قالت قطرة المطر الكبيرة، التي تناثرتْ على الرّخام لقطرة المطر الصغيرة المنزلقة عميقاً في تراب الحقل:
- يالكِ من قطرة مطر غير محظوظة!
تعجبت القطرة الصغيرة من الحديث الذي سمعته توا، فسألتها:
- لِمَ تقولين ذلك؟!
ردّتْ القطرة الكبيرة باستهزاء:
- أنا جعلتُ الرّخام يلمع بينما أنتِ ضعتِ تماماً!
قالت القطرة الصغيرة بثقة:
- لكني وسط نباتات الحديقة؟!
ضحكت القطرة الكبيرة وقالت باستخفاف:
- هل تقصدين تلك النباتات الذابلة والأشجار اليابسة؟!
ردّتْ القطرة الصغيرة بصوت حزين:
- يا لكِ مغرورة!
ضحكت القطرة الكبيرة قبل أن تقول:
- ستظلين وحيدة في الحقلِ بينما أنا ازداد لمعاناً وبريقًا!
لم تجب القطرة الصغيرة والتزمت الصمت بينما كانت تنظر للقطرة الكبيرة التي راحت تتمايل يميناً وشمالاً..
مر موسم الشتاء وذاب كل شيء بقدوم الربيع الذي جلب معه الفرح والعصافير!
تفتحت زهور الحديقة ولبست الأشجار التي سقتها قطرة المطر الصغيرة ثوبها الأخضر، أما الرخام، فقد شرقت عليه الشمس ولم يعد للقطرة الكبيرة أي أثر!.
بقلم: فوز حمزة