1 - مقدمة:

فرضت تداعيات العلوم وتقنيات العصر تحديات كبيرة على الأمم دفعتها إلى إحداث تغيرات سريعة ومتتابعة في نظمها التعليمية، وأملت عليها إعادة النظر في مناهجها التربوية والتعليمية، ولمجابهة هذه التحديات تضاعفت الحاجة إلى تطوير بنية التعليم بتحديث طرائقه وأساليبه ومناهجه كي يتقبلها ويستفيد منها المتعلم الذي تحيط به وسائل تقنية المعلومات والاتصال من كل جانب ويتعرض للمعلومات في كل زمان ومكان.

ويستدعي هذا التحديث الاعتماد على الوسائل الإلكترونية بديلاً ملحاً ومتطلباً آنياً يتيح للطلاب إمكانية اكتساب المهارات الأساسية التي تعينهم في تعاملهم مع العصر الرقمي الذي يجتاح مناحي الحياة كلها . ودون الاستثمار الجدي والفعال لهذه المهارات ستعجز المدارس والمناهج الدراسية عن إعداد جيل ممسك بمعطيات المعرفة العلمية.

2 - مفهوم المناهج الرقمية Digital Curriculum:

 ظهر مفهوم المنهج الرقمي كأحد المفاهيم التي يدور حوله كثير من النقاش والجدل الناتج عن اختلاف الفلسفات التربوية، وتباين أساليب الاستخدام والتوظيف الذي انعكس على التحديد الإجرائي لهذا المفهوم، حيث ير ى البعض أن المنهج الرقمي أحد المفاهيم التي دخلت في التعلم الإلكتروني، في حين يرى آخرون أن المنهج الرقمي هو المنهج التكنولوجي الذي يعبر عن منظومة إنتاجية تسعى إلى استخدام وتطبيق التكنولوجيا وما تقتضيه من تشغيل منطقي للعمليات العقلية في عرض وتخزين وتحليل واستدعاء المعلومات للعملية التعليمية من خلال مواد وبرامج ذات أهداف سابقة التحديد ، وإلى استخدام خطوات تتابعيه في عملية التعلم مبنية على أسس من علم السلوك بما يتضمنه من نظرية التعلم السلوكية والتعلم الشرطي التاثيري أو الإجرائي، بينما يرى فريق ثالث والذي يميل له البحث الحالي أن المنهج الرقمي هو محاولة لرقمنة المناهج بجميع عناصرها الأساسية المتعارف عليها بشكل عام (الأهداف، المحتوى، طرائق التدريس، أساليب التقويم)، في حين يحصر آخرون مفهوم المنهج الرقمي في المحتوى المعرفي بعد معالجته ليصبح فاعلاً بدرجة عالية في تحقيق التعلم الذاتي للطالب من خلال الحاسب الآلي (لإسماعيل مجدي،2010).

3 - تاريخ تطور المناهج الرقمية:

أول من طرح فكرة الكتاب الرقمي هو "فانيفار بوش" من خلال الآلة عام 1930م. ظهور مشروع جوتنبرج عام 1971م، هو أول وأكبر تجمع للكتب الرقمية المجانية. مشروع الذاكرة الامريكية، يحوي كتب رقمية عن التاريخ الأميركي إضافة لمواد أخرى متنوعة، أنشا عام عام 1990م. مكتبة فرساوس الرقمية، ونشرت على الإنترنت في عام 1995. مكتبة الشبكة NetLibrary الناشر التجاري الأول وذالك في عام 1998م. مشروع كتاب جوجل Google Book Project، عام 2004م.

في عام 2011م، انتشار مكتبة الأمازون Amazon للكتب الرقمية حيث زادت مبيعات الكتب الرقمية عن المطبوعة.

يمكننا القول إذن بأن المنهج الرقمي وفلسفته الحالية لم يظهر فجأة ولكنه ظهر وتطور من خلال ثلاثة أجيال بدأت منذ بداية الثمانينيات حتى وصلت إلي الشكل الحالي:

* الجيل الأول: بدأ في أوائل الثمانينيات حيث كان المحتوي الرقمي على أقراص مدمجة وكان التفاعل من خلالها فردياً بين المتعلم والمعلم مع التركيز علي دور المتعلم.

*الجيل الثاني: بدأ مع بداية استعمال الإنترنت، حيث تطورات طريقة إيصال المحتوي إلي طريقة شبكية، وتطور معها المحتوي لحد معين وتطورت عملية التفاعل والتواصل من كونها فردية إلي كونها جماعية، ليشترك فيها عدد من المتعلمين مع معلم محدد.

* الجيل الثالث: بدأ مع ظهور مفهوم التجارة الإلكترونية والأمن الإلكتروني في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، وتزامن ذلك مع تطور سريع في تقنيات الوسائط المتعددة وتكنولوجيا الواقع الافتراضي وتكنولوجيا الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، مما أتاح تطور الجيل الثالث من التعلم الإلكتروني، حتي يصل إلي المفهوم الحالي والذي يعتمد علي استخدام الوسائط الرقمية في إيصال واستقبال المعلومات واكتساب المهارات والتفاعل بين المتعلم والمعلم، وبين المتعلم والمدرسة وبين المدرسة والمعلم.

4 - بعض مزايا الكتب الرقمية:

 * سهولة النقل: لايستطيع المرء بما يريد قراءته أثناء السفر أو في المواصلات العامة ، فربما تريد قراءة رواية بوليسيه أو مجله أدبيه أو رواية رومانسيه أو أي كتاب وبدلا من اصطحاب كل هذه الكتب معك وهو ما يشكل عبئا في الحمل أو اصطحاب كتاب معين ربما تمل منه، يشكل القارىء الإلكتروني مكتبة شاملة تحتوى على العشرات من الكتب التي تريدها واختيار أيا منها وقتما تريد. كما تمكنك هذه الأجهزة من شراء الكتب الجديدة بسهوله كاملة بضغطة زر أو نقره على الماوس.

 * الملاءمة: تقدم أجهزة الكتب الرقمية في الوقت الحالى العديد من المزايا التي لاتتوفر في الإصدارات أو الأجيال السابقة. على سبيل المثال، تتمتع العديد من أجهزة الكتب الرقمية الآن بالإمكانيات اللاسلكية، التي تتيح تنزيل الجريدة المحلية أو قراءة المدونات والمجلات حول العالم بدون أي رسوم تنزيل، ومن ثم يمكنك قراءة أي كتاب في مكان به تغطية لاسلكية بتكنولوجيا الواى فاى. تتميز أجهزة القراءة الالكترونية بخفة الوزن ويمكنها أن تحتوى على مئات الكتب بخلاف الكتب الورقية التي تكون عادة ثقيلة الوزن وتشغل حيزا ومساحه كبيره في تخزينها وتحتاج إلى مجهود في ترتيبها وتنظيفها من الأتربة.
 * تعدد الاختيارات: تقدم متاجر الكتب الرقمية الملايين من الاختيارات،وهناك الملايين من الكتب المتاحة للتنزيل عبر الإنترنت. تتيح العديد من متاجر الكتب الرقمية تنزيل مجاني لكي تتأكد من صحة اختيارك للكتاب المناسب ، ويبدو الأمر مثل السير في مكتبة وقراءة بعض الصفحات القليلة في أي كتاب يحوز على إعجابك. وإذا لم يعجبك ليس من الضروري أن تشتريه، وبعض أجهزة قراءة الكتب الرقمية تتيح لك مشاركة بعض الكتب مع الأسرة والأصدقاء .
 * تعدد الوظائف: تتمتع أجهزة قراءة الكتب الرقمية بخصائص وإمكانيات كثيرة تجعل القراءة أسهل من ذي قبل ، مثل إمكانيات تحويل النصوص إلى كلام منطوق، حيث تتيح لك هذه الإمكانيات الاستماع إلى الكتب التي تشتريها أثناء قراءتها عاليا بواسطة الجهاز، وهى خاصية مفيدة للغاية للمكفوفين، وهى بالطبع ليست متاحة لكل الكتب وكل الأجهزة. من الإمكانيات الأخرى القدرة على تكبير الصفحات والنصوص، وهى خاصية مفيدة في المناطق غير المضاءة جيدا أو للأفراد الذين يفضلون قراءة النصوص الكبيرة ، كما تتيح أجهزة قراءة الكتب الرقمية بسهولة تصفح الكتب والمراجعات الضخمة والبحث عن معلومة أو كلمه معينة.
 * الحفاظ على البيئة: من الواضح أن الكتب الرقمية تحافظ على البيئة حيث أنقذت آلاف الأشجار لتحويلها إلى ورق مطبوع فالكتب المطبوعة تستهلك العديد من الموارد خلال عملية الطباعة، بدءا من الكهرباء والبترول لتشغيل ماكينات الطباعة إلى الكتب التي يتم إلقاؤها في سلة المهملات إذا لم تحقق المبيعات الخاصة.

5 - عيوب الكتب الرقمية:

 * القرصنة الإلكترونية: هناك قوانين القرصنة التي تسبب مخاوف على حقوق النسخ والنشر والملكية، فالكتب الرقمية يسهل نسخها وتوزيعها وتبادلها بخلاف الكتب المطبوعة.

 * ارتفاع أسعار القارئات والأجهزة اللوحية: فعلى الرغم من رواجها إلا أن أسعاراها مازالت مرتفعة إلى الآن، وهذ مشكلة ستختفى حتما فى المستقبل خاصة مع المنافسة السرشة فى سوق القارئات الإلكترونية أو الحاسبات اللوحية، ولا ننسى طبعا أنه يمكننا قراءة الكتب الرقمية على الحاسب المكتبي أو الهاتف الذكي.

 * التعود على الكتاب الورقي: الشريحة الواسعة من القراء – وخاصة كبار السن – تتمسك بالكتاب الورقى التقليدى، وترى فى استخدام الكتب الرقمية خروجا عن الوضع المألوف بين القارىء و الكتاب، فالكتاب الورقي متجذر فى المجتمعات بحكم تاريخه الطويل.

       إعداد : بجاد الجروي  

أضف تعليق


كود امني
تحديث