فكانت المصانع وأرباب العمل لا يهمهم إلا أن يقوم العامل بأداء عمله فقط دون الاهتمام بميله أو حتى رضاه عن هذا العمل، لذا جاءت نظرية بارسونز التي تفترض أن التكيف المهني يزداد عندما تنسجم خصائص الفرد وميوله مع المهنة وذلك ينعكس بشكل كبير على العائد.
وتشكل الميول جانباً مهما في تحديد الأنشطة التي يسعى الفرد للقيام بها كنتيجة لميله لها, ولقد أشار سجبرج 1984 Sober إلى أن للميول تأثيراً كبيراً على تحديد المجالات والمواقف التي يزج بها الفرد بنفسه فيها, مثل مواقف التحصيل والمواقف الاجتماعية, لذلك تعد إحدى مصادر الفروق الفردية المهمة التي لابد من الالتفات إليها, خاصة إذا علمنا أن دراستنا لها سوف تفسر لنا إقبال بعض الطلاب على أداء بعض الأعمال وتفور البعض الآخر من أداء هذه الإعمال.
تعرف الميول:

- الميول جمع كلمة [ ميل ] وعرفها جيلفورد بـ : هو نزعة سلوكية عامة لدى الفرد تجذبه نحو نوع معين من الأنشطة.
- ويعرف سترونك: الميل هو استعداد لدى الشخص يدعو إلى الانتباه وجدانه.
- و الميل أيضا : هو شعور يصاحب انتباه الشخص، واهتمامه بموضوع ما.
وتبرز أهمية دراسة الميول كما يلي:

1- التوجيه التربوي والمهني: حيث يبرز ذلك في أهمية الميول في تحديد وتوجيه حياة الأفراد التعليمية، وحياتهم المهمنية كذلك.
2- الاختيار والتصنيف: حيث تستعمل الميول لاختيار الموظفين الذين يلتحقون بمهنة معينة.
3- البحث التربوي والاجتماعي: حيث يستخدم الباحثون الميول لاكتشاف التغيرات والاستقرار في المجتمع.
4- تعتبر أداة اتصال مباشرة بين المرشد النفسي والطلاب.
5- تعتبر وسيلة مفيدة تساعد على المناقشة بين الطالب ووالديه.
6- تستعمل كدليل لمساعدة الشخص على التكيف وتطوير خططه المهنية.
7- تساعد الناس على فهم عدم رضاهم الوظيفي.
8- عمل بعض الإحصاءات اللازمة بناء على مقاييس الميول.
9- دراسة العلاقات الشخصية الداخلية مثل زواج ذوي الميول المتشابهة.
10- دراسة سلوك المجتمعات.
11- المساعدة في تصميم الوظائف والظروف المحيطة بها بناء على ميول الناس
أهمية الميول في العلمية التعليمية:

- تساعد الميول على تقديم المواد الجامدة في قالب سعيد وسار, لأنها تمثل طاقة فعل يمكن أن تنشط عمليات التعلم, وبالتالي فإن استثمار ميول كل مرحلة عمرية وتوظيفها يمكننا من تحقيق التعلم الكفء والذي يمكن أن يترك أثره في حياة الفرد وينتقل أثره إلى أعمال أخرى.
- تساعد الميول في التنبؤ بأداءات الأفراد شرط أن يتوفر قدر من القدرة المناسبة لأداء الأنشطة.
- بمعرفة ميول الأفراد يمكن تنظيم العمل الصفي, حيث يوكل كل طفل الأعمال التي تتناسب مع ميوله, فمن لديه قبول على المسائل يمكنه أن يساهم في حل المسائل الحسابية والمساهمة في الاشتراك في الرحلات, وجمع التبرعات.. الخ, كما أن الذي لديه ميول إقناعية يمكنه أن يقدم الأطروحات أو الاقتراحات في مجلس إدارة المدرسة كما يمكنه عرض الأبحاث...
آراء العلماء في ميول المتعلمين:

أولاً: علماء العرب :
- الإمام الغزالي : وقد نادى بمراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين، ونبه إلى ضرورة الترويح عن النفس واللعب أثناء التعليم،وكما نادى بالتدرج في التعليم أثناء تعليم الطفل
- أبن خلدون : وقد نادى بعدم إرهاق الطفل أثناء التعليم ومرعاة حالته النفسية وما يميل إليه

ثانياً: علماء الغرب
هناك الكثيرون من الكتاب أحدثت أفكارهم في ذلك العصر ثورة عظيمة. من القرن السادس عشر إلى الآن يوجد أفكار وكل عالم يبث رأيه بعد العالم الذي سبقه وهكذا. وبالتالي أصبحت الحصيلة تراكمية لأفكار هؤلاء العلماء وغيرهم.ومن هؤلاء العلماء نجد؛
- روسو : أعطى الطفل الحرية ليكتسب الخبرة،وضرورة أن يتعلم من خلال تجاربه الشخصية والحرية وفق ميوله وما يرغب في تعلمه.
- بستالوتز: هدف التربية ليس الحشو ولكن الهدف تهيئة الجو لنموها أي أن كل شيء موجود ويجب أن نترك له المجال لنموها (الحرية).
- فروبل : وقد ركز على مبدأ النشاط الذاتي. وهو الذي تسيطر عليه دوافع الفرد النابعة من ميوله الخاصة
- مارجريت وماكميلان، وقد أكدتا على أن الحرية في التعليم تساعد على تنمية القدرات العقلية لدى المتعلمين.
- مانتسورى: وقد نادت بضرورة احترمت استقلالية الطفل وإعطائه الحرية ومرعاة ميوله وما يرغب في تعلمه.
- جون ديوي : وجه نقدا كبيرا للنظام التعليمي الموجود وطريقة التعليم والمناهج وأشار إلى أنها حشو للطلاب ولا تراعى ميول واحتياجات المتعلمين.
- بياجيه: أشار إلى ضرورة فهم النمو العقلي للطفل وتهيئه البيئة بالخبرات التي تساعد على تطويره.
مناهجنا وميول المتعلمين:

يمثل المنهج الدراسي نظاماً فرعياً من نظام رئيسي أكبر هو التربية، ومن ثم تنعكس عليه كل ما يصيب التربية من متغيرات، وكل ما يمتد إليها من آثار لكونها أيضا نظاماً فرعياً لنظام كلي أشمل هو المجتمع، والمنهج الدراسي فوق هذا كله هو المؤسسة المنوط به ترجمة الفلسفة التربوية إلي أساليب تدريس وإجراءات تأخذ طريها ليس إلي المدرسة فقط بل إلي حجرة الدراسة ذاتها.
وقد أهمل المنهج بمفهومه التقليدي التلميذ وركز على المعرفة والمعلومات التي تزود بها المدرسة التلميذ واستمر الحال على هذا النحو سنوات طويلة.

                                    
   المصدر: محلة علوم التربية (بتصرف)