻﺑﻨﺎﺀ ﻳﻠﺘﺤﻘﻮﻥ ﺑﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﻭﻣﺠﺎﻻﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻫﻢ ﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎً ﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻﺷﻚ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺘﻤﻨّﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﻃﺮﻳﻘﺎً ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻼً ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻣﺎﻧﺎً ﻭﺿﻤﺎﻧﺎً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﻟﻜﻨّﻬﻢ ﻧﺴﻮﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﻭﻣﻴﻮﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﺪﻓﻮﻧﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍً ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻃﺎﻋﺔ ﻟﻬﻢ ﻳﺠﺒﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎً ﻭﻗﺪ ﻳﺨﻔﻘﻮﻥ ﻭﻳﺘﻌﺜﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﻢ ﻓﻴﺘﺴﺮّﺑﻮﻥ ﺃﻭ ﻳﻐﻴّﺮﻭﻥ ﻣﺴﺎﺭﻫﻢ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻝ ﺁﺧﺮ ﺃﻭ ﻳﺘﺄﺧﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﺃﻗﺮﺍﻧﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻣﻤﺎ ﻳﻜﻠِّﻔﻬﻢ ﺿﻴﺎﻉ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ، ﻭﺑﻨﻈﺮﺓ ﺃﺑﻌﺪ ﻭﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺃﻭﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺸﺎﻋﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ (ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﺔ، ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ، ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ، ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ، ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ…) ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻧﻈﺮﺓ ﺩﻭﻧﻴﺔ ﻭﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻝ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺘﺠﻪ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﻧﺤﻮ ﻛﻠﻴﺎﺕ ﻭﺃﻗﺴﺎﻡ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺩﻭﻥ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻟﻤﻴﻮﻝ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺭﻏﺒﺎﺗﻬﻢ . ﻭﻟﻌﻞ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻴﻮﻝ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺗﻌﻮّﻝ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺎﺭﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﺍﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺑﻞ ﻭﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻓﺎﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﺼﺐ ﻭﺍﻟﻤﺤﻀﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺯﺭﻉ ﺑﺬﻭﺭ ﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻴﻮﻝ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻞ ﻃﻔﻞ ﺃﻭ ﻃﺎﻟﺐ ﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻭﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﻭﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺗﻪ ﻭﻣﻮﺍﻫﺒﻪ ﻓﻨﺠﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﻣﻮﺍﻫﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻂ ﻭﺍﻟﺮﺳﻢ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭﻓﺌﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻴﺪﻭﻱ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮﻥ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺍﻹﻟﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻭﻓﺌﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻴﻞ ﻧﺤﻮ ﺗﻌﻠّﻢ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺟﺰﺀ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻳﺘّﺴﻤﻮﻥ ﺑﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺤﻔﻆ ﻭﻫﻜﺬﺍ … ﻓﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪِّﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮِّﻋﺔ ﻟﺪﻯ ﺃﺑﻨﺎﺀﻧﺎ ﻧﺠﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻨﻤَّﻰ ﻭﺗﺼﻘﻞ ﻭﺗﻮﺟَّﻪ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺳﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ، ﻻ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺼﺐُّ ﺟﻬﺪﻫﻢ ﻭﻫﻤّﻬﻢ ﻓﻲ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺎﻧﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺤﺼﺺ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻭﺍﻧﺸﻐﺎﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﺍﻹﺷﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﺒﻴﺔ ، ﻭﻻ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ ﺍﻟﻄﻼﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻌﻈﻢ ﻭﻗﺘﻪ ﻣﺤﺼﻮﺭﺍً ﻓﻲ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﺣﻞ ﺑﻌﺾ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻼﺻﻔﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺆﺗﻲ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻭﺻﻘﻞ ﻣﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﺇﺷﺒﺎﻉ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﻭﻗﺪﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺭﻏﺒﺎﺗﻬﻢ ﻭﺗﻮﺳﻴﻊ ﺁﻓﺎﻕ ﻣﺪﺍﺭﻛﻬﻢ ﻭﻗﺪ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ ﻗﺎﻋﺎﺕ ﻭﺻﺎﻻﺕ ﺃﻭ ﻭﺭﺵ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻭﻣﺰﺍﻭﻟﺔ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻭﺍﻵﻻﺕ ﻭﺍﻟﺨﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭﻋﺎﺩﺓ ﺗﻨﻔَّﺬ ﺑﺮﺍﻣﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻣﺠﺮّﺩ ﺣﺼﺺ ﻓﺮﺍﻍ ﺗﻘﻀﻰ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﺭﻏﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﺧﻄﻂ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺣﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻕ ﺗﻔﺘﻘﺪ ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻖ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﻻ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻨﻬﺎ.. ﻟﺬﺍ، ﻛﺎﻥ ﻟﺰﺍﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺑﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺸﺄﻥ، ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺣﻮﻝ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻣﻜﺘﺴﺒﺎﺕ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜِّﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻣﻠﻴّــﺎً ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﻣﻨﺎﻫﺞ ﻭﻣﺸﺎﺭﻳﻊ، ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻴـــﻮﻝ ﻭﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﻢ، ﻭﻧﻮﺩ ﺃﻥ ﻧﻀﻊ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺘــﺮﺣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺮﻯ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺭﻋﺎﻳـﺔ ﻣﻴﻮﻟﻬﻢ ﻭﺗﻨﻤﻴﺘـــﻬﺎ،ﻛﻤﺎ ﻳﻠـﻲ:
- ﺗﻜﺜﻴﻒ ﺣﻤﻼﺕ ﺗﻮﻋﻮﻳﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻗﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻴﻮﻝ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ ﻭﺻﻘﻠﻬﺎ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ .
- ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺮﻏﺒﺎﺕ ﺃﺑﻨﺎئهم ﻭﻣﻴﻮﻟﻬﻢ ﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ ﺃﻇﻔﺎﺭﻫﻢ ﻭﻣﻼﺣﻈﺔ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ﻭﻣﻮﺍﻫﺒﻬﻢ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻬﻴﺌﺘﻬﺎ ﻭﺗﻌﻬﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﺗﺜﻘﻴﻔﻬﻢ ﺑﻬﺎ ﻭﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺩﺍﺋﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻬﻢ ﻭﻭﻃﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﻔﻊ ﻭﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ .
- ﺗﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻛﺒﻴﺌﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻌﺪّﺓ ﺑﺎﻟﻘﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﺎﻻﺕ ﻭﻭﺭﺵ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﻛﺎﻓّﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺼﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻼﺻﻔﻴﺔ.
- ﺭﺑﻂ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺑﻤﺠﺎﻻﺕ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﻭﺗﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺑﺎﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺃﻭﻃﺎﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﺮﺓ .
- ﺗﻀﺎﻓﺮ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻌﻘﺪ ﺷﺮﺍﻛﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻣﻮﺍﻫﺐ ﻭﻣﻴﻮﻝ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺗﻜﺮﻳﺲ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺗﻬﻢ ﻭﻗﺪﺭﺍﺗﻬﻢ.
- ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪﻳﻦ ﺍﻟﻄﻼﺑﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼِّﺼﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩﻫﻢ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﻭﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﻭﻣﻴﻮﻝ ﺍﻟﻄﻼﺏ.
- ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﺗﻮﺻﻴﻒ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻭﻣﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ ﺍﻟﻄﻼﺑﻲ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﺗﺨﻔﻴﻒ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺤﻮﺫ ﻣﻌﻈﻢ ﻭﻗﺘﻪ ﻭﻋﻤﻠﻪ ، ﻭﻋﺪﻡ ﺇﺷﻐﺎﻟﻪ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﻭﺟﻮﺍﻧﺐ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻪ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻼﺏ .
- ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺗﻌﻨﻲ ﺑﺘﻨﻤﻴﺔ ﻣﻴﻮﻝ ﻭﻣﻮﺍﻫﺐ ﻭﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ (ﻋﻠﻤﻴﺔ، ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻣﻬﻨﻴﺔ، ﻓﻨﻴﺔ ...ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜّﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺳﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺗﺨﺒﻂ ﺃﻭ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ .ﻭﺃﻭﺟﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻜﻞ ﺃﺏٍ ﻭﻣﺮﺏٍّ ﺑﺄﻥ ﻻ ﻳﻘﻠِّﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﺪﺕ ﻟﻬﻢ ﺃﻧّﻬﺎ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﺃﻭ ﻻ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻈﻨّﻮﻥ ، ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻳﺄﺗﻲ ﻳﻮﻡٌ ﻳﺴﻌﺪﻭﻥ ﺑﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻢٍ ﻭﺍﺳﻊ ﻭﻣﻜﺎﻧﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﺣﻘّﻘﻮﻩ ﻣﻦ ﻧﺠﺎﺣﺎﺕٍ ﺑﺎﻫﺮﺓٍ ﻳﻔﺨﺮ ﺑﻬﻢ ﻭﻃﻨﻬﻢ ﻭﻣﺠﺘﻤﻌﻬﻢ ﻓﻜﻢ ﺃﺣﺒﺘﻲ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻫﺐ ﺿﺎﻋﺖ ﻭﻗﺪﺭﺍﺕ ﺩﻓﻨﺖ ﻭﺇﺑﺪﺍﻋﺎﺕ ﻭﺃﺩﺕ ﻟﻮ ﺃﻧّﻬﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻔِّﺰﺓ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺸﺠِّﻌﺔ ﻟﺤﺼﺪﺕ ﺍﻷﻣﺔ ﺛﺮﻭﺓ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﻭﺍﻋﺪﺓ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺯﺍﻫﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﻻﻗﺘﻄﻔﺖ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﻭﺧﺒﺮﺍﺕٍ ﻟﻬﺎ ﺇﺳﻬﺎﻣﺎﺕٍ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺗﻘﻨﻴﺎً ﻭﺣﻀﺎﺭﻳﺎً ﻭﻋﻠﻤﻴﺎً ﻭﺻﻨﺎﻋﻴﺎً ﻭﺗﺠﺎﺭﻳﺎً ﻭﻓﻲ ﺷﺘﻰ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﻧﻬﻀﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺗﻨﻤﻴﺘﻪ . ﻫﺬﺍ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺼﺪ .
بقلم : عمر بن حسين الجفري