إن عملية تطوير المنهج وتخطيطه عملية معقدة ومتحركة، ولبناء المنهج الصحيح، والبدء بخطة شاملة لتطوير المنهج، يجب أن يتم التعامل مع المجالات الآتية: التخطيط، وتقييم الحاجات، وتشكيل فرق تطوير المنهج، وحجم العمل، وتطوير المنهج، وتبني المنهج، والتجريب الميداني، والتعديل، وتنفيذ المنهج الجديد، والتقييم.

  إن أي منهج خاص بالموهوبين لا بد أن يعتمد في بنائه على أسس المعرفة الجيدة، ويرتقي ضمن مستويات المعرفة الرئيسة والمتمثلة فـــــي:

  *  المستوى الأول:  معرفة ماذا؟

    - تعني المفاهيم والمصطلحات والمفردات الرئيسة الجديدة في المادة.

 *  المستوى الثاني:  معرفة عن.

    - تعني المحتوى ومضمون المحتوى بكل موضوعاته وتفريعاته التفصيلية.

  * المستوى الثالث:  معرفة كيف؟

    - تعني النشاطات؛ نشاطات المنهج وتطبيقاته التدريبية المدمجة مع مهارات التفكير الملائمة لطبيعة المادة والموضوع والفئة العمرية.

  * المستوى الرابع البحث العلمي:

   - تعني التدريب على مهارات البحث العلمي بدءاً بالأسئلة البحثية وانتهاءً بتفسيرات النتائج، وكيفية تسويق النتيجة، والاهتمام بتثمين (الإنتاجية الإبداعية)، والعمل على توظيف نتائج البحث العلمي والاستفادة منها.

 ويكون الطالب متلقياً للمعرفة في مستويات (ماذا؛ عن)، وهي ما تُسمّى بمرحلة نثر المعلومات والحصول على الكم الوافي والوافر من المعرفة المستقاة من المصادر المختلفة، أما في مستوى (كيف) فيكون دور الطالب متفاعلاً مع المعرفة، أي أن الطالب يَختبر المعرفة بنفسه، ويُجري تطبيقات لتعميق فهمه للمعرفة، ومن ثم ربط المعرفة التي تعلمها الطالب بواقع الحياة في مستوى (البحث) وبالتالي الانخراط في عمل المشروعات والبحث والاكتشاف والانتقال لمستوى الإنتاجية الإبداعية، فيصبح الطالب منتجاً للمعرفة، فيكتشف معرفة جديدة يضيفها إلى ما عرف، وهو أرقى مستويات المعرفة، أي أن المنهج المتميز يجب أن ينقل الموهوب من مستوى متلقٍ للمعرفة، إلى متفاعل مع المعرفة، ثمّ إلى منتج للمعرفة.

من القضايا المهمّة في إعداد مناهج الموهوبين:

1 - لا يوجد منهج واحد محدد للطلبة الموهوبين، وعند إعداد مناهج خاصة بالموهوبين يجب أن تستند إلى دراسات تتعلق بطبيعة الطلبة الموهوبين، وطبيعة المؤسسة التربوية التي يتعلمون فيها، وطبيعة البرنامج الخاص الموجه لهم.

2 - جاء الاهتمام بتربية الموهوبين وتطويرهذا المجال إلى جوانب تطوير التعليم العام ككل ولجميع فئات الطلبة، إلا أن التقدم في تربية الموهوبين يُعزى لنوعية الأبحاث العلمية وتطبيقاتها، والاهتمام بتشجيع المعلمين على دراسة المشكلات المتعلقة بالمنهج، كذلك تَركَّز الاهتمام على تقديم خدمات واضحة وممتعة للموهوبين من خلال المنهج المناسب والمتميز.

3 - ركزت حركة الاهتمام بتطوير مناهج الموهوبين على دور المعلمين والوالدَين والطلبة في بناء المنهج.

4 - أصبحت قضية إعداد مناهج خاصة بالموهوبين قضية ترتبط بالحاجة الملحة، وليست طرحاً تربوياً فقط.

5 - هناك تساؤلات عن كيفية إسهام محتوى المنهج في تطوير الموهوبين، وما الطرق المناسبة لتدريس المنهج، وكيف يتضمن المنهج تعريفاً بالقضايا والمشكلات التي تهمّ الموهوبين، والأهداف التي يمكن تحقيقها على المدى البعيد.

6 - يجب أن يستند إعداد المنهج إلى شروط البناء المناسبة للمنهج الخاص، وأثر توجّهات الباحثين والتربويين وفلسفاتهم في إعداد هذا المنهج الخاص.(Robinson,1998; Passow,1991;    .(Barbour & Shaklee,1998)

      المصدر: مؤسسة الملك عبد العزيز للموهوبين                             

أضف تعليق


كود امني
تحديث