تعتبر الأندية التربوية آلية من آليات تنشيط و تفعيل الحياة المدرسية، تتكامل أنشطتها مع الأنشطة الصفية، و التي تصب جميعها في تحقيق أهداف مشروع المؤسسة وفق أولويات محددة. والنادي التربوي مجموعة متجانسة من المتعلمين من مختلف المستويات الدراسية، تجمعهم صفة الميل المشترك للأنشطة محور اشتغال النادي، ومن خصائصه أنه يشكل ملتقى لمجموعات المتعلمين حسب الميول والاهتمامات وفضاء لتبادل وتعميق الخبرات والتعلمات، حيث لكل ناد مركز اهتمام واضح وهو ما يتيح مراعاة الخصوصيات المحلية أيضا. كما أنه فضاء لتبادل وتعميق الخبرات والتعلمات ومجالا خصبا للتجديد والتجريب التربوي لمقاربات وطرق وتقنيات ومهارات يمكن اعتمادها في الحياة اليومية للمشارك.
* أهداف الأندية التربوية:
تهدف الأندية التربوية إلى تحقيق عدد من الأهداف الجماعية والفردية منها:
× تقوية الشعور بالانتماء الجماعي.
× دعم المبادرة الفردية والتربية على العمل الجماعي.
× دعم التثقيف بالنظير والتعلم الجماعي المتبادل.
× تنمية الشخصية والاتجاهات والقيم والكفايات.
× التمرن على الممارسة الديمقراطية وعلى تحمل المسؤولية.
× اغناء مهارات التواصل والاستماع والأخذ والعطاء.
* تأسيس الأندية وتسييرها:
يتم تأسيس النادي وتحديد مجال أنشطته بمبادرة من المتعلمين أو الأطر التربوية أو الإدارية، على شكل بطاقات تقنية أو مشاريع متكاملة، بتنسيق مع المجلس التربوي لإدراجه ضمن مشروع التنشيط التربوي للمؤسسة، وفي حالة غياب مبادرات تقوم الإدارة بإحداث نواد في المجالات التي تحددها بتنسيق مع المجلس التربوي.
ويفتح الانخراط في كل ناد تربوي في وجه المتعلمين من مختلف المستويات التعليمية بالمؤسسة ممن تتوفر فيهم الشروط المنظمة للانخراط في كل ناد على حدة.
ويتم تكوين مكتب النادي داخل الفترة التي تحددها الإدارة بعقد جمع عام ينتخب فيه منسق النادي ومساعده ومنسقو اللجن الوظيفية عن طريق الانتخاب الديمقراطي.
ويقوم المكتب المسير للنادي بوضع النظام الداخلي للنادي، ويعرض مشروع النادي ( أو برنامج عمله ) على المصادقة من طرف كافة المنخرطين، كما يعتبر أعضاء المكتب منخرطين بالنادي وعليهم المشاركة في انجاز أنشطته إلى جانب الأعضاء.
* تفعيل الأندية داخل المؤسسات التعليمية:
تبرمج الأندية أنشطتها وتنفذها في إطار مشروع النادي الذي يحدد الأهداف انطلاقا من تحليل وضعية المشكل في مجال اهتمامه ثم يختار الأنشطة ويضع لها جدولا زمنيا للانجاز مع مراعاة الحاجات المتوفرة والممكن توفيرها، ويعتبر نشاط الأندية مجالا خصبا للتجديد والتجريب التربوي للمقاربات والتقنيات والمهارات التي يمكن اعتمادها.
ويمكن أن يشارك في تأطير هذه الأندية متدخلون، وتسعى إلى تحقيق أهداف المنهاج وتعطي هامشا أكبر للمبادرات الفردية والجماعية التي تهتم أكثر بالواقع المحلي والجهوي.
إن إشراف مدير المؤسسة على جميع مراحل إرساء الأندية ضروري لتفعيل أدوارها وتوفير الشروط الضرورية لانجاز أنشطة الأندية ومواكبتها ومصاحبتها.
كما يمكن للمجلس التربوي إعطاء توجيهات تنظيمية لمختلف الفاعلين والشركاء والمنخرطين في الحياة المدرسية قبل إعدادهم لمشاريعهم مع ترك حرية اختيار المضامين لهؤلاء، ومطالبتهم بإدراج أنشطة لتخليد الأيام الدينية والوطنية والعالمية التي يختارونها وتتناسب مع مشاريعهم وبرامجهم.
إن نشاط الأندية يجب الانتباه إليه ودعمه، باعتباره نشاط يسمح للمتعلم بإبراز إمكانياته وقدراته وتطويرها وصقل مواهبه، كما أن قابليته للتعلم تكون مهمة لان نشاط النادي يعتبر استجابة لرغبة المتعلم في تطوير أدائه.
وان ضمان الانخراط الفعلي لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ في محطات التخطيط والتنشيط والتنفيذ والتتبع والتقويم لأنشطة الأندية التربوية تنعكس بشكل ايجابي على أنشطة الأندية، عن طريق الانفتاح على المحيط والسعي إلى انجاز شراكات فعالة وقابلة للتنفيذ.
المصدر: أوراق رقمية