مقدمة
إن تربية الأبناء مسؤولية عظيمة وحساسّة جدّا وخاصة في زمننا هذا، نظرا لكثرة المتغيرات والأحداث وانفتاح العالم وتغير المفاهيم .وتبقى حال الطفل شاخصة أمام المربي (ة) أثناء التعامل معه، كما هي بالفعل حال المريض أمام الطبيب أثناء معالجته،إذ، يراعي حالته ومقدرته ومزاجه وطبعه وميوله ورغبته وإصراره وإرادته... لتحقق عملية التربية النتائج المرجوة " وهذا هو الأساس الذي من المفترض، في معاملة الكبار للأطفال الصغار في كلّ وقت وحين.
لكن، يصعد كثيراً على بعض الآباء والأمهات منح أطفالهم كل ما يلزم من وقت وسعة صدر في التعامل، ولذلك بدعوى كثرة المشاغل والاهتمامات، ولذلك يختلف أسلوب التعامل مع الطفل من شخص لآخر ومن طفـل لطفـل ومن أسرة لأسرة... وعلى الرغم من كون هذا الموضوع يبقى متشعباُ وواسع المدى، إلاّ أنه يمكن تناوله على النحو التالي بطريقة مبسطة ووفق نقاط محددة من خلال الإجابة عن سؤالين اثنين فقط:
- 1 من هــو ابنـي ؟
- 2 ما هي المهارات الواجب تنميتها لديه ؟
السؤال الأول : من هو ابني؟
من هو ابني ؟ ويمكن لكل أم أن تجيب عنه بسهولة على سبيل المثال ما سنه ؟ ما قدراته ؟ ما ميوله ؟ ما رغباته ؟ ووفق كل مرحلة عمرية من المفترض أن هناك مهارات يجب أن يجيدها الابن في كل مرحلة حسب طبيعتها ، وعلى هذا ينبغي على الأم أن تتفهم طبيعة كل مرحلة وطبيعة المهارات التي يكمن لابنها أن يمتلكها فى تلك المرحلة ، وعليه يجب أن تكون توقعات الأم تجاه طفلها متسمة بالواقعية والمرونة ، فلا تطالب ابنها بمهارات أعلى من قدراته الفعلية، وعلى النقيض لا يجب عليها أن تهمل طفـلها .
ونهمس في أذن كل أم بأن عليها أن تدرك أن الهدوء والحب وإجادة اللعب بمثابة المفتاح الذي نفتح به الباب لكي يتعلم الابن المهارات اللازمة ، كما يجب على الأم أن تتقبل الفروق الفردية الموجودة بين الأطفال ، وأن تكون على يقين بأن الله سبحانه وتعالى قسم الجمال والأرزاق والقدرات... الخ بين الخلق . كما يجب على الأم أن تسمح لابنها بالخطأ وعليها أن تصححه بهدوء ودون انفعال .
السؤال الثاني: ما تلك المهارات الواجب تنميتها لديه ؟
فالمهارات عديدة ومتنوعة ويمكن أن يكتسبها الإنسان أو يتعلمها ، ولكننا سوف نركز على مجموعة من المهارات التي نستشعر قيمتها وأهميتها ومنها :
- الثقة في الذات؛
ـ الاعتماد على النفس؛
ـ الاستقلالية؛
ـ اتخاذ القرار؛
ولعلنا ندرك أن المهارات السالفة الذكر بمثابة سلسلة متشابكة من المهارات والسؤال الآن كيف تبدأ الأم مع طفلها في تعلم المهارات السابقة ؟
على الأم أن تترك العنان بالتدريج للابن في تولى إدارة شؤونه بنفسه ، انها تسلمه عصا القيادة وتتابع خطواته عن قرب وهى إلي جانبه لتتأكد أنه بخير ، وعليه يجب عليها أن تتخلى وبالتدريج عن حقها في أن تختار كل شيء يتعلق بنواحي حياة الطفل ، وان تتيح له فرصة ممارسة حقه في أن يختار ويتحمل مسؤولية هذه الخيارات .
نصائح للأم :
* ونصيحة أخرى نهمس بها في أذن كل أم أنّ" عليها أن تعلم طفلها أن يحكي لها كل شيء يدور في حياته كأن يحكي لها مثلا: ماذا حدث له منذ أن ذهب إلي الحضانة في الصباح إلي أن عاد إلي البيت بروح إيجابية، ولعل المغزى من هذا يتمثل في كونه يصبح أكثر قربا من والدته .
* على الأم أيضا أن تعلم طفلها بالتدريج، كيف يكون مستقلاً في حياتها، وتصرفاته في الكثير من الأحيان صحيحة ومتّزنة، وهذا طبعاً دون تشدد في التعامل مع أخطائه، والتي تعد في مسار نموه فرصاً ثمينة وحقيقية للتعلّم. وذلك مرتبط جدليا وعضويا بحسن التعامل معها.
إعداد: ميول تربوية