مقدّمة

 تعد نظرية «ماسلو» في تدُّرج الحاجات من أفضل النظريات التي عملت على تغطية الحاجات الإنسانية، قام «أبراهام ماسلو» بتأسيسها، البعض الآخر سمّاها نظرية تدرج الحاجات. قام «ماسلو» بمراقبة المرضى الذين يأتون إلى عيادته باعتباره متخصص في علم النفس التحليلي.

 كان الافتراض الأساسي لهذه النظرية أنّ الفرد إذا تربّى في بيئة لا تقوم على إشباع حاجاته، فإنّه من الممكن أن يكون غير قادرٍ على التكيُّف وعمله يكون مختلاً، قام «ماسلو» على تقسيم الحاجات الإنسانية إلى خمس فئات تنتظم في هرم، حيث يبدأ الشخص في إشباع حاجاته الدنيا ثم التي تعلوها.

أولا: هرم «ماسلو» (الحاجات الأساسية):

 هي نظرية نفسية ابتكرها العالم أبراهام «ماسلو» وتناقش هذه النظرية ترتيب حاجات الإنسان، حيث يرى فيها أن الناس عندما يحققون  احتياجاتهم الأساسية، يسعون إلى تحقيق احتياجات ذات مستويات أعلى فيصلون لتحقيق الذات وتقديرها. وتتلخص هذه النظرية في الخطوات التالية:
       * يشعر الإنسان باحتياج أشياء معينة، وهذا الاحتياج يؤثر على سلوكه، فالحاجات غير المشبعة تسبب توتراً لدى الفرد فيسعى للبحث عن إشباع لهذه الحاجات.
       * تتدرج الحاجات في الهرم، فيبدأ بالحاجات الأساسية اللازمة لبقاء الفرد ثم تتدرج في سلم يعكس مدى أهمية الحاجات.
       * الحاجات غير المشبعة لمدد طويلة قد تؤدى إلى إحباط وتوتر حاد قد يسبب آلاما نفسية ويؤدي ذلك إلى العديد من الحيل الدفاعية التي تمثل ردود أفعال يحاول الفرد من خلالها أن يحمي نفسه من هذا الإحباط. يتكون هرم «ماسلو» من خمس مستويات للاحتياجات، من الأسفل إلى الأعلى:
         1 - الفيسيولوجية (العضوية)؛
         2 - السلامة والأمان؛
         3 - الحب والانتماء؛
         4 - الاحترام والتقدير؛
         5 - إدراك وتحقيق الذات؛
1 - الحاجات الفسيولوجية :يحتاج الإنسان في المرحلة الأولى من حياته العملية، تأمين حياته المعيشية و التي تضمن له البقاء حتى يتمكن من العيش الكريم.
2 - الحاجات إلى الأمن :يحتاج الإنسان في المرحلة الثانية من حياته العملية للإحساس بالأمان. كالأمان الوظيفي و الأمن الأسري و ضمان المستقبل.
3 - الحاجات الاجتماعية :يحتاج الإنسان في المرحلة الثالثة أن يكوّن له جماعة مثل الصداقات و الرغبة في مساعد الآخرين و الرغبة في مساعدة الناس لشخصه.
وقد أوضحت الدراسات أن جو العمل أو البيت الذي لا يستطيع إشباع هذه الحاجات يؤدي إلى اختلاف التوازن النفسي لدى الفرد حيث يصبح أكثر عرضة للقلق والعزلة الاجتماعية والاكتئاب.
4 - حاجات التقدير :يحتاج الإنسان في المرحلة الرابعة إلى كسب احترام الناس و تقديرهم و الرغبة في الظهور والتميز لذلك في العمل مثلاً إن المدراء الذين يركزون على حاجات التقدير كمحرك لدوافع العاملين.
تتحقق أهداف مشاريعهم على عكس من يقلل من إمكانيات الفرد في المؤسسة. ومثلها في البيت فالآباء يسعون لتحفيز الأبناء ورفع قدراتهم .
5 - الحاجة إلى تحقيق الذات :يحتاج الإنسان في المرحلة الخامسة أن يحقق الصورة التي يتخيلها لنفسه. وفيها يحاول الفرد تحقيق ذاته من خلال تعظيم استخدام قدراته ومهاراته الحالية والمحتملة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات.

ثانياً: نقد نظرية هرم «ماسلو» للاحتياجات:

 *افترضت النظريّة التدرُّج في تحقيق الحاجات، ذلك عكس ما يحدث في بعض الأحيان، حيث نرى الكثير من الأشخاص يقومون أولاً على تحقيق الذات ومكانتهم الاجتماعيّة المرموقة والمستوى الرفيع، ثمّ يقومون بتحقيق الحاجات الأُخرى مثل عمل أسرة وبناء العلاقات الاجتماعيّة المختلفة.

* أصرَّ الكثير من الأشخاص في الحصول على الإشباع بشكل متزايد لحاجاتٍ معيّنة، ذلك عكس ما تفرضه هذه النظريّة من انتقال الشخص لإشباع حاجات أخرى عند تحقيقه للحاجات السابقة.

* قامت النظريّة على تجنُّب تحديد كمية الإشباع المطلوبة من الشخص للانتقال بعد ذلك لإشباع الحاجات الأخرى.

* افترضت النظريّة أنّ الشخص ينتقل من إشباع الحاجات الأولية، أي الدنيا ثمّ يقوم بإشباع الحاجات الأخرى العُليا مع أنّه يوجد الكثير من الأشخاص الذين يقومون على إشباع حاجاتهم العُليا والدُّنيا في نفس الوقت.

* لم تهتم النظرية للجانب الرُّوحي والدِّيني الذي يعتبر ذو أهميّة كبيرة لدى الكثير من الناس.

منهل الثقافة التربوية (بتصرف)

أضف تعليق


كود امني
تحديث