شجار الأقران غير المؤذي ليس شيئًا غريبًا بين الأطفال، فهو في الأساس لا يتعدى كونه مزاحًا، ولكنه قد يشكل أحيانًا تهديدًا خطيرًا إذا حدث من مجموعة ضد فرد واحد، أو من شخص كبير ضد آخر أصغر سنًّا.
يمكن أن يتعرض طفلك لهذا في المدرسة أو الملعب أو في طريق عودته للمنزل، وأنت لست موجودًا دائمًا لحمايته. لذا فمن المهم جدًا التحدث معه عما عليه فعله إذا تعرض لموقف كهذا خاصة إذا تعرض للضرب مرات عديدة من قبل.
ما العمل؟.
إحدى الطرق لتجنب المواجهة الجسدية في المواقف التي تهدد طريقه:
إذا كان طفلك يعلم مكان تجمع الأولاد، لا سيما العنيفة فعليه تجنب هذا المكان، وهذا ليس جبنًا بل الحل الأكثر حكمة. قد يتعرض طفلك في كثير من الأحيان لمثل هذه المواقف في أماكن أخرى غير الطريق، ولكن كقاعدة عامة إذا اضطر فجأة لمواجهة مجموعة من الأطفال الذين يمكنهم افتعال شجار قد يؤدي إلى تشابك بالأيدي فعليه إما الهروب وإما عدم استفزازهم.
1 - الدفاع الفعلي والحفاظ على الهدوء:
إذا تم سب طفلك فيجب عليه محاولة الحفاظ على هدوئه. فالأفضل عندما يتحدث مباشرة مع من يسبه ويسأل عما يدور فتكون أجوبته بــ : (لا أريد إزعاجًا)، إن كانت هناك مشكلة إذًا، دعنا نتناقش فهذه الأجوبة تحبط المشاغبين. لأنهم يتوقعون رد يبرر لهم العنف الجسدي.
يجب أيضًا تجنب الإهانات والتعامل مع السخرية لأن الردود تؤدي فقط إلى إهانات جديدة. بطبيعة الحال في مثل هذه المواقف تعد الثقة بالنفس أمرًا بالغ الأهمية، فمهم جدًا أن يبقى طفلك هادئًا لأن الخصم أذا رآه عصبيًّا وغير هادئ فهذا سيجعل منه فريسة سهلة.
2 - كيف يمكنك مساعده طفلك:
إذن كيف يمكنك مساعدة طفلك في بناء ثقته بنفسه والحفاظ على هدوئه لكي لا يكون الضحية المفضلة للآخرين في مواقف العنف؟
يجب عليك أولًا أن توضح لطفلك أن الأطفال الذين يتجهون للعنف سريعًا لديهم مشكلة، فهم محبطون للغاية ولا يجدون طريقة أخرى للتخلص من إحباطهم. فبعضهم يفتقر إلى الثقة بالنفس ويريد إثبات نفسه من خلال ضرب الآخرين، والبعض يريد أن يبرز في مجموعة ما من خلال اتسامه بالعنف.
قد تتعدد أسباب تعرض طفلك للضرب، ولكن عليه أن يعرف أنه لا علاقة لشخصه أو قيمته بما يحدث إذا أصبح ضحية. لأن الضحية في العادة هو الطفل الذي يبدو ضعيفًا في نظر المعتدي إما لأنه أصغر سنًّا أو لأنه مختلف فحسب. حاول أن تلعب مع طفلك في البيت فتقوم أنت بدور المعتدي، وطفلك يكون في وضع تهديد وعليه أن يجرب طرق تعامل مختلفة، حيث يساعده هذا على التصرف بذكاء في حالات العنف.
3 - تعزيز ثقة طفلك بنفسه:
المشكلة هي أن العنف الجسدي يمكن أن يضعف ثقة الطفل بنفسه بشكل كبير، وهذا قد يجعله ضحية مرارًا وتكرارًا. إذا عاد طفلك إلى المنزل مضروبًا فلا تمطره بالأسئلة، ألم تهرب؟ ألم تدافع عن نفسك؟ هل طلبت المساعدة؟ أو ما شابه ذلك، فهذا لن يساعد طفلك إلا قليلًا، فالأكثر أهمية في هذه الحالة هو راحة طفلك وتعزيز ثقته بنفسه.
ترجمته: راندا خطاب ؛ الكاتب: Gewalt unter Kindern - Wenn Ihr Kind zum Opfer wird