أولا: تعريف التأخر الدراسي:
حالة تأخر أو تخلف أو نقص أو عدم اكتمال النمو التحصيلي نتيجة لعوامل عقلية أو جسمية أو اجتماعية أو انفعالية بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون المستوى العادي.
هناك أربعة أنواع من التأخر الدراسي:
1 - التأخر الدراسي العام: وهو تخلف التلميذ في جميع المواد، وتتراوح نسبة ذكاء هذا النوع من المتأخرين بين 70- 85.
2 - التأخر الدراسي الخاص: وهو تخف التلميذ في مادة أو مواد بعينها، ويرتبط بنقص القدرة العقلية.
3 - تأخر دراسي دائم: حيث يقل تحصيل التلميذ عن مستوى قدرته على فترة طويلة من الزمن.
4 - تأخر دراسي موقفي: و التأخر الذي يرتبط بمواقف معينة، حيث يقل تحصيل التلميذ عن مستوى يقل تحصيل التلميذ عن مستوى قدرته نتيجة مروره بخبرات سيئة مثل وفاة أحد أفراد الأسرة، أو تكرار مرات الرسوب، أو المرور بخبرات انفعالية مؤلمة.
* خصائص المتأخرين دراسيا:
1) الخصائص الجسمية:
يتضح من الأبحاث والدراسات أن مجموعة المتأخرين دراسيا لأسباب خلقية أو ولادية يكونون اقل نموا في المتوسط من أقرانهم العاديين من حيث النمو الجسمي والعقلي إلا أنهم لا يختلفون عنهم من حيث الحاجات والانفعالات أو الدوافع والرغبات الجسمية أو الجنسية، وقد يبدو المتأخرون أحيانا أطول قامة وأضخم بنية من أقرانهم في نفس اصف الدراسي، ولكن ذلك يرجع إلى أنهم قد يكبرون بعام أو اثنين نتيجة لتخلفهم في الصف الواحد أكثر من عام دراسي، وهذا لا يعني عدم وجود حالات فردية يتفوق فيها بعض المتأخرين دراسيا من حيث النمو الجسمي على أقرانهم العاديين، وترتفع نسبة الإعاقة السمعية والبصرية بين المتأخرين دراسيا عنها بين الأفراد العاديين والمتفوقين، مما يرجح وجود علاقة بين هاتين الإعاقتين وبين التأخر الدراسي، كما تدل الأبحاث أيضا على أن هؤلاء المتأخرين قد يقلون عن العاديين من حيث الحيوية والنشاط الجسميين مما قد يوحى بوجود علاقة بين القصور في النمو أو في الوظائف الجسمية وبين التأخر الدراسي.
2) الخصائص العقـلية:
تدل الأبحاث التي أجريت على التلاميذ المتأخرين دراسيا لأسباب خلقية أو ولادية على وجود خصائص عقلية معينة قد تميزهم عن العاديين , ولكن هذا لا يعني ارتفاع درجة التشابه بين المتأخرين، فهم كمجموعة يختلفون عن بعضهم البعض اختلافات شاسعة من حيث هذه الخصائص، وهم ليسوا على درجة واحدة من التجانس العقلي، فقد يصل الفرق بين تلاميذ الفصل الواحد من المتأخرين إلى سبع سنوات من العمر العقلي. أما الخصائص العقلية التي تميزهم بصفة عامه فمنها: ضعف القدرة على التفكير الاستنتاجي، وضعف القدرة على حل المشكلات التي تحتاج إلى المكونات أو المعاني العقلية العامة، ويعاني هؤلاء التلاميذ من قصر الذاكرة، أي عدم القدرة على اختزان المعلومات أو الاحتفاظ بها لفترة طويلة.
ويبدو ذلك جليا عند تكرار الإعداد أو الجمل التي يطلب إليهم تكرارها عقب سماعها والتي يرددها أقرانهم العاديون دون صعوبة, ويتصفون أيضا بسطحية الإدراك، وضعف القدرة على الحفظ وعلى التعقل أو الفهم العميق, ويؤدي ذلك بطبيعة الحالة إلى عجزهم عن الاستفادة من الخبرات والتجارب التي سبق لهم تعلمها، كما أنهم بصفة عامة اقل تقديرا للعواقب أو إدراكا لنتائج أعمالهم.
وينبغي أن يلاحظ أنه على الرغم من هذه الخصائص العقلية التي تحد من قدراتهم على التعلم إلا أنه يمكن تعليمهم وإعدادهم للاعتماد على أنفسهم وعلى تنمية مهارات يستطيعون بها واجهة الحياة , ويتراوح الحد الأقصى للعمر العقلي لهؤلاء المتأخرين دراسيا خلقيا أو ولادياً بين 11-13.5 سنة تقريبا.
3) الخصائص الانفعـالية:
كثيرا ما يؤدي الفشل والشعور بالنقص وما يصاحبه من شعور بالنبذ من المدرسة أو من المنزل إلى الإحباط لدى المتأخرين دراسيا , كما أن هذا الإحباط المتكرر قد يدفع البعض منهم إلى أن يكون عدوانيا نحو زملائه ونحو المدرس أو المدرسة بصفة عامة وقد يدفع البعض الآخر إلى أن يكون انطوائيا يهرب من المدرسة أومن المجتمع ككل، وكثيرا ما تكون اتجاهات هؤلاء التلاميذ نحو أنفسهم ونحو المدرسة أو المجتمع اتجاهات سلبية، وقد يصل الحال ببعضهم إلى درجة اليأس أو تقبل ذواتهم على أنهم فاشلون أو منبوذون، وفي هذه الحالة قد يصعب تعديل سلوكهم كما يصبح الأمل ضعيفا في جدوى العلاج معهم.
وتفيد الدراسات أيضا أن المتأخرين دراسيا أقل تتكيفا من أقرانهم العاديين إلا أن الفرق ليس كبيرا، أما من حيث الخصائص الشخصية التي تعتمد على القدرات العقلية إلى حد ما كالابتكار والقيادة، وحب الاستطلاع ونحوها فهم أقل العاديين، وأما غير ذلك من الخصائص كالأنانية والطاعة، والاعتماد على الغير ذلك ونحوها فهم لا يختلفون فيها كثيرا عن أقرانهم العاديين.
ويلاحظ أن دوافع هؤلاء التلاميذ نحو العمل والتحصيل تكاد تكون معدومة نتيجة لما تقدمت الإشارة إليه من إحباط وسلبية في الاتجاهات وتصور سلبي للذات، وتضاعف الخصائص الانفعالية لدى المتأخرين دراسيا من حدة هذه المشكلة، كما تلقى عبئا ثقيلا على أكتاف المرشدين النفسيين وغيرهم من يتصدون للعلاج.
4) الخصائص الاجتماعية:
تدل الأبحاث التي أجريت على بعض مجموعات التلاميذ المتأخرين على أن التأخر الدراسي ليس وقفا على بيئة اجتماعية معينة أو على مستوى اقتصادي أو ثقافي معين، ولكنه قسمة عامة، وقدر مشترك، ويوجد بين جميع الفئات والطبقات بصرف النظر عن مستوياتهم الاقتصادية والاجتماعية، ولكن بعض الدراسات تؤكد أن نسبة حدوثه بين الطبقات العليا ففي دراسة أجراها "هافجهيرست" وجد أن 80 % من عينة التلاميذ المتأخرين كانوا من الطبقات الدنيا وتدل الدراسة المشار إليها على وجود علاقة بين العوامل الاجتماعية والثقافية وبين التأخر، ولكن هذا لا يعني أن هذه العوامل هي كل أسبابه.
أما السلوك الاجتماعية للتلاميذ المتأخرين فيميل إلى السلبية, ويعتبر العدوان أو الانطواء أبرز مظاهره. ويقل هؤلاء عن العاديين من حيث الرغبة في تكوين الصداقات وفي القدرة على الاحتفاظ بها، كما يسهل انقيادهم للمنحرفين والخارجين على القانون. وقد يجدون في الانحراف تنفيسا عما يحسون به من نقص وقد تشبع تلك الجماعات في التلاميذ المتأخرين ما عجزت المدرسة عن إشباعه من الحاجة إلى الانتماء والتقبل وتحقيق الذات والاحترام ونحوها، أمّا البعض الأخر والذي يميل إلى الانطواء فقد يهرب من مواجهة المشكلة أو ينتهي به الأمر إلى الإصابة ببعض الأمراض النفسية.
ومما ينبغي ملاحظته أنه لا توجد علاقة مباشرة بين التأخر الدراسي وبين الانحراف أو الجريمة، وكل ما في الأمر أن المستوى العقلي المنخفض الذي يصاحب مشاعر النبذ والنقص والإحباط وسلبية الاتجاهات نحو الذات يسهل انجذاب هؤلاء التلاميذ إلى عصابات المنحرفين، وبل قد يشكل هؤلاء من أنفسهم تلك العصابات التي يجدون فيها تعويضا وتنفيسا عما يحسون به من الآم نفسية ونبذ اجتماعي، فالعلاقة ليست مباشرة أو لزومية ولكنها علاقة غير مباشرة وقد يتعرض الطفل السوي أو المتفوق لما يتعرض له المتأخر إذا ما ألمت به نفس المشاعر بسبب المدرسة أو الأسرة أو بسبب ظروف اجتماعية معينة.
ثانيا: تعريف بطئ التعلم:
إن اصطلاح بطيء التعلم يطلق على كل طفل يجد صعوبة في مواءمة نفسه للمناهج المدرسية بسبب قصور بسيط في ذكائه أو في قدرته على التعلم.وأنه لا يوجد هناك مستوى محدد لهذا القصور العقلي، ولكننا من الناحية العملية نستطيع القول أن الأطفال الذين تبلغ نسبة ذكائهم أقل من 91 درجة وأكثر من 74 درجة يكونون ضمن هذه المجموعة.
خصائص بطء التعلم:
أطفال بطئ التعلم يكون معدلات نموهم أقل في التقدم بنسبة لمتوسط معدل العاديين فهم أقل طولا وأثقل وزنا وأقل تناسقا ولكن ليس بدرجة التي تستدعى علاجا خاصا وكذلك قد يظهرون ضعف في السمع، عيوب في الكلام، سوء التغذية، عيوب في الإبصار أو ضعف عام.
والطفل بطئ التعلم بالرغم من وجود لديه صعوبة في التعلم الأشياء العقلية المرتبطة بالذكاء فإنه يحز تقدم في نواحي أخرى غير عقلية مثل قدرة الميكانيكية وتذوق الفني على رغم من عدم تمكنه من القراءة الجيد أو عدم اهتمامه بحساب. وهم غير ناضجين انفعاليا فالكثير ما يصيبهم الإحباط وقد ينفذ صبرهم فيفقدون ثقة بالنفس وينخفض تقدير ذات لديهم.
ثالثا: تعريف صعوبات التعلم:
إن صعوبات التعلم هو مصطلح عام يشير إلى مجموعة غير متجانسة من الاضطراب والتي تعبر عن نفسها من خلال صعوبات دالة في اكتساب واستخدام مهارات الاستماع أو الحديث أو القراءة أو الكتابة أو الاستدلال أو القدرات الرياضية. وهذه الاضطرابات ذاتية تنشأ داخليا ويفترض أن تكون راجعه إلى خلل في الجهاز العصبي المركزي ويمكن أن تحدث خلال حياة الفرد. كما يمكن أن تكون متلازمة مع مشكلات الضبط الذاتي ومشكلات الإدراك والتفاعل الاجتماعية. لكن هذه المشكلات لا تنشئ بذاتها صعوبات التعلم ومع أن صعوبات التعلم نحدث متلازمة (متزامنة) مع بعض ظروف الإعاقة الأخرى (القصور الحسي و التأخر الحركي والاضطرابات الانفعالية)، ومؤثرات خارجية أي الفروق الثقافية التعلم غير الكافي والتدريس. إلا أنها هذه الصعوبات ليس نتيجة لهذه الظروف والمؤثرات.
خصائص صعوبات التعلم:
1 - النشاط الزائد: كثير من ذوى صعوبات التعلم ذو نشاط مفرط , وهذه حقيقة صحيحة بالذات في حالة من لديهم إصابات مخية منهم، ولا يمكن اعتبار سلوك معين مشكلة لمجرد حدوثه مره أو أكثر، ولكن أن تجاوز حدوثه ثلاثة أمثال حدوثه لدى الفرد العادي في الموقف نفسه، وتحت الظروف نفسها هنا نقول: أن السلوك مشكلة، ومشكلة زيادة الحركة والنشاط أن الفرد المفرط في حركته لا يتوفر لديه وقت كافة للانتباه، كي يستطيع الاستحواذ عليه عقليا.
2 - ضعف النشاط والحركة: وهو تماما عكس فرط النشاط والحركة، وعلى الرغم من عدم شيوع هذا السلوك بين ذوي صعوبات التعلم مثلما هو الأمر في النشاط المفرط ولكنه سلوك قائم، ويمكن ملاحظته لتواتر بين أفراد هذه الفئة.
3 - قصور في الدافعية: على الرغم من أن نقص الدافعية قد يأتي نتيجة لعجز الطفل عن التعلم، إلا أنه سلوك يتكرر تسجيله في تقارير تشخيص هؤلاء الأطفال، وفي بياناتهم المدرسية.
4 - قصور في عمليات التآزر والتنسيق: على الرغم من أن بعض الأطفال الذين قد يكون لديهم قدرة على التآزر يلاحظ بشكل واضح بين الأطفال ذوي صعوبات التعلم. فالطفل عادة تنمو لديه ببطئ شديد قدرته على أن يقذف أو يتلف شيئا، أو القدرة على الهروب أو الجري، وتتضح في صعوبات الكتابة، وبعض المهارات الدقيقة الأخرى ويبدو مرتبكا وأهوجا في تصرفاته. تحدث عادة مثل هذه الصعوبات لعجزه عن تقدير موقعه بالنسبة للأشياء الأخرى في الفراغ من حوله.
5 - ثبوت الانتباه: وفيه يظل سلوك الطفل مستمرا في تركيز انتباهه على مثير بعينه دون المثيرات الأخرى المرتبطة بالموقف التعليمي نفسه. وكأن مثيرا واحدا قد استأثر بكل انتباهه. كما يبدو هذا الثبوت في تكرار السلوك نفسه مرات عديدة، فيكتب الطفل كملة معينة مرات متكررة وبشكل غير إرادي، أو يكرر كلمة منطوقة مرات عديدة.
6 - عدم التركيز: قد يرتبط عدم التركيز بنقص الدافعية أو بحالة الإفراط في الحركة. وهو سلوك يتمثل في عدم قدرة الطفل على التركيز على نشاط معين لأي فترة زمنية.
7 - صعوبات نقل الانتباه: الطفل الذي لديه إفراط في الانتباه لشيء معين يبدو عاجزا عن السيطرة على انتباهه أو تحويله نحو شيء معين دون شيء أخر. كما تطلب الموقف هذا الانتقال أو الحركة.
8 - اضطرابات في الإدراك: وتتضمن اضطرابات في الإدراكات البصرية أو السمعية أو الحركية أو اللمسية.
9 - اضطرابات الذاكرة: تتضمن اضطرابات الذاكرة كلا من الذاكرة البصرية والذاكرة السمعية.
10 - التناقض بين الذكاء والتحصيل: يُظهر التلاميذ ذوو صعوبات التعلم تناقضا واضحا بين تحصليهم الفعلي والتحصيل المتوقع، حيث يحصلون على درجات متوسطة أو أعلى من المتوسط في اختبارات الذكاء، مقابل ذلك انخفاض في مستوى التحصيل الذي لا يرجع على الإعاقة الحسية أو التخلف العقلي.
قـائـمـة الـمـراجـع:
- عبد الرحمن سيد سلمان، سيكولوجية ذوى الحاجات الخاصة الجزء الأول: ذوو الحاجات الخاصة (المفهوم والفئات)، القاهرة - مصر: مكتبة زهراء الشرق.
- عبد الرحمن سيد سلمان، سيكولوجية ذوى الحاجات الخاصة الجزء (الخصائص والسمات)، القاهرة - مصر: مكتبة زهراء الشرق.
- فتحي الزيات، صعوبات التعلم أسس النظرية والتشخيصية والعلاجية، دار النشر للجامعات.
- محمود عوض الله سالم ، صعوبات التعلم التشخيص والعلاج، عمان - الأردن: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
إعداد: سعاد أحمد علي