استخلَص بعضُ علماء النفس المختصِّين بالكشفِ عن المواهب الفردية وتنميتها [1]، وتعريف الفرد على الطاقاتِ الكامنة فيه، وكيفية استغلالها: قوانينَ نفسية إن صحَّت التسمية [2]، يمكن للمرء إذا ما طبَّقها أن يحقِّقَ ما يطمح إليه بتوفيق الله، ومن هذه القوانين:
أولًا: قانون الضبط والتحكُّم:

يقول هذا القانون: "إن مقدار ما نملِكه من ضبط وتوجيه لحياتنا يحدِّدُ مقدار صحتِنا النفسية، وعدم شعورنا بالاضطراب. المطلوب منا أن نشعُرَ أن المِقود بيدنا لا بيد غيرنا، لكنَّ أكثر الناس لا يأخُذون بالأسباب، وينتظرون أن يحدُثَ لهم ما يشتهون"، والمراد: أن تشعُرَ أنك مسؤولٌ عن تصرفاتِك، وتملِك حرية الاختيار في القضايا التي تخضَعُ عادة لسيطرة الإنسان، لا في الأمور التي هي خارجةٌ عن طاقته، وفي الحديثِ الشَّريف الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه مثالٌ على المراد من هذه النقطة؛ فهو صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس الشديدُ بالصُّرَعةِ، إنما الشديد الذي يملِكُ نفسَه عند الغضب»؛ أي: ليس القوي حقًّا هو الذي يصارعُ الرجالَ ويغلِبهم، إنما هو الذي يضبِط نفسَه، ويسيطر على أعصابه، ويتحكَّم فيها، وهذا مثالٌ واحد على قانون الضبط والتحكُّم.

إن مِن أهم الأسباب المؤدِّية إلى تخلُّف المسلمين -في نظري- منطقَ الجبرِ الذي يحاكِمون به الأشياء؛ فهم يترُكون العملَ اعتمادًا على فهمٍ خاطئٍ للقضاء والقدَر، والصواب أن يُعمِلوا جهدَهم، ويبذُلوا ما في وُسعِهم، ثم يتركوا الأمرَ لله سبحانه.

والقرآنُ الكريم حافلٌ بما يدلُّ على هذا المعنى، من مِثل قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى. وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى. وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل:5-10]؛ فالتيسيرُ لليُسرى نتيجةٌ، سببُها: العطاءُ، والتقوى، والتصديق، والتيسير للعسرى نتيجةٌ، سببُها: البخلُ، والاستغناء، والتكذيب.

كذلك السنَّة حافلة بما يؤكِّد هذا المعنى؛ فقد ورَد أن رجلًا سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "هل يعقِلُ ناقته (أي: يربطها) ويتوكَّل، أم يطلقها ويتوكل؟ فأجابه: «اعقِلْها وتوكَّل»"(رواه الترمذي)؛ لأن عَقْلَها لا ينفي التوكلَ.

إن الذين يريدون النجاحَ عليهم أن يفهموا قانون السببية فهمًا عميقًا، ويطبِّقوه في حياتهم اليومية.

كل ما يحدُثُ في الكون له سببٌ يؤدِّي إلى حدوثِه، بعضُ هذه الأسباب في مقدورِ الإنسان أن يتدخَّلَ فيها أو يؤثِّرَ، وهي محل بحثِنا، وبعضها خارج عن دائرةِ قدرته، وإن كان من اهتمامه، وهذه لا شأنَ لنا فيها.

وهذا ما قصَّه علينا القرآنُ الكريم في حديثه عن ذي القرنينِ؛ إذ قال: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا. فَأَتْبَعَ سَبَبًا} [الكهف:84-85]، وفي قراءة: {فَاتَّبَعَ سَبَبًا}؛ أي: إن اللهَ تعالى هيَّأ له الأسبابَ التي توصله إلى مقاصدِه، من العِلم والقدرة، والأدوات، فلم يقعُدْ عن الأخذِ بها، بل اتَّبَعها وحقَّق بفضل الله ما حقَّق.

إن الناس جميعًا متَّفِقون على أن: مَن جدَّ وجَد، ومن زرع حصد، قد يدرُسُ الطالب ويذاكر ثم يرسب، وقد يزرع الفلاحُ ثم يهلِكُ زَرعه، نعم، في هذه الحالة لا يُلام أحدٌ منهما؛ لأنهما لم يقصِّروا، بل أخَذَا بالأسباب فلم تؤدِّ إلى نتائجِها، لأمرٍ يريده الله، وهنا يأتي مقام الرضا بالقضاء والقدر.

ثانيًا: قانون التوقُّع:

القانون الثاني من القوانين النفسية هو قانونُ التوقُّع، يقول هذا القانون: "إن توقُّع الشيء يؤدي إلى حدوثه"، فإذا توقَّع المرء توقعًا قويًّا أنه سيكون ناجحًا، فإن هذا التوقُّعَ يُسهِم إسهامًا كيرًا في نجاحه؛ فهو يُحدِّث نفسَه بهذا النجاح، ويفكِّرُ فيه دائمًا، ويحدِّث خُلصاءَه عنه، ما يجعَلُ فكرة النجاح تتمكَّن من نفسه وتوجِّه سلوكه.

وكذلك توقُّع الإخفاق يوجِّه سلوك أصحابه نحوه، ولا فَرْقَ بين أن يكون التوقُّعُ مبنيًّا على أسسٍ صحيحةٍ أو خاطئة في الأصل.

وللبرهنةِ على هذا أجريت التجرِبة الآتية [3]: قال مديرُ إحدى المدارس لثلاثةٍ من مدرِّسيه: لأنكم أفضلُ ثلاثة مدرسين عندي، فقد اخترتُ لكل واحد منكم ثلاثين طالبًا من أَنْبَهِ وأذكى طلاب المدرسة، لتدرِّسوهم في صفوفٍ خاصة، ولكن لا تُخبِروا الطلابَ ولا أهاليهم بهذا، وأبقُوا الأمر سرًّا؛ حتى لا تفسُدَ التجرِبة، درِّسوهم بشكل عادي، واستخدموا معهم المنهجَ العاديَّ نفسه، ولكننا نتوقَّع أن تكون نتائجُهم جيدة، وفعلاً كانت النتائج رائعةً، وقال المدرسون: إنهم وجَدوا الطلاب يتجاوَبون ويفهَمون بشكل لم يعتادوا عليه.

وأخبَر المدير المدرِّسين بأن الموضوع لم يكن إلا تجرِبةً، وأن الطلاب عاديُّون جرى اختيارُ أسمائهم عشوائيًّا، فقال المدرِّسون: إذًا السبب فينا نحن؛ لأننا أفضلُ ثلاثة مدرِّسين عندك!

هنا قال المدير: يؤسِفُني أن أعلِمَكم أن أسماءكم أنتم أيضًا قد اختيرت بالقرعة! فاندهش المعلِّمون الثلاثة، وبهذا يستدل مَن يقول بهذا القانون على أن التوقُّعاتِ هي التي صنعت النتيجة، حتى لو كانت المعلوماتُ في الأصل خاطئة.

إن ما يتوقَّعُه الآباء والأمَّهات من أولادهم له أكبرُ الأثر في توجيه سلوكهم، وإن ما يتوقعُه منا الآخَرون يتحكم فيما نعملُه بشرط أن يكون توقعهم قويًّا واضحًا، إذا توقَّعوا التفوُّق والتألق، فسوف يكون ذلك بإذن الله، وإذا توقعوا التخلُّف والإخفاق فسوف يكون ذلك أيضًا، فليتنبَّهْ لهذا الأمرِ المهم الآباءُ والأمَّهات والمعلِّمون والمعلمات، ومع ذلك، فأهمُّ شخص في تحقيق توقعات المرء هو المرءُ نفسه!

ثالثًا: قانون الجاذبية:

القانون الثالث من القوانين النفسية وله بعضُ صلة بالقانون الثاني: هو قانون الجاذبية. يقول هذا القانون: "الإنسان كالمغناطيس، يجذِبُ إليه الأشخاص الذين ينسجِمون مع طريقة تفكيرِه، فإذا أراد أن يغيِّرَ الظروفَ المحيطة به، فليُغيِّر طريقةَ تفكيره".

فالمتفائل يجذِبُ إليه الأشخاصَ الذين يُعِينونه على تحقيق ما يصبو إليه، والمتشائم عكسه، وهذا ليس اكتشافًا جديدًا، فمنذ القديم قيل: إنَّ الطيورَ على أشكالها تقعُ، وقيل: وشِبه الشيء منجذبٌ إليه.

رابعًا: قانون الأفكار (قانون التعويض):

إن العقلَ الواعي يستطيع أن يحتضنَ فكرة واحدة فقط في وقت واحد، سواءٌ أكانت هذه الفكرة سلبية أم إيجابية؛ لذلك يجب علينا أن نطرُد أي فكرة سلبية تسكُنُ وعينا، ونضع عوضًا عنها فكرة إيجابية، إذا أردنا أن نكوِّن مواقفَ إيجابية في حياتنا، فعلينا أن نفكرَ باستمرار في الأشياء والأحداث والمواقفِ الإيجابية، ونبتعد عن كل ما هو سلبي.

إن العقل كالحديقة، إما أن تنموَ فيها الأزهار الجميلة، وإما الأعشاب الضارة، لكننا ما لم نزرَعْ عن قصد واختيار الأفكار النافعة في عقولنا، فإن الأفكار السلبية الضارة ستنمو فيها؛ فالحشائش والأعشاب الضارة تنمو وحدها، ولا تحتاج إلى عناية ورعاية لتشِبَّ وتكبر، وكذلك المخاوف والأفكار الضارة تغزو العقلَ وتنمو فيه، ما لم نقُمْ عن وعيٍ وعمد بزراعة الأفكار الإيجابيَّة النافعة بدلًا منها.

إن الفكرةَ الإيجابية إذا دخلت وعيَ المرء تطرُدُ الفكرة السلبية التي تقابلها، والعقل لا يقبَلُ الفراغ، إذا لم نملأه بالأفكار التي تفتح أمامنا آفاقَ التقدُّم والانطلاق، فسوف يمتلئ بالأفكار المؤذِية التي تحُول بيننا وبين النمو والتقدُّم، وإلى هذا تشير الحِكمة القائلة: إذا لم تشغَلْ نفسَك بما ينفعُك شغَلَتْك بما يؤذِيك.

ومما يحسُنُ إيراده في هذا المقام كلامٌ نفيس للإمام ابن القيم [4] رحمه الله، يقول: "وقد خلَق الله سبحانه النفسَ شبيهة الرحى الدائرة التي لا تسكُن، ولا بد لها من شيءٍ تطحَنُه، فإن وُضِع فيها حبٌّ طحنَتْه، وإن وُضِع فيها تراب أو حصًى طحنته؛ فالأفكارُ والخواطر التي تجول في النفس هي بمنزلةِ الحَبِّ الذي يوضع في الرَّحى، ولا تبقى تلك الرَّحى معطلة قط، بل لا بد لها من شيء يوضَع فيها؛ فمن الناس من تطحَنُ رحاه حبًّا يخرجُ دقيقًا ينفَعُ به نفسه وغيره، وأكثرهم يطحن رملًا وحصًى وتِبنًا ونحو ذلك، فإذا جاء وقتُ العَجْن والخبز تبيَّن له حقيقة طحينه".

خامسًا: قانون التكرار:

إن قدرتَنا العملية كالقدرةِ على لعب التنس، أو الطباعة على الآلة الكاتبة، أو السباحة مثلًا تبدأ بتعلُّم المهارةِ المطلوبة، ثم التدرُّب عليها، وتكرارها حتى تُصبِح عادة. كذلك الأمرُ بالنسبة للعادات العقلية، فإذا أردنا إحلالَ عادة عقلية إيجابية محلَّ أخرى سلبية، فعلينا أن نفكرَ بها مراتٍ حتى تصبحَ عادة عندنا.

إن الناجحين لا يفكِّرون عندما ينهَضون من أَسِرَّتِهم في الصباح أنهم سيكونون إيجابيين، لقد أصبَح التفكيرُ الإيجابي عادة عندهم، لقد تعوَّدوا على التفاؤل، وعلى توقُّع الأفضل في كلِّ موقف حياتيٍّ يمر بهم، إنهم يفعَلون هذا بشكل تلقائي دون أن يفكِّروا فيه؛ لأنه أصبَح عادة عندهم.

إن مستقبلَنا يعتمد بعد الله على العاداتِ العقلية الصحيحة التي كوَّناها عن عمدٍ ووعي، وصدَق من قال: "كوِّن لنفسك عاداتٍ صحيحة، ثم أسلِمْ لها قيادَك".

سادسًا: قانون الاسترخاء:

يقول هذا القانون: "إن بَذْلَ الجُهد في الأعمال العقلية يهز نفسَه، بخلاف الأعمال الحِسية الجسمية"، فنحن إذا أردنا أن نقطعَ خشبة مثلًا أو ندقَّ مسمارًا، فكلما كان الجُهد أقوى كان قطعُ الخشبة أو دخول المسمار أسرعَ، أما في الأعمالِ العقلية فما يحصلُ هو العكس تمامًا، وإذا حاولنا تحقيقَ ما نصبو إليه في أقصرَ من الوقت الذي نحتاجه، فسوف نؤذِي أنفسنا؛ لأن (من تعجَّل الشيء قبل أوانِه، عُوقِب بحِرمانه)؛ فالمطلوبُ منا إذًا أن نعتقدَ بهدوءٍ واسترخاء أن ما نحاولُ الوصولَ إليه سيتحقَّقُ بعون الله إذا صبَرْنا وانتظرنا.

سابعًا: قانون التخلِّي والتحلِّي (كيف نترك العادات السلبية ونكتسب العادات الإيجابية):

إن كلَّ فردٍ منا يتغيَّر باستمرار، لا يوجد استقرارٌ كامل في الشخصية الإنسانية، إذا وعَيْنا هذه الحقيقة أمكننا أن نوجهَ التغيير إلى ما هو نافعٌ ومفيد، فيعمل معنا لا ضدَّنا. إن اكتسابَ عادة (عقلية أو ذهنية أو نفسية) جديدة ليس أمرًا صعبًا؛ فهو يتطلبُ كما يقول أكثرُ المختصين (12) يومًا، في هذه الأيامِ الإحدى والعشرين علينا أن نقومَ بأربعة أمور:
[1]- نفكِّر.
[2]- ونتحدَّث.
[3]- ونتصرَّف وَفْق ما تُمليه علينا العاداتُ الجديدة المطلوبة.
[4]- وأن نتصور ونتخيَّل بوضوح تامٍّ كيف نريدُ أن نكون.

فالأمر إذًا يحتاجُ إلى تريب ذهنيٍّ ورياضةٍ عقلية. إذا فكرتَ في نفسِكَ وكأنك صِرتَ بالشكل المطلوب، فإن هذا التصورَ يتحوَّلُ إلى حقيقةٍ بالتدريج، والواقع أن هذه هي الطريقةُ التي نكتسبُ بها العاداتِ الجديدة، وإلى هذا يشيرُ الحديث الشريف القائل: «إنما العِلم بالتعلُّم، والحِلْم بالتحلُّم» [5]، وقول الحسن رضي الله عنه: "إذا لم تكن حليمًا فتحلَّمْ، وإذا لم تكن عالِمًا فتعلَّمْ، فقلما تشبَّه رجلٌ بقومٍ إلا كان منهم".

• يقول ابن سينا (المتوفى عام 428هـ) رحمه الله: "والأخلاقُ كلها الجميلُ منها والقبيح مكتَسَبة، ويمكن للإنسان متى لم يكن له خُلُق حاصل، أن يحصِّلَه لنفسِه، وأن ينتقل بإرادته إلى ضد ذلك الخُلُق" [6].

• ويقول الإمام الغزالي (المتوفى عام 505هـ) رحمه الله، عند حديثِه عن ذِكر الله عز وجل في كتابه: "إحياء علوم الدين"، ما معناه: الذِّكر النافع هو ما كان مع حضورِ القلب أي: مع التركيز، وهذا ما عبَّرْنا عنه آنفًا بقولِنا: أن نتصورَ ونتخيَّلَ بوضوحٍ تام كيف نريد أن نكون؛ فالأمر إذًا يحتاجُ إلى تدريب ذهنيٍّ ورياضة عقلية، فأما الذِّكرُ باللسان والقلبُ لاهٍ فهو قليلُ الجدوى، وفي الحديث الذي رواه الترمذي وحسَّنه عن أبي هريرةَ رضي الله عنه: «واعلَموا أن اللهَ لا يقبَلُالدعاءَ مِن قلبٍ لاهٍ».

• وللذِّكر أول وآخر: فأوله يُثمرُ الأُنْسَ بالله، واستشعار حبه سبحانه وتعالى، وآخره يكون ثمرةً للأُنْس والحب، وصادرًا عنه؛ فإن الذاكرَ قد يكون في بدايةِ أمره متكلِّفًا بصرفِ قلبه ولسانه عن الخواطرِ والوساوس إلى ذِكر الله عز وجل، فإن وُفِّق للمداومة، أَنِس بربِّه، وانغرس في قلبِه حبُّه، ولا ينبغي أن يُتعجب من هذا؛ فإن مَن أحب شيئًا أكثَر من ذِكره، ومن أكثر ذِكر شيء وإن كان تكلُّفًا أحبَّه، ولا يصدُرُ الأُنْس إلا مِن المداومة على المكابدة، والتكلف مدة طويلة، حتى يصيرَ التكلُّف طَبعًا، وقد يتكلَّفُ الإنسان تناولَ طعام يستبشعه أولًا، ويكابِد أَكْله، ويواظب عليه، فيصير موافقًا لطَبْعه حتى لا يصبرَ عنه؛ فالنفس معتادةٌ متحمِّلة لِما تتكلَّف: هي النَّفس ما عودتَها تتعودُ؛ أي: ما كلَّفتَها أولاً يصير لها طبعًا آخِرًا.

وهناك طُرُق عدة لتسريع عملية اكتساب العادات الإيجابية، أهمها ما يُسمِّى: التوكيدات، وهي الجُمَل التي:
• ليس فيها أداة نَفْس.
• ولا استقبال، بل تعبِّرُ عن الحاضر.
• وتستخدم ضميرَ المفرَد المتكلِّم.

مثلًا: إذا أراد شخصٌ الإقلاع عن التدخين، فلا يقول: أنا لن أدخن، أو أنا سوف أترُك التدخين، أو أنا لا أحبُّ التدخين، ولكن ليقل: أنا أكرَه التدخين، التدخين يُتلِف صحتي، ويدمِّر مالي، لقد أقلعتُ عن التدخين والحمد لله، وهكذا تدخُل الفكرة تدريجيًّا؛ لتستقرَّ في العقل الباطن، وتوجِّه السلوكَ بعد ذلك، ويمكن تطبيقُ الطريقة نفسِها على أي عادةٍ يريد الفرد اكتسابها؛ كممارسة الرياضة البدنية، أو إنقاص الوزن بتقليلِ كمية الطعام، فيقول المرءُ مثلًا: أنا أمارسُ الرياضة بشكل جيِّد، الرياضة تحسِّنُ صحتي، وتَزيد من نشاطي، الرياضة سببٌ لدَفْع المرض عني بإذن الله، أو: أنا آكُلُ باعتدال، أنا أكره الإفراطَ في الطعام، الدُّهون والحلوى تدمِّرُ صحتي، وهكذا. ويُفيد جدًّا أن نكتبَ هذه الجُمَل على ورقةٍ مرات عدة صباحًا ومساءً، ونقرأَها ونكرِّرها مع الحماسةِ والاقتناع.

المراجع:                                                           .....
[1]- منهم: برايان تريسي في كتابه: علم نفس النجاح، وهذه القوانين مستفادَة منه.
[2]- في هذه التسمية شيءٌ من التساهل؛ لأن هذه القوانين ليست منضبطة دقيقة كقوانين الفيزياء أو الرياضيات.
[3]- انظر فن التفوق والنجاح للمؤلف، [ص:20].
[4]- الفوائد: [250].
[5]- رواه الدارقطني وهو ضعيف.
[6]- علم الأخلاق، مطبوع ضمن مجموع الرسائل: [891].

    إعداد: أحمد البراء الأميري

أضف تعليق


كود امني
تحديث