يشرح لنا كل من الدكتور فيل والدكتورة هارفي وهي خبيرة معروفة في مجال صحة الأطفال، عن فيما إذا كان طفلك متقدماً أو متأخراً عما يفترض به أن يكون قياساً على منحنى تطور الطفل، وما على الأهل القيام به لتعظيم إمكانات الطفل.
- إذا كان نمو طفلك العقلي متقدماً في منحني النمو، فإياك أن توصلي له بأي طريقة، بأنه طفل مختلف عن أقرأنه. تذكير الطفل بأنه مختلف عن أقرأنه قد يسبب مشكلة، تحدثي إلى مدرسته بألا تعامله بطريقة مميزة أو مختلفة عن أقرأنه، فهذا قد يوصل له رسالة سلبية. " هناك العديد من الأطفال الأذكياء حقا يبدأون بالتراجع والفشل، لأنهم لايريدون أن يعاملهم الآخرون على أنهم أذكياء جدا ". يقول الدكتور فيل:
- من الأفضل ألا توسمي طفلك بسمة معينة، فقد يؤثر ذلك أيضاً على تطور قدراته الاجتماعية مع المحيط.
- لا تقرري أن طفلك هو طفل موهوب بمجرد أن تجديه أنه يبدي بعض التميز في جانب معين: فالأطفال بتطورون بكل جانب بطريقة مختلفة عن الجوانب الأخرى وبطريقة مختلفة عن أقرأنهم . يقول أيضا الدكتور فيل:
- "هناك طفل لا يقوم بما يقوم به أقرأنه إلا بعد عام منهم، و هو نفسه قد يتميز و يبدع بشكل كبير في سن العاشرة".
- كما أن هناك عدة قياسات لاختبار الذكاء I.Q،ذلك أن الطفل الموهوب أو المميز يحقق أرقاما عالية على عدة قياسات وليس على قياس واحد.
- بدلا من الضغط على طفلك، اخلقي له الفرصا: على سبيل المثال، لو أظهر طفلك ميلا للمطالعة، فليس عليك بملاحقته والضغط عليه ليقرأ، بل كل مايتوجب عليك فعله هو أن تشتري (أو تستعيري) له الكتب وتضعيها في رف قريب إليه وهو سيقرأها من تلقاء ذاته دون ضغط ما.
- طوري علاقة خاصة مع كل طفل من أطفالك على حدى، ثم ابحثي عن نشاطات معينة تقومين بها مع كل منهم، ولا تقومين بها مع الآخر حتى يشعر بتفرده وتميز علاقتك به.
- توقفي عن مقارنة طفلك بباقي الأطفال الآخرين واعلمي جيداً أن لكل طفل طريقته الخاصة في التطور والنمو؛ فبعض الأطفال يظهرون تقدما في السنوات الأولى من العمر و بعضهم الآخر يتأخر قليلا عن أقرانه في السنوات الأولى، لكنهم فيما بعد غالباً ما يصلون إلى نفس المستوى.
- اذا كان طفلك أبطأ في تطوره الكلامي من أخيه التوأم، فلا تخلصي إلى نتيجة كون أن هناك شيئا خاطئا في طفلك الأول. تذكري أن منحنيات النمو العالمية للطفل الطبيعي هي أمر إحصائي وليس مقدسا واختلاف طفلك عنه لايعني بالضرورة وجود أي مشكلة. كل ماعليك فعله هو مراقبة طفلك "المتأخر قليلا" مع الوقت، ولاتحاولي أبدا مراجعة مختص مع طفلك، فذلك بحد ذاته يعطيه شعورا باختلافه عن أقرانه الأمر الذي من شأنه أن يخلق لديه مشكلة.
- لاتدققي كثيرا على موقع طفلك من معدل النمو الطبيعي للأطفال الآخرين، كما لو أن معدل تطور طفلك خارج عن معدل التطور الطبيعي؛ فهذا لايعني بالضرورة وجود مشكلة. تقول الدكتورة هارفي: إن مراقبة الطفل مع الوقت هي ماتعطي الإشارة بوجود مشكلة أو لا، كما لو أن الطفل فوق المعدل، ثم انحدر بسرعة تحت المعدل ثم عاد وارتفع مرة أخرى. فهنا قد تبدو إشارة حمراء وجب الأنتباه والحذر.
- قومي بكل مايجب القيام به لتحولي وقتك مع طفلك بالبيت إلى فرصة لتطوره: فإذا أدركت حقا بأن طفلك بحاجة إلى علاج في مسألة معينة على يد مختص، حاولي في البداية أن تقابليه بنفسك بدون حضور الطفل، لتحصلي قدر الإمكان على معلومات عن حالته، واطلبي منه أن يدربك على كيفية العلاج خارج العيادة بوجودك مع طفلك في البيت (خارج بيئة العلاج طبعا) . ففي حالة تأخر طفلك في الكلام حاولي أن تتحدثي معه كثيرا في البيت ولاتكملي بعض العبارات وشجعيه هو على إكمالها، وحاولي ألا تستجيبي لما يطلبه بالإشارات، بل شجعيه على التكلم بما يريدك أن تقومين به.
- لا تستخدمي "كلام الأطفال" في تعاملك مع طفلك حتى لو استخدمه هو. على سبيل المثال لو قال لك: " أريد بو" قولي له " أتريد أن تشرب الماء؟"، لأنه من المفيد جدا للطفل أن يتعلم كزن الماء هو ماء منذ البداية وليس " بو". ولا يحتاج قطعا أن يغير مفرداته لاحقا حين يكبر.
المقال لـ : د.فيل و د. هارفي / الترجمة لـ : منار وسوف