يُعتبر النحو العربي أحد فروع اللغة العربية، وهو علم يهدف إلى تقنين القواعد والتعميمات التي تصف تركيب الجمل والملمات وعملها في حال الاستعمال اللغوي. وتعدّ مهارة التفكير العليا من المهارات الأساسية في النحو العربي؛ انطلاقا من هذا الأمر، يمكن تناول الجوانب التالية:
 
* مفهوم مهارات التفكير العليا:
  نَبعَت مهارات التفكير العليا من أعمال بلوم عندما صنف المستويات المعرفية إلى ستة مستويات تبدأ بالتذكّر، والفهم والتطبيق، ثمّ التحليل، والتركيب، وأخيراً التقويم. ومنذ ذلك الوقت تمّ تقسيم مهارات التفكير إلى مهارات أولية (أساسية) تمثلها المستويات الثلاثة الأولى، ومهارات التفكير العليا تمثلها المستويات الثلاثة الأخيرة من تصنيف بلوم. 
 
  فمهارات التفكير العليا هي نوع من المهارات التي تجمع بين مهارات التفكير الناقد ومهارات التفكير الإبداعي؛ أي أنّها نوع مكافئ لإدماج كلا النمطين (التفكير الناقد، والتفكير الإبداعي)، حيث إنّ التفكير الجيد هو ذلك التفكير الذي يتكوّن من مجموعة من القدرات الناقدة والإبداعية، وتعدّ القواسم المشتركة بين كلا النوعين هي ما يُطلق عيه اسم مهارات التفكير العليا.
وقد عُرّفت هذه المهارات بأنّها مجموعة من العمليات العقلية، التي تتمثّل في عمليات المراقبة والقياس، والاستنتاج، والتنبؤ، والتصنيف، وجمع البيانات وتسجيلها، علاوة على تفسير هذه البيانات أو المعلومات.
 
  أو هي تلك المهارات الأساسية اللازمة في توظيف تعليم النحو، إذ يمكن أن تستخدم في خدمة عمليات ما بعد الإدراك، وعمليات التفكيك أو التفكير الناقد والإبداعي، وهي وسائل لأهداف محددة مثل التحليل الناقد لحجّة ما.
كما عُرّفت مهارات التفكير العليا بأنّها عمليات عقلية تتضمّن كلاّ من مهارات التفكير الناقد، والتفكير الإبداعي، وتتضمنّ الجانب الإنتاجي للتفكير الذي يشمل الفهم، والتفسير، والحكم الجيّد على الأشياء، والتوصّل إلى المعاني.
 
* أهمّية تعليم مهارات التفكير العليا في النّحو:
لاستجلاء المفهوم السابق يجب إبراز أهمية مهارات التفكير العليا في النحو لطلاب المرحلة الثانوية. وهذا ما سيتم كالتالي:
 
أولا: أهميتها للطلاب:
1. مساعدتهم للنظر في القضايا المختلفة من وجهات نظر الآخرين.
2. تقييم آراء الآخرين في كثير من المواقف. والحكم عليها بنوع واضح من الدّقة.
3. تحرير عقولهم وتفكيرهم من القيود، أثناء الإجابة عن الأسئلة الصّعبة.
4. الإلمام بكيفية التعلّم، وبالطّرق والوسائل التي تدعّمه.
 
ثانيا: أهميتها بالنسبة للمدرسين:
1. مساعدتهم في الإلمام بمختلف أنماط التعلّم، ومراعاة ذلك في العملية التعليمية.
2. زيادة الدّافعية والنّشاط والحيويّة لدى المدرّسين.
3. جعل عملية التّدريس تتّسم بالإثارة والتشويق.
4. رفع معنويات المدرّسين، وزيادة ثقتهم بأنفسهم.
 
في ضوء ما سبق تتضح أهمية مهارات التفكير العليا في النحو لطلاب اللغة العربية، وتحديداَ فيما يلي:
1. تنمي لديهم الفهم الصحيح للتراكيب اللغوية بناءً على فهم العلاقات الرابطة بين أجزائه.
2. تدريبهم على تصنيف حالات الاتفاق أو التشابه أو القواسم المشتركة في القاعدة النحوية.
3. تكسبهم مهارة القياس النحوي الجيّد.
4. تنمي لديهم حسن الاستدلال، والتحليل للظواهر النحوية.
5. تدربهم على جودة التفسير والتعليل النحوي؛ بما يمكّنهم من تنمية ملكاتهم العقلية.
6. تكسبهم مهارة تعميم الحكم النحوي بعد قيامهم بعملية استقراء ناقص للقاعدة.
 
* تصنيف مهارات التفكير العليا في النحو العربي:
سعيا لتحديد قائمة بمهارات التفكير العليا في النحو لطلاب اللغة العربية، يمكن ذكر العناصر التالية:
1. مهارات التركيز وتتضمّن: الإحساس بالمشكلة، وتحديدها، وتحديد الهدف أيضا.
2. مهارات جمع المعلومات، وتشمل: الملاحظة، والاستدعاء أو التذكر، والتساؤل.
3. مهارات تنظيم المعلومات، وتتضمن: التمثل، والمقارنة، والتصنيف، والرتبة.
4. مهارات تحليل المعلومات، وتشمل: تمييز وتوضيح المكونات والصفات، وتحديد العناصر الأساسية.
5. مهارات توليد الأفكار، وتشمل: الاستنتاج، والتوقع أو التنبؤ، واكتشاف التراكيب الخارجية ذات الصلة بالموضوع، وإعادة البناء.
6. التركيب، وتتضمن: التلخيص، والتكامل، وتنمية المخرجات.
7. التقويم والتطبيق، وتشمل: تحديد المعايير الضرورية للحكم، والتنوع، والمراجعة، والانتقال أو التحول.
 بقلم: ماهر عبد الباري (بتصرف)

أضف تعليق


كود امني
تحديث