عادة ما تبنى جميع التعلمات من لدن المدرس وفق طرح أسئلة باحثة عن أجوبة لتحقيق هدف مخطط. طرح السؤال ، هو اليوم حاجة تربوية ضرورية على المدرس/ المدرسة أن تنشغل به !. تعلم طرح السؤال ، مدخل مهم لتعلم التعلمات. فهل مدارسنا تعلمنا كيف نتساءل... ؟. هل سبق ومن خلال وضعيات ديداكتيكية أن علمنا المتعلمين كيف يتساءلون... ؟. هل أعطيناهم أجوبة وطلبنا منهم التساؤل حولها... ؟. وهل سبق أن كتبنا في السبورة مجموعة من الأسئلة منتمية لمورد من موارد مادة دراسية ما لفئة مستهدفة معينة، وطلبنا من المتعلمين إعادة طرح هذه الأسئلة بصيغة اخرى... ؟. هل سبق أن طلبنا منهم إعداد أسئلة في بيوتهم حول محتويات بيداغوجية معينة... ؟. هل خصصنا حصصا دراسية لفائدة تعلم طرح السؤال... ؟. هل أعددنا ورشات لهم حول تعلم كيفية طرح السؤال... ؟.
عادة ما المدرس هو الذي يطرح السؤال بحثًا عن جواب يخص هدفه المخطط له . وعادة ما يطرح المتعلم سؤاله في حالة رغبته في فهم جواب سؤال المدرس !. خارج هذين الطرحين، نادرًا ما نطرح أسئلتنا حتى حول ما نتعلمه داخل الفصل الدراسي في أفق تحقيق تعلم إشباع ذواتنا لطرح السؤال كامتداد علينا أن نقبض عليه!. امتداد خارج القسم. كيف نتساءل وكيف نجيب عن طريق طرح السؤال مرة أخرى وليس تقديم الجواب !. تعلم طرح الأسئلة حاجة تربوية ونفسية واجتماعية وثقافية، إلخ...،
على المدرس أن ينميها في المتعلم منذ مراحله الأولى ويستمر في هذا من خلال كافة مراحل تعلمه !. هي مدخل، لتعلم النقد إن أردنا ، والنقد بناء كبير جوهره السؤال البسيط الذي علينا ان نبدأ في تعلمه في المدرسة !. مدارسنا، لاسيما العربية، يغيب فيها تعلم النقد، ليس كتخصص، بل كمهارات مدرسية تعلمية أولية !. الجاهز، يقتل وينمط ويبضع ويضبع...!. لا خير في تعلمات لا تبنى وفق تعلم طرح السؤال !.
نتعلم في المدرسة لنتعلم كيف نتساءل ونبحث ونشكك ونتعلم كيف نختلف ونثمن اختلافنا!. العديد من الظواهر المؤلمة التي تقع، اليوم، لاسيما في محيطنا العربي والإسلامي والأفريقي ، مرده غياب ترسيخ ثقافة النقد . وعي الثقافة وثقافة الوعي، تبدا رحلتها الأولى من عتبة الفصل/ المدرسة، والتي تستوجب أن نتساءل ثم نتساءل... !.
بقلم: الحبيب ناصري