هناك عدة نماذج أو براديغمات حسب باكاي لمهنية المدرس. والملاحظ أن طبيعة الكفايات والمعارف الملتصقة بكل نموذج تختلف من نموذج لآخر، والبراديغمات هي:

  • المدرس الممارس الصانع هو المدرس الذي اكتسب انطلاقا من الميدان خطاطات للفعل السياقي.
  • المدرس المستقل المسؤول هو القادر على التقويم والمبادرة بتكيف مبدع يتجاوز فيه الظرفية التي يطرحها اليومي لأن مشروعه البيداغوجي والمهني هو من الإنسان لأنه يعطي غايات لمهنته ولذاته في المهنة.
  • المدرس الفاعل الاجتماعي هو المدرس الملتزم بمشاريع جماعية والواعي بالرهانات الأنتربو-اجتماعية للمارسات اليومية. ينطلق هذا التصور للمدرس من كون كل ما يتدخل في المدرسة يغير من مهنة المدرس مما يتحتم عليه الانخراط في المشاريع المشتركة سواء على مستوى المؤسسة أو على مستوى محيط المؤسسة مما يلزم المدرس بالتزامات اجتماعية تجعله فاعلا اجتماعيا. والسؤال هو كيف يجب تكوين المدرس الفاعل الاجتماعي؟ إن تكوين المدرس الفاعل الاجتماعي يتجاوز الرؤية القصيرة الضيقة إنه النظر إلى البعيد البعيد، إلى أبعد من أسوار المدرسة. إنه الوعي بأن المدرسة مخترقة بصراعات قيم ومصالح ورهانات كثيرة. والاقتناع بأن بالتفاعل سلبا أو إيجابا مع القرارات الأكثر شمولية وتملك رؤى سياسية وتحليل المشاكل الاجتماعية التي تغزو المدرسة والوعي بها.

  حدد لوموس بعض الأدوار الواجب توفرها في المدرس المهني، وهي كالآتي:

 إن المدرس الفاعل الاجتماعي مطلوب منه أن يعطي معنى لما يقوم به وإعادة بناء داعي وجوده وشرعيته وتناغم فعله. فهذا النشاط التأملي إما ينعدم لديه فيصر في وضع ثابت جامد أو يجعله يغذي التغيرات والتحولات باطراد.

  • المدرس الشخص هو المدرس الذي يكون في علاقة بذاته ويعمل على تنميتها. وهو بحسب البراديغم الشخصاني شخص قبل كل شيء آخر يتطور ذاتيا وفي علاقته مع الغير، علما بأنه لا وجود لنموذج جاهز للشخص نقيس عليه المدرس الشخص مما يتحتم أن يركز التكوين الأساسي على التنمية الشخصية والعلائقية، وخاصة تنمية كفايات التواصل وتحليل العلاقات والتعبير وتنمية الاستماع وتنشيط المجموعة والثقة في النفس لأن البرنامج والتعلم يمر عبر تواصل أصلي في مناخ تسوده الثقة.
  • المدرس الباحث هو القادر على تنفيذ مقاربة للتحليل وحل المشاكل المفكر فيها، المنتج لعدد وأدوات للتدخل وتوضيح الأسس وتقويم مفعولاتها.
  • المدرس العالم هو المدرس الذي يتحدد كفاعل يتملك عقلانية مؤسسة على المعرفي أي على المعرفة؛ غير أن كثير من البراديغمات الخاصة بمهنة المدرس تقول اليوم بالعقلانية كفهرسة للكفايات والأداءات. وهذا النموذج منظور إليه كذات إبيستيمية، كذات عالمة تتحكم في الذات والفعل والخطاب انطلاقا من أفق معرفي.
  • المعلم المرتجل هو كل من يعرف القراءة ليمارس التعليم في مجتمع أمي مثل ما حصل في أوربا خلال القرن السابع عشر في غياب أي تنظيم ولا تكوين ولا أي مفهوم للمستوى والقسم والأسلاك أو المحتويات.
  • المعلم العلمي: ظهر مع النقد الموجه للبيداغوجيا التقليدية خلال القرن التاسع عشر والعشرين، حيث غزا الحوار البيداغوجي البعد العلمي وضرورة وجود مشروع بيداغوجي تيمركز على الطفل.

                                                        إعداد: الحسن اللحية (بتصرف)

أضف تعليق


كود امني
تحديث