منذ بداية الحجر الصحي، ومن يشتغل في مجال المسرحي لم يقدموا أنشطة موّجهة للطفل قوامها المسرح، إن كانت في المؤسسة الخاصة أو في البيت على مستوى العائلة مثل ما كانت تعرض سابقا من أنشطة ذات أبعاد اجتماعية ونفسية تخفف الضغط النفسي عليهم. هذه التجارب المسرحية الموجّهة للعائلة والأطفال ربما تقدم على شاكلة فيديوهات تتضمّن ألعابًا وتمارين وحكايات ما قبل النوم، وفيها يطوّع النشاط المسرحي ويشارك فيها المختص بهذا الشأن مع الآخرين ليرسم ملامح مسرح عائلي يقوم على منطق تشاركي.
ولأن الحجر الصحي حال دون التحاق الأطفال وخاصة من ذوي الإعاقة بالمراكز الخاصة بهم وتوقف تقديم أنشطة مسرحية موّجهة لهم بالتعاون مع المختص في تقويم النطق والصوت والكلام، أنشطة يحاول فيها المختص تبسيط المعلومة قدر الإمكان دون تعقيدات منهجية. هذا التوقف زاد من ارتفاع منسوب العنف خلال هذه الفترة، وهو ما تولّد عنه ضجر الأطفال . هذه الألعاب تعتمد على وسائط بسيطة تعزز العلاقات بين أفراد العائلة وتطرح طرقًا لاستغلال المنزل والغرف بطريق سليمة لتجاوز التأثيرات السلبية للفضاءات المغلقة في نفسية الأطفال خاصة مع تضررها من اختلال نظام النوم.
فحلَّ الفضاء الرقمي والذي يمزج بين التعليم والتسلية، ويستند إلى أهداف منها المعرفي والمهاري والتعبيري والتواصلي والجمالي، تقنيات مسرحية بسيطة تشمل الألوان والحركات والخطاب والهدف منها تمرير المعلومة بسلاسة إلى المتلقي وخلق فضاء يُخرجهم من القوقعة التي فرضها الحجر الصحّي.
وعِبرَ المحمل الرقمي، والذي يقدّم أنشطة قائمة على الاكتشاف والتسلية والترفيه وتعزيز الثقة في النفس والتشجيع على الخيال والتخيّل من خلال منهجية بسيطة الهدف البعيد منها كسب جمهور الأطفال إلى المسرح ومد جسر من الثقة بين المسرحي والجمهور. ولكن ما نحتاجه هو مراقبة هذا المحمول الرقمي واختيار الأعمال الجميلة وبعيدة عن العنف بالإضافة إلى مشاهدة أعمال تتناسب وأعمارهم.
بقلم: عقيل هاشم (بتصرف)