نجحنا وبامتياز في أدلجة الوضع اللغوي ببلادنا. الوضع نفسه ربما يسود في كل الأوطان العربية ولاسيما شمال إفريقيا وبالضبط في دولنا المغاربية المعروفة !. تصارعنا ولازلنا نتصارع حول وضع اللغات في مدارسنا..!. تخندقنا وأخرجنا كل الأسلحة اللغوية والدينية والثقافية لنقاتل بها مدارسنا العمومية في حين نخفي حقيقة ما يجري في مدارس أخرى..!. اعرف العديد ممن دافعوا عن التعريب وعن اللغة العربية في حين أن أبناءهم درسوا في مدارس البعثات ويجيدون ثلاث لغات وبشكل جيد ماعدا اللغة العربية..!. اعرف العديد من الساسة في هذا الوطن العزيز يدافعون عن اللغة العربية وأياديهم/ أحلامهم، على صناديق الاقتراع فقط..!. اعرف واعرف !. تم لي عنق مدارسنا، وحولنا صراعاتنا نحن الكبار إلى داخل أقسام الأطفال والمتعلمين ككل!.
 
 لم نفكر في إصلاح لغوي بمعايير تربوية وعلمية وبحثية ومن موقع حاجة الوطن إلى التقدم..!. نعرف جيدا وضع علاقاتنا المغاربية مع فرنسا والإرث الاقتصادي واللغوي والثقافي الثقيل والذي ليس من السهل التشطيب عليه بقرارات شعبوية غير علمية ؟. أعيد وأكرر للمائة الألف ينبغي التفكير النوعي والعلمي والهادئ كلما اقتربنا إلى طرح سؤال لغات التدريس وتدريس اللغات!. في هذا الأمر بالضبط تمنيت لو منحنا هذا الملف لأهل العلم والبحث والتربية والبيداغوجيا، وأبعدنا أهل السياسة، إلخ، ومن لهم أجندات عديدة كمن يدافع عن الطرح الفرأنكوفوني أو العروبي او الإسلامي، الخ، ونلتزم هنا بطرح سؤال العلم في حقل اللغات دون جر أوطأننا إلى قرارات شعبوية هي في غنى عنها!. نعم للعربية والفرنسية والأمازيغية، لغات لابد منها ولأسباب لغوية وثقافية واقتصادية عديدة، لكن أين هي اللغة الإنجليزية التي تتربع على عرش البحث العلمي بحوالي 83 في المائة والباقي تتنازعها كل لغات العالم ؟.
 
 ما المانع من إدماجها في بناء التعلمات وفي كل مواد التعلم ؟. لماذا لا نجدد درس الأدب العربي مثلا بتوظيفها ؟. ولماذا لا نجدد درس العربية والفرنسية بها أيضا؟. لماذا لا نوظفها ومنذ بداية وضع الطفل أرجله في المدرسة ؟. تعليم دون إنجليزية هو محدود وربما يضيع العديد من الرتب في سلم العلم والترقي التنموي!. نكتشف محدودية صورتنا العلمية حينما نذهب إلى مؤتمرات علمية لا تحضر فيها لا فرنسية ولا عربية ولا امازيغية !. وحده من يجيد الإنجليزية يساير والباقي " يتنهد " ويتساءل في قرارة نفسه ماذا فعلنا لكي نكون خارج الاستفادة العلمية ؟. التفكير المعقلن في توظيف اللغات في تعليمنا، حاجة علمية وتربوية ملحة!.
 
 مدخل هذا خلخلة السكيزوفرينيا اللغوية والثقافية التي نعاني منها، وأولها أن نرى لغاتنا في مرآتنا ونسأل ما الذي يصلح لنا دون جر بلداننا إلى قرارات شعبوية تخفي ظلالًا عديدة وترمي بأطفالنا في ساحات غير متكافئة ومنذ البدء، وضد دستور مفيد يدافع عن المساواة وتكافؤ الفرص!. اه ! ماذا لو كنت قد كتبت كل ما كتبت بالإنجليزية ؟. كيد، وضعي الفكري سيكون أفضل بكثير !. أتمنى وقبل رحيلي أن ألخصّ ما كتبت، ولو في كتاب واحد، لقوم غير قومنا !.
بقلم: الحبيب ناصري

أضف تعليق


كود امني
تحديث