من الواضح أن أساليب وأدوات التقييم متعددة ومتنوعة، وتعددها هذا يعود لاختلاف الأغراض والأهداف من عملية التقييم؛ ويعتبر من باب المستحيل الإحاطة بمختلف الأساليب المرتبطة بموضوع التقييم، خاصة وأن بعضها يكون خاصا بوضعيات معينة، بحيث يعود إنتاجها لأشخاص مسؤولين على مجال معين، الأمر الذي يجعلهم يقومون بذلك الإعداد والصياغة لأسلوب التقييم ضمن فترة زمنية محددة وفي ظرف خاص قد لا يتكرر مرة ثانية.
إضافة إلى هذا، فإن مجال هذه الدراسة، لا يتسع لجرد أهم التقنيات والأساليب المعروفة أو المتعارف عليها في باب التقييم ولذلك، فإننا سوف نقتصر على الإشارة إلى بعضها، وذلك من أجل تحسيس القارئ بضرورة الاهتمام بهذه الأساليب والتقنيات أو الاختبارات، لما تكونه من فائدة وجدوى داخل عملية التقييم الموضوعي للكفايات المنشودة داخل عملية التعليم والتعلم. وتجدر الإشارة هنا، إلى أن كل أداة أو أسلوب أو اختبار، داخل مجال التقييم يشترط بالضرورة توفر مجموعة من المبادئ أو الأسس، نذكر فيما يلي:
1 - الثبات: يعتمد الثبات في نتائجه على تطبيق الاختبار أو الأداة أكثر من مرة على نفس مجموعة الأفراد، لكي يتمكن من خلال ذلك من مقارنة مدى اختلاف نتائج الاختبار في المرات المتتابعة. وتضبط هذه العملية من خلال الدلالة الإحصائية عن طريق معاملات الارتباط. ويمكن تلخيص أهم الوسائل الاحصائية لقياس الثبات في الطرق التالية:
أ - طريقة إعادة الاختبار؛
ب - طريقة التجزئة النصفية؛
ج - طريقة تحليل التباين؛
د - طريقة الاختبارات المتكافئة.
2 - الصدق: الاختبار أو الأداة الصادقة، يقيسان ما وضعا لقياسه، فاختبار الذكاء الذي يقيس الذكاء فعلا، هو اختبار صادق، مثله في ذلك مثل المتر في قياسه للمسافات، والكيلوغرام في قياسه للكتل والمحرار في قياسه لدرجة الحرارة والبرودة...؛
وتختلف الاختبارات وأساليب التقييم في مستويات صدقها تبعا لاقترابها أو ابتعادها من تقدير تلك تهدف إلى قياسها، فاختبار الذكاء الذي يصل في قياسه لتلك القدرة إلى مستوى8،0 هو اختبار أصدق في هذا المقياس من أي اختبار للذكاء الذي لا يصل معامل الترابط فيه إلى هذا المستوى.
والصدق بهذا المعنى، صفة نسبية، لأن الاختبار الذي يصدق في قياسه لأية قدرة، كالقدرة اللغوية، قد لا يصدق في قياسه لقدرة أخرى، كالقدرة العددية.
بقلم : عبد الكريم غريب (بتصرف)