1-  مفهوم الإنصات:
يعرف الإنصات «الإصغاء» بأنه قدرة الشخص على الانتباه والتركيز أثناء تلقي المعلومة ثم التأمل والتفكير بهذه المعلومة، ولا شك أن الإنصات مهارة تحتاج إلى بذل جهد وتركيز من قبل المتلقي، ولذلك فإننا نجد أن هناك فروقاً فردية بين الأشخاص فيما يتعلق بالإنصات يمكن أن نتعرف عليها من خلال اختبارات الإنصات الكثيرة، كما يمكن تحسين وتطوير هذه المهارة عن طريق التدريب.

2 - مراحل عملية الإنصات:
إن عملية الإنصات ليست كما يتبادر للأذهان من أول وهلة بأنها تتم من خلال مرحلة واحدة بل تمر بأربع مراحل متسارعة هي:
السمع: وهو القدرة على تمييز الأصوات.
التفسير: وهو القدرة على الفهم والإدراك.
التقويم: وهو استنتاج مبني على أساس موضوعي.
الاستجابة: وهي القدرة على التصور الكلي للرسالة المسموعة.
ولقد دلت دراسة علمية ل "مادلين بورلي آلن" في كتابها "الاستماع" على أن الإنسان يمضي من وقته %45 في مجال الإنصات خلال اتصالاته اليومية، وهو ما يؤكد أن الإنصات يحتل النصيب الأسد من أنشطتنا اليومية. ولهذا نرى أن المناهج في الولايات المتحدة الأمريكية تركز على تعلم هذه المهارة، ففي عام 1978م أضيفت هذه المهارة إلى المهارات الأساسية في التعليم الأمريكي العام وهي: القراءة، والكتابة، والحساب، والنطق، والإنصات، أما في المناهج العربية فإن هذه المهارة تكاد تكون مهملة وقل ما تجد موضوعاً ينمي مهارة الإنصات لدى المتعلم، ولا يقتصر هذا الخلل على جانب المناهج فقط بل إن المكتبة العربية تفتقر أيضاً إلى التأليف في هذا الموضوع بالرغم من أهميته القصوى.

3 - فوائد الإنصات:
-  الحصول على معلومة قد تكون في أمس الحاجة إليها.
-  إتاحة الفرصة للتعرف على شخصية محدثك وأهدافه.
-  الحصول على احترام وتقدير محدثك.
-  امتصاص انفعالات الغضب المدمرة.
-  الابتعاد عن مواطن الخطأ.
-  المساعدة في اتخاذ القرار السليم.
-  وسيلة اتصال جيدة مع الطرف الآخر.
-  البقاء في موقف قوة.

4 - معوقات الإنصات :
-  الفروق الإدراكية واللغوية والثقافية بين الأفراد.
-  الانشغال والارتباك أثناء الحديث.
-  الحالة الصحية والنفسية للمنصت.
-  الشرود وأحلام اليقظة أثناء الاستماع.
-  مقاطعة المتحدث.
-  التوقع أو التنبؤ بما سيقوله المتحدث.
-  الملل وعدم التحمل.
إن هناك سلوكا ودياً وغير ودي من قبل الأفراد أثناء الاستماع فمن السلوكيات الودية: الابتسامة، والبشاشة، ورفع الرأس، وإظهار التلهف، واستخدام الإشارات وغيرها، أما السلوكيات غير الودية فمنها: السخرية، والعبوس، والنظر بعيدا، والعبث بالشعر، والتظاهر بالتثاؤب وغيرها. كما يمكن التعرف على الأفراد الذين لا يتمتعون بإنصات جيد من خلال سلوكيات واتجاهات معينة منها: التركيز على مظهر المتحدث وملبسه، التظاهر بالإنصات وهو على عكس ذلك، الابتعاد عن الإنصات إذا كان يحتاج الموضوع إلى تركيز وجهد، صياغة الردود والاستجابات خلال حديث المتحدث، وأخيراً الاعتقاد بمعرفة ما يدور في رأس المتحدث.

5 - كيفية الإنصات الفعّال:
     -  الاستعداد جيداً للإنصات خاصة إذا كانت المحادثة طويلة.
     -  النظر إلى المتحدث وتجنب تركيز النظر إلى عيونه.
     -  العمل على إزالة جميع أنواع المقاطعات والتشويش.
     -  السيطرة على المشاعر والأحاسيس والانفعالات.
     -  تشجيع المتحدث من خلال إلقاء الأسئلة وإقرار مشاعره.
     -  تلخيص ما قيل وعدم الاستئثار بوقت المحادثة.
     -  عدم إهمال المشاعر غير اللفظية للمتحدث كاحمرار الوجه ورفع الصوت ولغة العيون.
     -  عدم إعطاء إجابات ملزمة دون تفكير.
     -  استخدم الصمت أثناء المحادثة لإعطاء فرصة للمتحدث للتفكير.
إن الرسائل أحياناً تحمل مشاعر إلى جانب المعلومات أو الحقائق، ولا بد لنا أن ننصت للمشاعر والحقائق على حد السواء، حيث إن المشاعر هي المكمل للرسالة ولا نستطيع أن نفهم وندرك الرسالة دون فهمنا لمشاعر المتحدث، وغالباً ما تكون هذه المشاعر غير لفظية لكن يمكن ملاحظتها من خلال صوت المتحدث أو وجهه أو عيونه، وبالتالي نعرف حالته النفسية والعاطفية وما يعاني منه، ومن الأمثلة على ذلك احمرار الوجه، ورفع الصوت وخفضه، واتصال الأعين، واختيار الكلمات وغيرها، ولا شك أن هذه المشاعر يمكن أن تبين حالة المتحدث فقد يكون خجلاً أو خائفاً أو فرحاً أو غاضباً وغير ذلك.

  إعداد : لطفي حضري (بتصرف) 

أضف تعليق


كود امني
تحديث