لقد قبل آباؤنا وأجدادنا العديد من الأشياء التي لم نعد نجدها مقبولة اليوم، وتبين بأن العديد من التقاليد والمعتقدات خاطئة ومنها طرق تأديب وتنشئة الأولاد. والاختلاف عن طرق الأهل التربوية لا يعني عدم محبتهم واحترامهم، بل بأن الأمور تتطور مع تطور الحياة.
* إن استخدامكم أسلوب الأذى البدني أُثبت أن له الكثير من المساوئ ومن نواحي عديدة منها:
ضرب أطفالكم يعلمهم أن ضرب الآخرين أمراً مسموحاً. الآباء أقوى جسدياً من الأطفال، كما أن أدمغتهم متطورة بشكل كامل، لذلك هم قادرون على ضبط النفس، لذلك إن قمتم بضرب طفلكم فإنكم توصلون له رسالة بأن استخدام هذا الأسلوب مباحاً مع الأشخاص الأصغر والأضعف منه للحصول على ما يريد منهم.
قد تفقدون السيطرة عند ضرب أطفالكم، إعطاء أنفسكم الإذن لتأديب أطفالكم جسديًا يضعكم في موضع المسيئًين، وكبالغين، كثيراً ما تعودون إلى المنزل بحالة الإحباط، والتعب، والغضب، وليس لديكم الصبر للتعامل مع أطفالكم. وبمجرد أن تبدؤوا في ضرب طفلكم تشعرون بالراحة التي تؤدي لمزيد من الضرب وقد تتجاوزوا الخطوط الحمراء، بإحداث أذى لا علاج له.
* ضرب أبنائكم قد يوقف سلوكهم السيئ ولكن سيلحق الضرر بهم وعلى علاقاتهم على المدى الطويل:
حيث سيتحول هؤلاء الأطفال إلى بالغين غاضبين ومضطرين يعانون من مشاكل نفسية وعاطفية، ويصبحون أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل الصحة العقلية، والقلق، والاكتئاب، ومشاكل تعاطي المخدرات، وأقل عرضة للتعاطف مع الآخرين أو استيعاب معايير السلوك الأخلاقي. فالشخص العقلاني يغير معتقداته عندما يتضح أن الواقع يتناقض مع تلك المعتقدات، لذلك فإن العقوبة يجب أن تكون مناسبة للعمر، ويجب استخدامها عند الضرورة وعلى منطقة ضيقة وغير مؤذية .إنه فعل غير قانوني في أكثر من ثلاثين بلداً حول العالم.
لماذا نحن متخلفون جدا في الاعتقاد علماً بأن عدم ضرب الأطفال هو أضمن طريقة للحد من الجرائم وتعزيز السلوك الجيد. هناك طرق أكثر فعالية للحصول على السلوك الذي تريدونه؛ فمجرد رؤية مدى غضبكم هو عادة ما يكون مخيفاً بما يكفي لطفل صغير ولا تحتاجون إلى زيادة الخوف من خلال الحصول على تأديب جسدي.
حددوا السلوكيات المطلوبة من طفلكم، وحددوا العقوبات المناسبة إذا لم يلتزم أبناءكم بطريقة محددة وواضحة؛ فهذا يتيح للأطفال أن يشعروا بأن لديهم قدراً من السيطرة على ما يحدث لهم، ويعلمهم البحث عن الخيارات ومراعاة ذلك.
بقلم: رؤى جوني