أتى إصدر هذ الكتاب في سياق وطني يروم إعادة هندسة منظومة الإعلام والمساعدة على التوجيه وفق مرجعية الـميثاق الوطني للتربية والتكوين، وعلى قاعدة تدابير وإجراءات البرنامج الاستعجالي الممتد على الفترة 2009 - 2012، وذلك في أفق جعل الـمتعلـم في قلب الانشغال والاهتمام، واستحضار كل الإمكانات المادية والمعنوية لصالح تفتح ملكاته، ومواكبته في إنضاج وترشيد اختياراته، ومساعدته على بناء مشاريعه الشخصية بأبعادها المدرسية والمهنية والحياتية، بتنسيق مع كل الفاعلين التربويين والاجتماعيين وفق مسعى تشاركي يحترم هويتهم ويتيح لهم فرص العمل الجماعي حول التلميذ ومن أجله.
ومن هذا المنطلق، فإن هذا الإصدار سيشكل إضافة نوعية في إشاعة أدبيات التوجيه في ثقافتنا وفي أدبياتنا التربوية ، كما يندرج في إطار دعم التوجه الجديد لوزارة التربية الوطنية الرامي إلى تعزيز مجال الإعلام والتوجيه وجعله أكثر فعالية ودينامية. وقد تم التعبير عن ذلك صراحة عبر المذكرات الناظمة لمجال التوجيه التربوي، عبر الدعوة إلى خلق تلك التعبئة الضرورية حول التوجيه واعتباره شأنا عاما يتقاسم مسؤوليته كل من هيئة التوجيه وأطر التدريس والإدارة التربوية وهيئة التفتيش بمختلف تخصصاتها والآباء والفاعلين الاقتصاديين.
وبكل تأكيد، سيوفر هذا الإصدار مادة غنية ومتنوعة جامعة لأدبيات التوجيه التربوي المتداولة في التكوين الأساس بسلك المستشارين، بمركز التوجيه والتخطيط التربوي ، بأسلوب سلس وفق ترجمة سياقية محكمة، مما سيسهم في دعم التكوين الأساس والمستمر لفائدة مستشاري التوجيه،ونشر جزء من ثقافة التوجيه على مختلف الفاعلين التربويين والاجتماعيين، في أفق الإسهام في بناء ذاكرة التوجيه التربوية أملا في خلق ذلك التراكم المفضي للتغيير في المجال.
كل هذه الحيثيات ساعدت في أن يأتي هذا الإصدار حافلا بالأفكار والمعلومات والنظريات والمقاربات، التي يفترض أن تشكل للقارئ المهتم موضوع متعة وفائدة.
الكاتب: عبد العزيز سنهجي