قلتُ لها:
بين السَّطرِ والسَّطرِ
ينتهي عمرٌ ويبدأُ عمر..
بين السَّطرِ والسَّطرِ
فواصلُ
ونقاطٌ
وعلاماتُ استفهامٍ
وتعجُّبٍ
وحبٌّ
ووجعٌ
وحنينٌ
وقهر ..
بين السَّطرِ والسَّطرِ
عتمٌ وضوء
وحكاياتٌ تقرأُ الحكايات
وآياتٌ تنسخُ آيات ..
بين السَّطرِ والسَّطرِ
تفرح كلماتٌ
وتنتحبُ كلمات..
بين السَّطرِ والسَّطرِ
تاربخٌ غامضٌ
وتاريخٌ مقروء
وقصَّةٌ تُحاكي الأساطير
وكتابٌ مقموع ..
بين السَّطرِ والسَّطرِ
تتَّقدُ شموعٌ
وتنطفئُ شموع
يُولدُ حبٌّ
ويموتُ حبُّ
نبكي فرحاً
ونبكي حزناً
فنثملُ وتثملُ الدُّموع ..
بين السَّطرِ والسَّطرِ
صلاةٌ وخشوع
إيمانٌ ويقين
وامرأةٌ من طُهرٍ
وضوءٍ
كانت أوَّلَ الحكايةِ
وكانت آخرَ الحكاية
حين ابتسمتْ القناديلُ
كانت البدايةُ
وحين انطفأتْ القناديلُ
كانت النِّهاية ..
بين البدايةِ والنِّهايةِ
تُولدُ البداية
والمسافةُ بين النِّهرِ والنَّهرِ
غواية..
أصغيتُ إلى النِّداءِ
فبكيتُ
أصغيتُ إلى صوتِ الحنينِ
فانتشيتُ
وعدتُ كما ابتدأتُ
أُقيمُ وراءَ الكلماتِ
أُقلِّبُ الأوراقَ
وأقرأُ القصائدَ المنثورةَ كالنُّجوم
أشربُ معها قهوةَ الصَّباح
والمساء
تجلسُ أمامي على الكرسي العتيق
ويدي تتهجَّى خصائلَ شعرِها المجنون
وترسمُ على الجبينِ قبلةً
وقبلةً بين العيون..
بقلم: عاطف الدرابسة