القراءة كمورد من موارد مادة اللغة العربية، كمثال . يحضر هذا المورد في كل مراحل التعليم . طبعًا لكل فئة محتوياتها وأهدافها، بدءاً من اصغر فئة وصولًا إلى مرحلة التعليم الثانوي التأهيلي ( مستوى الباكالوريا )، بل من الممكن أن نخترق بأسئلتنا هاته حتى بعض المراحل الجامعية والتكوينية وغيرها. لا داعي للتذكير، إن درس القراءة من أهدافه تمكن المتعلم من قراءة محتوى معين قراءة سليمة، وفهم وتحليل هذا المحتوى وشكله، حسب كل فئة وعمرها وما سطر لها من محتويات . القراءة، كانت ولا تزال من الموارد الرئيسية في مادة اللغة العربية . على المتعلم أن يتعلم كيف يقرأ وكيف يتلذذ ما يقرأ. أقرأ كلمة أو جملة أو نصا شعريا أو فكريًا، الخ، معناه، أنني أوظف مجموعة من الموارد الأخرى لتفكيك ما أقرأ. درس القراءة، كبقية الدروس الأخرى، عليه أن يكون ممتعًا ومولدًا لرغبة ممتدة في البيت وفي بقية المرافق العمومية .
لازلنا لم ننجح في غرس فعل القراءة، كحاجة وكلذة مبحوث عنها دومًا في حياتنا اليومية وطيلة عمرنا. لماذا يضحك المتعلم، بل حتى من مر من المدرسة وكبر و"نضج"، حينما يقرأ شاعر قصيدته ؟. بل هل نستمتع بقراءة الآخرين لنصوصهم ؟. المدرسة ودرس القراءة، يتحملان قسطا كبيرا في ما الت اليه القراءة . درس القراءة، فرصة لتعليم المتعلم كيف يقرأ قراءة سليمة، محترمًا مخارج الحروف وتلويناتها المفضية إلى القبض على بعض المعاني الأولية. كيف أشرح وألاحظ وافهم وأحلل وأركب، إلخ، ما أقرأ، مراحل من الممكن تبسيطها وتطويرها من مرحلة إلى أخرى، في أفق ترسيخ تقليد القراءة كفعل دائم لدى المتعلم، ومحفز على الكتابة/ الإبداع .
حينما نطرح أسئلة من قبيل، كم كتاب نطبع في العالم العربي ؟. كم كتاب يتم بيعه في هذا العالم؟. ما معدل القراءة في عالمنا العربي ؟، هنا، يبدو لي أننا لا زلنا لم نتمكن من ترسيخ فعل القراءة.
القراءة ، حينما ننجح في ترسيخها، نربح من خلالها العديد من الأهداف والكفايات والقيم والمواصفات والمرامي والغايات المنشودة، والتي من أجلها نلج المدرسة.
- أقرأ ، معناه أنّني أستمتع !.
- أقرأ معناه أنّني أرغب في فهم ما قاله الآخر !.
- أقرأ معناه أنّني أبحث عن تنمية قدراتي ومخيالي وشخصيتي وتوازنها النفسي والاجتماعي والثقافي، إلخ!.
بقلم: الحبيب ناصري