حتى منتصف القرن العشرين، كان مصطلح (Curriculum) يعني عند الأنجلو سكسون: "البرنامج الدراسي" لنظام تعليمي أو مؤسَّسة مدرسية، أو لمستوى أو تخصُّص معين، واستعمل كمفهوم مركزيٍّ في التربية بهذه البلدان منذ قرْن؛ حيث اهتم به البحث بشكل وافر، بينما كانت الدول الفرانكفونية غير مهتمَّة به؛ إذ كان مصطلح "برنامج تعليمي" هو المتداول في الساحة التربوية، وهو عبارة عن "لائحة المواد المُراد تدريسها تصاحبها تعليمات منهجية تُبرِّرها عند الاقتضاء، وإشارات حول الطرائق والمُقارَبات التي يَرى واضِعوها أنها الأنجع للتدريس"

لكن كيف نظر نظام التربية والتكوين في المَغرب من خلال التطور البيداغوجي مِن المضامين إلى الأهداف إلى بيداغوجيا الكفايات؛ خاصة في ظل الاختلاف الواضح بين المدرستَين الأنجلو سكسونية والفرانكفونية، إلى مفهومَي البرنامج والمنهاج؟
أ - البرنامج (Programme):

فالبرنامج هو قائمة مِن المواد الدراسية مصحوبة بإشارات منهجية، ومُرفَقة بتعليمات حول الطريقة التي يَنبغي أن تتبع في عملية التدريس.

ب - المنهاج (Curriculum):

في اللغة هو الطريق الواضح المستقيم، قال صاحب اللسان: "... طريق نهْج: بيِّن واضح... والمِنهاج: الطريق الواضح... والنهْج: الطريق المستقيم.

وقد وردَت في القرآن الكريم ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾ [المائدة: 48]، بمعنى: الطريق الواضحة التي لا لبْس فيها ولا غموض.

  أما المنهاج في الإغريقية، فتعني الطريقة التي يَنهجها الفرد حتى يصل إلى هدف معين. أما في الاصطلاح التربوي: فالمنهاج نسَق تعليمي شامل، حلقاته مُترابطة ومتكاملة فيما بينها، ومتسلسلة بشكل منطقي، يُشتقُّ بعضها مِن بعض في سياق تَنطلِق مكوناته من الكل إلى الجزء؛ حيث تُحدَّد في البداية حاجيات المجتمع مِن المؤسَّسة التعليمية، يلي ذلك الغايات، التي تمثِّل الاختيارات والتوجُّهات التربوية العامة، ثم بعد ذلك المرامي؛ أي: تحديد المواصفات المُنتظَرة للمُتعلِّمين المُتخرِّجين، مِن خلال تكوينهم تكوينًا يَستجيب للغايات التربوية والحاجيات الاجتماعية المرسومة، وذلك وَفق تخطيط منهجي مضبوط، قصد تحديد الكفايات والقدرات العامَّة المُستهدَفة، وكذا الوسائل الديداكتيكية لاكتسابها وسبُل تقويمها.

 إنه تخطيط للعمل البيداغوجي أكثر اتساعًا مِن البرنامج / المُقرَّر؛ فهو لا يتضمَّن فقط مُقرَّرات المواد، بل أيضًا غايات التربية وغايات التعليم، وكذلك الكيفيَّة التي يتسم بها التدريب والتعلُّم.

خلاصة الاختلاف بين البرنامج والمنهاج:
لقد تجاوَز الزمن هذه النظرة للبرنامج التعليمي؛ يرى دينو (1980)أنه ينبغي أن يُعبَّر عنه بما يسمى "البرنامج البيداغوجي الإجرائي"، الذي يتضمَّن قائمة النشاطات والمهارات والكفاءات والمواقف التي سيُعبِّر عنها التلاميذ في شكل سلوكيات في نهاية العملية التعليمية.

أما نهاية المنهاج، فهو مخطَّط عمل بيداغوجي أكثر شمولاً مِن البرنامج التعليمي، إنه يتضمَّن بشكل عام إلى جانب البرامج في مختلف المواد تحديدًا لغايات التربية، وتخصيصًا للنشاطات التعليمية، ثم تعليمات دقيقة حول الكيفية التي سيتم بها تقويم التعليم أو التعلم. 

المصدر: مدونة الزهراء التعليمية

WWW.moyoultarbawiya.net

أضف تعليق


كود امني
تحديث