إن أهمية التعليم مسألة لم تعد اليوم محل جدل أو خلاف في أي منطقة من العالم، فالتجارب الدولية المعاصرة المتلاحقة أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن بداية التقدم الحقيقية، بل الوحيدة هي التعليم، فالتعليم هو وسيلة المجتمع لبناء مستقبله وتنمية ذاته، أي هو استثمار بشري للعمل على تقدمه والانتقال به إلى مسايرة المجتمعات العصرية الحديثة في ضوء حاجات العصر ومتطلباته، وفي سعيه الجدي نحو تحقيق هذا الهدف يعمل على رفع مستوى أفراده فكرياً وثقافياً وصحياً، ومن خلال حل مشكلات أبنائه عبر أساليب التربية المختلفة، وكي يقوم النظام التربوي بتحقيق الأهداف التربوية لا بد من توظيف الإمكانات المتاحة عن طريق الإدارة التعليمية والاهتمام بالبيئة المدرسية؛ لأنه مطلب ضروري للعطاء والتقدم والاكتساب المعرفي والتطور الحياتي لتتكون المنظومة المتكاملة للبيئة المدرسية من خلال الإشراف التربوي الذي يعتبر هو العملية الفاعلة القادرة على تحسين عملية التعليم والتعلم في البيئة المدرسية؛ لأنه عنصر مهم من عناصر العملية التعليمية، وبقدر ما يكون الإشراف التربوي أكثر فاعلية تكون الفرصة أكثر لتحسين مخرجات العملية التربوية كماً وكيفاً.
فالإشراف التربوي له أثر في رصد الواقع التربوي في البيئة المدرسية. ولما للإشراف التربوي من أهمية في العملية التعليمية في تنمية مهارة الإبداع ومهارة التطوير ومهارة التفكير ومهارة الاتصال الذي يسعى إلى التعاون مع جميع من لهم علاقة بالبيئة المدرسية من خلال تنمية المهارات لهم.
لذا أن يكون من يقوم بالإشراف التربوي أن تتكون فيه سمات القيادة من مهارة إبداع تساعده على قيادة عمله بواعي ومثابرة، وهذه سمات فطرية يمكن صقلها وتنميتها من خلال الأساليب المختلفة لتنمية الإبداع.
ومهارة التطوير التي تدرس الواقع في البيئة المدرسية من خلال التعديلات المناسبة لتحسين هذا الواقع وزيادة فاعلية التعليم في البيئة المدرسية وزيادة القيادات التربوية داخل أسوار البيئة المدرسية بالمهارات والمعلومات التي تساعدهم على تحسين أدائهم في العمل ورفع مستوى كفايتهم لتحقيق المزيد من الأهداف التربوية المنشودة
ومهارة التفكير التي تمكن المشرف التربوي من التحليل والاستنتاج والمرونة والاستعداد الذهني لتقبل أفكار الآخرين.
وكذلك مهارة الاتصال مع العاملين في البيئة المدرسية التي تعتبر أساس وقوة التأثير الإيجابي للمشرف التربوي لقوة تأثيره على العاملين في البيئة المدرسية لتأدية أعمالهم بفاعلية، التي تتم من خلال التفهّم الدقيق للعلاقات معهم المبنية على الاحترام والتقدير والتعاون والثقة المتبادلة والقائمة على أسلوب الإقناع والحوار البناء مع مراعاة خصائص ورغبات وميول واستعداد العاملين في البيئة المدرسية المعتمدة على المصداقية والموضوعية. وبما أن المهارة هي القدرة على من يمارسها بسهولة وإتقان تتوافر فيها أنماط القيادة.
لذا يجب أن يكون المشرف التربوي على قدر كافٍ من الخبرة التربوية والمؤهل العلمي والتربوي العالي عند اختياره مما يسهم في الزيادة المعرفية العلمية والعملية أمام المسؤولين عن التخطيط التربوي في وزارة التربية والتعليم، صورة واضحة لطبيعة العلاقة المتبادلة بين البيئة المدرسية ودور الإشراف التربوي في مدى تحقيق التنمية المهنية لتحسين قدرات العاملين في البيئة المدرسية مهارياً، ومعرفياً، وفنياً وإحداث تغيرات إيجابية في اتجاهاتهم، وتحسين ثقافة العمل من أجل تحقيق الجودة في المؤسسة التعليمية.
بقلم: عايد بن ظاهر بن مقبل الطلوحي العنزي