قصة وعبرة:
ولد يبلغ من العمر 9 سنوات. في كل يوم يذكره والده بضرورة وضع دراجته الهوائية في المراب في نهاية اليوم وشرح له مرارا أن ترك الدراجة في الخارج قد يضرها بسبب الطقس العاصف أو قد يؤدي إلى سرقتها.
طبعا قام الوالد بتذكير ابنه عدة مرات إلى أن تعب من ذلك واخبره أن من مسؤوليته الحفاظ على دراجته من الضرر أو السرقة.
ما حصل في الواقع أن الطقس ساء بشكل كبير والحق ضررا كبيرا بالدراجة , ومن الواضح ان هذا الضرر كان نتيجة طبيعية لسلوك الفتى.
عندما اكتشف الفتى أن الدراجة تضررت استاء كثيرا وطلب من والده إصلاح الدراجة.
ماذا تتوقعون رد فعل الوالد على طلب ولده؟
ماذا سيكون ردكم لو أن الموقف حصل معكم؟
طبعا أغلبنا سيقول: " ألم أقل لك ذلك؟ ألم أنبهك عشرات المرات على أن هذا قد يحصل؟".
إلا أن الوالد لم يقل ذلك بتاتا...
إن الطريقة التي يتصرف بها الأهل في مواقف من هذا النوع تلعب دورا كبيرا في تعليم الطفل الانضباط وتحمل مسؤولية أفعاله مهما كان نوعها.
لاحظوا أن الوالد مسبقا كان قد وضح للطفل أنه في حال إهمال دراجته فإنها ستتعرض للضرر وان الحفاظ على الدراجة هي مسؤولية الفتى.
لقد أجاب الوالد ابنه بأنه يمكنه أن يصطحب الدراجة إلى كراج التصليح لكن دفع كلفة التصليح سيتحملها الفتى من مصروفه الخاص أو من مدخراته! وإن لم تكن الدراجة قابلة للتصليح فسيتحمل الفتى نفقات الدراجة الجديدة.
لم يعبر الوالد عما قاله أعلاه بالامتعاض أو بالاستهزاء أو حتى بالرضى، فالطفل سيتعلم من النتيجة الطبيعية لسلوكه وليس من توبيخ الأب له بسبب تصرفه اللاّمبالي.
لكن الرسالة التي ستصل للفتى مفادها أن الأب لن يوبخه ولن يقوم بالتعاطف المباشر معه ويشتري له دراجة جديدة بل إنه هو (أي الفتى) المسؤول الأول والأخير عما جرى ويجب أن يتحمل مسؤولية سلوكه.
كما لاحظنا، من المهم التأكيد للأطفال على أنهم يملكون خيارات بشأن سلوكهم وأن كل خيار يودي بهم إلى نتيجة مختلفة، وبهذه الطريقة يلعب الأهل دورا كبيرا في تقوية الشعور بالمسؤولية لدى أطفالهم كما أنها تقوي لديهم شعور التحكم بشؤون حياتهم لاحقا.
المصدر: كتاب تربية أطفال ذاتيي الانضباط ؛ (Robert brooks et Sam goltstein)