1 - تعريف البيداغوجيا غير الموجهة: يطلق هذا الاسم على طريقة بيداغوجية، وتتمثل في عدم ممارسة أي ضغط على العميل، وعدم فرض أومر صارمة عليه.
2 - تعريف الاتجاه غير الموجه: هو الامتناع عن الضغط على الشخص ( فرد أو جماعة ) لتوجيه أو اقتراح إشراف على إدراكاته وتقييماته أو اختياراته بدلا منه.
ان الاتجاه غير الموجه يستلزم "الثقة " في قدرات الشخص على التطور والتسيير الذاتي.
3 - رواد هذا الاتجاه: طور هذا الاتجاه من طرف كارل روجرز، انطلاقا من خبرته في مجالي العلاج النفسي والارشاد. وظهر هذا الاتجاه كرد ودفاع ضد الاتجاه الموجه.
4 - استخدام عبارة "اتجاه غير الموجه":
استخدم " كارل روجرز " في الأول عبارة " غير موجه " لتمييز تقنية في مجال العلاج النفسي تتميز بـ: التفاعلية اللاتقييمية، السهولة والإصغاء، ثم فيما بعد استبدل هده العبارة بعبارة ثانية، ولقد وجد فيما بعد ميل إلى (centrée sur la personne) "هي" متمركز على الشّخص.
تعميم هذا الاتجاه الى ميادين عديدة منها "التعليم " وفي هذه الحالة الأخيرة يتكلم كارل روجرز عن" (enseignement centré sur l'étudiant) التعليم المتمركز على الطالب".
5 -  التطور الحاصل في الاتجاه غير الموجه: طور كارل روجرز "الاتجاه غير الموجه" فاستخدمه في تنشيط الجامعات، والعلاقات البيداغوجية.
6 - فرضية الاتجاه " غير الموجه ":
ينطلق الاتجاه أو البيداغوجية "غير الموجهة" من فرضية مفادها أن كل معرفة ذات معنى (دلالة) بمعنى معرفة تساعد على تغيير طرق التفكير والسلوك، تتم بواسطة تعلم، وهذا الأخير، أي التعلم، لا ينقل من الخارج وإنّما هو ناتج عن تجربة شخصية.
تتلخص الوظيفة البيداغوجية في إيجاد إطار يسمح بإنجاز (تحقيق) سيرورة "التعلم" بالاعتماد على دوافع، واهتمامات، وخطوات (طريقة) العميل، وهذا الأخير يتحمل مسؤوليتها و تسييرها.
7 - ما ليس هو اتجاه غير الموجه:
- الاتجاه غير الموجه لا يعني اتخاذ موقفا كامنا (سلبيا) وترك العميل (المفحوص) يفعل ما يشاء.
- لا يمكن اختزال الموقف غير الموجه في كونه مجرد تقنية، لأنه في الأصل هو وضع، وإصغاء، وفهم وصدق في علاقة المساعدة التي تعتبر علاقة بينشخصية عميقة.
8 - مميزات الاتجاه غير الموجه: يتميز هذا الاتجاه بموقف خاص للمعالج أو المرشد أمام العميل، ويتلخص في تفاديه لأي تدخل موجه، والتدخل الموجه يتم فيه فرض او اقتراح وجهة نظره ونسق قيمه وأهدافه لتأخذ مكان وجهة نظر ونسق قيم وأهداف العميل.
9 - ايجابيات الاتجاه غير الموجه: يسهل التطور والنضج عند العميل وذلك بتبني موقف "تفهم ومشاركة وجدانية " و"توافق" و"انتباه ايجابي" متمركز على الشخص أكثر من تمركزه على المشكل ذاته. ويظهر هذا خاصة من خلال المقابلة، حيث يقوم المعالج بإعادة صياغة المشاعر والمضامين المعبر عنها من طرف العميل وتلعب إعادة الصياغة هنا دور المرآة العاكسة لخطاب العميل عن ذاته، وتوضيح ما يعبر عنه العميل للتمكين من أخذ الوعي.
10 - مجالات الاتجاه غير الموجه: هناك عدة مجالات منها:
* علاقة المساعدة؛
* الإرشاد؛
* تنشيط الجماعات؛
* العلاقات البيداغوجية؛
* المقابلة.
11 - التعليم المتمركز على العميل:
يعرف هذا التعليم، من طرف كارل روجرز بأنه الخبرة أو التجربة التي يكونها الطالب (التلميذ) عن ذاته، مصحوبا بنشاط من طرف المعلم، الذي يتعلم هو بدوره، فهو ليس مقدما فقط للمعرفة.
لقد أصبح التعليم غير الموجه، في الوقت الحالي ـ تقنية تنشيط تحض (تحث) على الكلام والاتصال داخل مجموعة التكوين.
12 - التنشيط في الجماعة:
يكون المنشط غير الموجه مهتما بتسهيل اللقاء والاتصال بين المشاركين، ويصاحب التطور التلقائي للجماعة.
13 - أدوات الاتجاه غير الموجه: "المقابلة غير الموجهة".
أهم أداة هي "المقابلة غير الموجهة":
+ تعريف المقابلة غير الموجهة: هي تقنية مقاربة شخصية وأحيانا جماعيا، تقوم على طرح سؤال عام أو سؤال حول موضوع معين، بحيث يأخذ المطبق للمقابلة (المحاور- المعالج - الفاحص ) موقفا محايدا، وهو لا يبحث عما يفكر فيه المفحوص ولا حاجاته المباشرة الى موضوع معين، وإنما يبحث عن رغباته الشخصية العميقة والمقاومات التي تؤثر على سلوكه.
+ خصائص المقابلة غير الموجهة: عرفت المقابلة غير الموجهة انتشارا واستخداما متعددا ليس فقط في حقل "علاقة المساعدة" وإنّما أيضا كتقنية تحقيق في العلوم الإنسانية.
- يمكن استخدام المقابلة غير الموجهة في كل مرة نريد فيها استكشاف المعاش الذاتي للشخص، وعالمه القيمي، و دوافعه، وتصوراته، وعلاقاته ومواقفه من موضوع معين.
- يميل الفاحص في المقابلة غير الموجهة الى الانمحاء أمام المفحوص ومحاولة إعادته إلى "خطابه التلقائي" وذلك بواسطة ثلاثة أفعال: استكشاف، إعادة الصياغة و التوضيح.
- يهدف الفاحص إلى بروز العالم الخاص بالمفحوص مع أدنى درجة من التداخل والتنبيه من الفاحص.

بقلم: بوفولة بوخميس

أضف تعليق


كود امني
تحديث